الجميع يتحمل مسؤولية الإخفاق..

محمد حسن

شهدت الفترة الماضية من مشاركات منتخباتنا الوطنية تحقيق نتائج سلبية على الصعيدين القاري والدولي، وكان التساؤل يدور في الشارع الرياضي القطري عن الأسباب وراء هذه النتائج غير المرضية رغم الإمكانيات الكبيرة التي وفرها اتحاد الكرة وإدارة المنتخبات الوطنية لكل الفئات العمرية لمنتخباتنا الوطنية، الشرق تواصلت مع نجم منتخبنا الوطني الأسبق ونادي الريان حسن العتيبي ليفتح العديد من الملفات بخصوص هذا التراجع الكبير والمشاركات الباهتة للعنابي في المشاركات القارية خلال السنوات الأخيرة، وتحدث العتيبي عن مستوى منتخباتنا الوطنية بشكل عام في الفترة الماضية والنتائج السلبية بالرغم من توافر الإمكانيات اللازمة. وقال الاعتماد على المدرسة الإسبانية في تكوين اللاعبين لم يحقق المرجو منه، وقد قدم العتيبي بعض الحلول، كما حمل المسؤولية للجميع عن هذا التراجع وسوء النتائج، كما تحدث عن العنابي الأول، وأكد ان كيروش لن يكون مطالبا بتحقيق نتيجة إيجابية في بطولة الكأس الذهبية ولكن عليه الوصول بالعنابي إلى مونديال 2026.. كل هذا والعديد من الأشياء تجدونها في سطور هذا الحوار:

 في البداية كيف تقيم مستوى المنتخبات الوطنية في الفترة الماضية؟

 حزين جدا لما يحدث مع منتخباتنا الوطنية في جميع الفئات السنية، في السابق كان منتخب الناشئين من بين الأفضل في آسيا وكان العنابي الواجهة المشرفة لقارة آسيا لغاية نهاية التسعينيات بالرغم من أن التأهل إلى بطولة العالم كان فقط لمقعدين اثنين، أما الآن فليس من المنطق ما يحدث مع الفئات السنية، ومن الواضح أن مخرجات أسباير لا تفي بطموح الشارع الرياضي القطري لأن جميع الإمكانيات متوافرة لكن دون تحقيق نتائج إيجابية، وللأسف اليوم نشاهد مشاركات باهتة ونتائج ضعيفة لمعظم المنتخبات الوطنية على الصعيد القاري.

 ومن يتحمل هذه النتائج السلبية؟

 اعتقد بأن الأغلب يتحمل النتائج السلبية في الفترة الماضية لأن هذه النتائج جاءت بعد عمل جهات كثيرة وليس قرار شخص معين. وهناك العديد من التساؤلات، فمثلا هل تم الوقوف على قوة وضعف الفريق بعد المباريات؟ هل تم تقييم المباريات الودية؟ هل تم تصحيح الأخطاء؟ هل تم خوض لقاءات ودية مع منتخبات بنفس المستوى؟ هذه التساؤلات نحتاج إجابات عليها لكي تتضح الصورة ونعلم من أين جاء الخلل وسبب هذا التراجع غير المبرر لمنتخباتنا الوطنية في المحافل القارية.

 هل هذا بسبب سوء اختيار اللاعبين؟

 من الممكن أن تكون هناك مواهب مميزة في الأندية لم يتم استدعاؤها ولكن من الأساس الخطة التي تتبع من قبل لجان المنتخبات في الاتحاد القطري لكرة القدم ليست واضحة وليست موفقة من وجهة نظري، وهو ما جعل المشكلة تظهر للعيان وتتراجع نتائج المنتخبات الوطنية لاسيما في الفئات السنية التي أصبحت غير قادرة على المشاركة وتشريف الكرة القطرية قاريا.

 هل إدارة المنتخبات الوطنية تتحمل هذه النتائج؟

 أعضاء لجان المنتخبات في الاتحاد القطري لكرة القدم هم أصحاب القرار، وهم العقل المدبر للمنتخبات، وهم أصحاب الاستراتيجية، وابسط مثال على ذلك لم نسمع بأن منتخبنا الوطني للناشئين يخوض مباراة ودية على عكس السابق، عكس الجيل الماضي الذي وصل لأكبر المحافل الكروية وشرف القارة الآسيوية، فالآن الذي يحصل مع منتخب الناشئين أو الفئات السنية بشكل عام يحتاج لوقفة ومراجعة كبيرة على مستوى السياسة المنتهجة من طرف إدارات المنتخبات الوطنية لمعرفة الخلل.

 ما الحلول الممكنة؟

 يجب من الآن تشكيل لجنة ولكن تجمع جميع الجهات، اسباير واللجنة الاولمبية القطرية والاتحاد القطري لكرة القدم وإذا تم العمل بالشكل الصحيح فسنعود إلى الطريق الصحيح بإذن الله لان جميع الإمكانيات متوافرة، وما نحتاجه هو مراجعة السياسة والوقوف على السلبيات وتصحيح الوضع العام.

 هل يمكننا القول بأن المدرسة الإسبانية فشلت في إدارة المنتخبات الوطنية؟

 من وجهة نظري نعم، لأننا لم نحقق النتائج التي تذكر كالسابق، ففي السابق من دون الاعتماد على مدرسة كروية معينة حققنا نتائج ونتائج تذكر إلى الآن وربما هذه مشكلة واجهناها في الفترة الماضية بأن طريقة اللعب أصبحت واضحة للجميع ونقاط القوة والضعف اصبحت موجودة لجميع المنتخبات بحكم استخدام نفس طريقة اللعب في كل لقاء، أما الآن فكارلوس كيروش يمتلك طريقة لعب مميزة وليست كالمدرسة الإسبانية ومن المتوقع أن تنجح.

 لنتحدث عن المنتخب الأول، هل تعتقد بأن كيروش قادر على التغيير؟

 البرتغالي كارلوس كيروش لديه سيرة ذاتية قوية، وقد صعد مع إيران عدة مرات إلى كأس العالم وهو ليس بغريب عن الكرة الآسيوية، والمطلوب منه الآن أن يصحح الأخطاء التي حدثت في مونديال قطر 2022 ولو نتحدث عن أسباب المستوى غير الجيد الذي ظهر من اللاعبين خلال المونديال فأتوقع بأن الإعلام كان له جزء كبير من هذا المستوى لأنه حمل اللاعبين اكثر من اللازم وطالبهم بشيء لم يكن بالمقدور بحكم أول مشاركة للمنتخب في البطولة العالمية. ولكن الآن الخبرة موجودة واعتقد بأن كيروش سيكون مطالبا بالتأهل الى مونديال 2026.

 وكيف تقيم القائمة النهائية للكأس الذهبية؟

 من الواضح أن البرتغالي كيروش لديه خطة بأن يضع اللاعبين تحت ضغط لكي يرى مستوى كل لاعب منهم في البطولات الرسمية، وذلك بحكم أن اغلب المتواجدين في القائمة لاعبون صغار في السن والبعض منهم لأول مرة يتم استدعاؤه للمنتخب الأول فهذا سيكسبهم خبرة كبيرة ومن ستكون لديه الكفاءة والموهبة فسيكون بكل تأكيد ضمن اختيارات المدير الفني في كأس آسيا القادمة، لأن هذه القائمة هي التي ستدعم منتخبنا الوطني في البطولة القارية القادمة. ولكن من جهة أخرى يجب ألا نطالب منهم في الكأس الذهبية أن يحققوا نتيجة وألا نقسوا عليهم لأن هذه أول بطولة يخوضونها ويجب علينا أن نقف معهم للخروج من الكأس الذهبية بأفضل نتيجة.

شاركها.
Exit mobile version