«أصبحت (فاغنر) مركز قوة منافساً للجيش الروسي والوزارات الروسية الأخرى»، كان هذا ما قاله منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، في حديث مع الصحفيين مطلع هذا العام، أي قبل شهور من محاولة الانقلاب التي قام بها قائد المجموعة هذا الأسبوع.

فهل أصبحت «فاغنر» منافساً للجيش الروسي؟ لنبدأ بالمقارنة..

«فاغنر» منظمة شبه عسكرية روسية، يُنظر إليها على أنها شركة عسكرية خاصة تدير شبكة من المرتزقة وجيشاً خاصاً بحكم الأمر الواقع بقيادة يفغيني بريغوجين، وهو رجل أعمال روسي كان على صلة وثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

تعمل المجموعة لدعم المصالح الروسية في أنحاء العالم، وتتلقى المعدات من وزارة الدفاع الروسية وتستخدم منشآت وزارة الدفاع للتدريب.

ورغم أن الشركات العسكرية الخاصة غير قانونية من الناحية الفنية في روسيا، فإنه في نوفمبر تشرين الثاني افتتحت «فاغنر» مكاتب في سان بطرسبرغ مزينة بشعارها.

وبحسب خبير الدفاع رياض قهوجي، فإن المجموعة قوة خاصة تخدم المصالح الروسية في الخارج لتنفيذ ما لا يمكن لروسيا القيام به كدولة؛ فمثلاً في مالي، لم تتدخل روسيا كدولة، لكن «فاغنر» استطاعت العمل هناك كمقاول يخدم المصالح الروسية وبتكليف من مسؤولين في حكومة مالي، الأمر نفسه حدث في ليبيا وفي دول أخرى.

وفي أوكرانيا، جرت الاستعانة بهم من قِبل الدولة الروسية للمساعدة في القتال.

لكن «فاغنر» لا تملك قوات جوية وبحرية وتعتبر أصغر حجماً بكثير من الجيش الروسي.

وفي المقابل، فإن القوات المسلحة الروسية هي جيش نظامي، يعد خامس أكبر قوة عسكرية في العالم.

وتنقسم القوات المسلحة التابعة لوزارة الدفاع الروسية إلى:

الفروع الثلاثة للقوات المسلحة: القوات البرية، والقوات الجوية، والبحرية.

فرعا القوات المنفصلان: قوات الصواريخ الاستراتيجية والقوات المحمولة جواً.

قوات العمليات الخاصة.

الدعم اللوجستي، الذي يتمتع بوضع منفصل خاص به.

القوات

يخدم في الجيش الرسمي الروسي نحو 900 ألف فرد نشط، ومليونان تحت قوات الاحتياط.

أما عدد «فاغنر» فغير مؤكّد، لكن يُقدّر أنه تضاعف خلال الحرب الروسية الأوكرانية ليصل إلى 50 ألف مقاتل في أوكرانيا.

وبحسب خبير الدفاع قهوجي، فالتوظيف في «فاغنر» يختلف عن توظيف الجيش الروسي من حيث التخصص والتدريب، إذ إن معظم مقاتلي «فاغنر» هم سجناء تم إخلاء سبيلهم.

ويقول مسؤولون بريطانيون إن تقديرات المصادر المفتوحة تشير إلى أن عدد المدانين في السجون الروسية انخفض بأكثر من 23 ألفاً في الشهرين اللذين سبقا نوفمبر تشرين الثاني 2022، ما قد يشير إلى عمليات تجنيد لنزلاء السجون.

الإنفاق

بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية، يموّل بريغوجين مجموعته وطموحاته بعقد مربح قيمته مليار دولار لتوفير خدمات الطعام للدولة الروسية.

ويمكن أن يكسب المرتزق الواحد ما يصل إلى خمسة آلاف دولار شهرياً.

وتنتشر دعوات «فاغنر» للاتصال بمسؤولي التوظيف عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الإنترنت، وعرض أحد المجندين الذين اتصلت بهم CNN راتباً شهرياً «لا يقل عن 240 ألف روبل» (نحو أربعة آلاف دولار) لعقد عمل مدته أربعة أشهر على الأقل.

بالمقارنة، وصلت ميزانية الدولة الروسية للإنفاق الدفاعي لعام 2023 إلى نحو 83 مليار دولار، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية، أما الأجور الشهرية للجنود المشاركين في الحرب، فأشار الرئيس بوتين من قبل إلى أن رواتبهم الشهرية تبلغ 3200 دولار، بحسب موقع روسيا اليوم.

وفي حين تملك روسيا 15 ألفاً و857 مركبة قتال مصفحة، و1391 طائرة حربية، و948 هليكوبتر، و49 غواصة، يقول قهوجي إن معدات مجموعة «فاغنر» لا تتخطى بضع دبابات وعربات مدرعة وصواريخ.

شاركها.
Exit mobile version