حوار: محمد علي المهندي

ضيف الشرق الرياضي سعادة العميد /‏ خالد بن حمد العطية فهو قيادي رياضي من الطراز الأول يعمل بجد ونشاط من أجل النهوض والمساهمة في تطوّر الرياضة القطرية والعربية، وقد تقلد عدة مناصب رياضية فهو رئيس الاتحاد القطري للتايكوندو والجودو والكاراتيه، كما أنه رئيس الاتحاد العربي للجودو، ورئيس اللجنة العسكرية والشُرَطية بالاتحاد الدولي للجودو، ورئيس الاتحاد العربي للشرطة، ورئيس الاتحاد القطري للشرطة، استقبلنا في مكتبه باتحاد الشرطة وتطرقنا في حوارنا معه لعدة أمور تتعلق بالنجاح الكبير الذي تحقق من خلال تنظيم قطر لبطولة العالم للجودو 2023، كما عرجنا في حديثنا عن الاتحاد القطري للتايكوندو الجودو والكاراتيه، واتحاد الشرطة العرب، والاتحاد القطري للشرطة، وحصول فريق الشرطة على برونزية طائرة الأندية الآسيوية، فتح قلبه لنا فكان هذا اللقاء المتنوّع..

 

حدثنا عن النجاح الكبير في تنظيم بطولة العالم للجودو التي أقيمت مؤخراً في قطر ؟

  بصراحة نحن فخورون بهذه الاستضافة والتي تعتبر ثاني استضافة في منطقة الشرق الأوسط بعد استضافة مصر، والنجاح الكبير الذي تحقق من خلالها والاشادة الكبيرة من قبل الاتحاد الدولي للجودو والدول المشاركة والتي تعتبر أفضل تنظيم بطولة عالمية للجودو وهذا وسام نضعه على صدورنا، وهذا النجاح لم يأت وليد صدفة أو بضربة حظ بل جاء نتيجة وثمرة الجهود الكبيرة المبذولة والعمل المستمر من قبل أعضاء اللجان المختلفة، وبعد توقيع قطر عقد الاستضافة مع رئيس الاتحاد الدولي للجودو المجري ماريوس فايزر في عام 2018 في مدينة بودابست بالمجر على استضافة بطولتين الأولى بطولة ( الماستر) في يناير 2021 والتي تقتصر على أفضل (16) أوزان في العالم وفيها نقاط تؤهلك للأولمبياد، وتم تنظيمها حسب نظام الفقاعات الطبية أثناء جائحة كورونا ونجحت رغم عدم حضور الجماهير، والثانية كانت بطولة العالم للجودو 2023 وحققت نجاحاً منقطع النظير.

وقد حققت اليابان بطولة العالم للجودو 2023 بعد فوزها في النهائي على فرنسا، ورغم أن اليابان هي من بدأت بتأسيس هذه اللعبة ولكن هناك دولا كثيرة أصبحت تنافس اليابان وتهتم بهذه اللعبة المشوّقة مثل فرنسا وجورجيا وكازاخستان وأوزباكستان وغيرها، وشارك في البطولة (117) دولة.

  بدأنا الإعداد والتجهيز للبطولة مبكرا

 بعد التوقيع قمنا بوضع خطة واستراتيجية بفترة كافية لاستضافة البطولة، ولله الحمد بدأنا الاستعدادات بفترة كافية وتم تشكيل اللجنة المنظمة العليا للبطولة برئاسة سعادة الشيخ /‏‏‏ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية الذي كان له دور بارز في نجاح البطولة، وقد كان دائم التواجد معنا ومتابعة كل صغيرة وكبيرة، كما تم ترشيحي مديراً لبطولة العالم للجودو، وتم تشكيل اللجان المختلفة للبطولة والتي عملت بهمة ونشاط لانجاح هذا الحدث العالمي الذي أشاد به جميع الحاضرين ومن تابع فعاليات البطولة عبر القنوات الفضائية لأن البطولة تم بث فعالياتها على الهواء مباشرة للدول التي طلبت نقلها، وبصراحة من خلال تنظيمنا لهذه البطولة اكتشفنا أن لها جماهيرية خاصة تتابع فعالياتها، رغم أن اليابان هي مهد هذه البطولة، لكن الآن أصبحت هناك دول كثيرة تقارعها.

  حدثنا عن كونجرس الاتحاد الدولي للجودو ؟

  جرت العادة أنه مع كل بطولة العالم للجودو تقام اجتماعات كونجرس الاتحاد الدولي للجودو كل سنتين وتحضره جميع الدول المنضوية تحت لواء الاتحاد، ويكون الحضور كبيراً من قبل الاتحادات الوطنية الأعضاء، وقد افتتح أعمال الكونجرس سعادة الشيخ /‏‏‏ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، وتم استعراض ومناقشة العديد من الأمور المدرجة على جدول الأعمال واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها، وإجراء الانتخابات لمنصب الأمين العام للاتحاد، وأمين الصندوق للاتحاد. وتمَّ انتخاب الدكتورة ليزا آلان بالإجماع لمنصب الأمين العام بدلًا من جان لوك روجي.

 ماهي المكتسبات العائدة على قطر جراء تنظيم هذا الحدث الرياضي العالمي ؟

  بلا شك هناك مكتسبات كثيرة من جراء تنظيم هذه البطولة منها تسليط الضوء العالمي على بلادنا الغالية قطر والتي حققت نجاحاً كبيراً في استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم (مونديال 2022)، ونجاح بطولة العالم للجودو بشهادة الجميع، أعطى مكانة كبيرة وأهمية وثقلا كبيرا لدولة قطر صاحبة المنشآت الرياضية العملاقة، وكذلك استفدنا من السياحة الرياضية، لأن الفنادق اشتغلت كلها والوضع الاقتصادي في قطر ارتفع وانتعش السوق كثيراً أثناء اقامة البطولة، كما اكتسبنا خبرة كوادر ادارية في التنظيم، وأصبحت لدينا كوادر قطرية وعربية مؤهلة لتنظيم أكبر الأحداث العالمية، وأقمنا في 2020 دورة عالمية (سيمنار) في تنظيم بطولة الجودو، كما أن النقل التلفزيوني المباشر للبطولة والتي تابعها الكثير من الجماهير سيساهم في اتساع قاعدة ممارسيها وأصبحت لها شعبية كبيرة، وأصبحت الجماهير تفهم فنون اللعبة.

  هل بطولة العالم عززت التواجد القطري على خريطة الجودو العالمية؟

  نعم لقد عزز التواجد القطري على خريطة الجودو العالمية، وأصبحت لنا علاقات مميّزة مع دول العالم التي تهتم بهذه اللعبة والاتحادات القارية والوطنية، كما كسبنا علاقات مع كبار الشخصيات التي حضرت لمتابعة البطولة، وقد أدهشني حضور شخصيات عالمية كبيرة لمتابعة هذه البطولة وبخاصة رؤساء مجلس الوزراء والوزراء في عدة دول عالمية من السابقين والحاليين وكذلك رؤساء اللجان الأولمبية الذين أصبحت لنا معهم علاقة طيبة، لأن لديهم شغفا كبيرا بهذه اللعبة التي تنتشر في دول عالمية كثيرة وهذا يعكس مدى اهتمام العالم بقطر، كما أن ترشيحي رئيساً للجنة العسكرية والشُرَطية في اتحاد الجودو الدولي يعد مكسباً لقطر، وهذا له مردود على التواجد القطري في هذا المحفل العالمي، وأصبح اسم قطر بعد الاستضافة يتردد في كل مكان من العالم حيث تم نقل هذه البطولة مباشرة لكافة بقاع العالم.

 إلى أي مدى ساهمت إقامة بطولة العالم للجودو في قطر إلى نشر ثقافة اللعبة ؟

 جميع الجهات الاعلامية الرياضية في قطر ساهمت مساهمة كبيرة وفعالة في انجاح البطولة، وذلك عن طريق نشر أخبارها يومياً قبل بدء البطولة لأنهم شركاء في النجاح، والصحافة هي المرآة العاكسة لنشاط اتحادنا، والوقوف معنا لعمل تغطية مميّزة لأحداث البطولة وجذب الجماهير لحضور فعاليات البطولة التي شهدت حضوراً مميزاً وبخاصة من قبل جاليات الدول المشاركة والجماهير القطرية، كما لاننسى التغطية التلفزيونية المحلية والعالمية التي ساهمت في ايصال فعاليات هذه اللعبة لأغلب بيوت العالم لكي تشاهده جميع أفراد الأسر بالاضافة للجماهير التي تشاهدها في كل مكان، كما سيتم نشر هذه اللعبة عن طريق المدارس وتهيئة واعداد جيل المستقبل.

كفاءات عربية مميّزة عالمياً

  حدثنا عن الكفاءات العربية في الاتحاد الدولي ؟

  من خلال وجودي في الاتحاد الدولي اكتشفت وجود كفاءات عربية متميّزة عالمياً بل أطلق عليهم عمالقة في اللعبة، من عدة بلدان عربية متبوئين مناصب قيادية، وكذلك متواجدين بلجان الاتحاد الدولي سواء لاعبين أو رؤساء اتحادات حاليين وسابقين، وكذلك وجود حكام عرب على مستوى عال من الكفاءة، كما أن هناك أعضاء يديرون ويشرفون على المسابقات في البطولات العالمية، ولهم حضور ونفتخر فيهم، ولدينا خطة في الاتحاد العربي للاستعانة بخبراتهم والاستفادة منهم.

 ماهي الأهداف المستقبلية للاتحاد القطري للجودو والكاراتيه والتايكواندو ؟

كما تعرف أننا مثل الاتحادات الأهلية الأخرى، نضع خطتنا ورؤيتنا المستقبلية حسب الامكانيات المالية المتوفرة لنا، وأهدافنا كثيرة وطموحاتنا أكبر، وننظر الى المستقبل بتفاؤل كبير، لدينا خبراء متخصصون ومدربون وفنيون على أعلى مستوى في الألعاب الفردية القتالية، وسنبذل قصارى جهدنا من أجل تطوّر هذه الرياضة ووضع الخطط الكفيلة للنهوض بها حسب توفر الامكانيات، لأن الرياضة تحتاج صرفا وميزانية لإعداد جيل من الناشئين الذين سيحملون على عاتقهم مسؤولية تحقيق انجازات لدولة قطر في المستقبل في الجودو والكاراتية والتايكوندو، كما أننا نفكر جدياً في استضافة بطولة عالمية في التايكوندو.

  كيف يتم الإعداد للارتقاء بهذه الرياضات والعمل على زيادة شعبيتها ؟

 كما ذكرت سابقاً نجاح بطولة العالم للجودو انعكست ايجابياً على زيادة شعبية اللعبة محلياً، كما أن اللعبات الأخرى لها ممارسوها ومحبوها، ولدينا خطط مع المدارس والمراكز والأندية ووزارة الداخلية والقوات المسلحة القطرية، والجامعات وذلك لجذب اللاعبين لهذه الألعاب القتالية.

  ماهي الخطة الموضوعة من أجل المشاركة في أولمبياد باريس 2024 ؟

 نحن في الاتحاد القطري نبذل قصارى جهدنا من أجل التأهل، ونشارك في جميع البطولات المؤهلة لأولمبياد باريس ونسعى لجمع أكبر عدد من نقاط المشاركة في تلك البطولات ولدينا لاعبون يشاركون، ونثق بهم وأملنا بالله كبير، ونتمنى للاعبينا التوفيق والنجاح قبل اغلاق فترة جمع نقاط البطولات المؤهلة في أواخر يونيو، والاتحاد يساهم في دعم الشباب وتجهيزهم للمشاركة في البطولات والاعداد قبل المشاركة، ونحن نحفز الشباب على ذلك.

ماذا عن إصلاح البيت العربي للجودو ؟

بصفتي رئيس الاتحاد العربي للجودو أسعى جاهداً مع اخواني أعضاء مجلس الادارة بإصلاح البيت العربي للجودو من خلال وضع أنظمة جديدة ولوائح مستمدة من الاتحاد الدولي للجودو تواكب تطوّر اللعبة في العالم، ونحاول أن نضع خططا مستقبلية ونعمل نقلة نوعية في تطوّر نشاط ومسابقات الاتحاد العربي للجودو، ولدينا كفاءات مميّزة في مجلس الادارة، ونسعى للاستعانة بخبرات الأعضاء العرب المتواجدين بالاتحاد الدولي والاستفادة منها، كما أنني عقدت اجتماعا مع رئيس الاتحاد الدولي أثناء حضوره بطولة العالم في قطر وتباحثنا في عدة أمور تهم الجودو العربي، ووعدنا بدعم نشاطات الاتحاد العربي للجودو والمساهمة ماليا وتطوير حكامنا العرب وما نطلبه منهم من اقامة سيمنار ودورات حكام ومدربين، وهدفي الآن هو لم شمل ووحدة الصف العربي في لعبة الجودو والارتقاء باللعبة واقامة انشطة متعددة للمنتخبات، ونضع نصب أعيننا التركيز على بطولات الأندية، وكل أعضاء مجلس الادارة مصممون ومجتهدون للنهوض برياضة الجودو، ولدينا بطولة أندية في لعبة الجودو.

  حدثنا عن الجهود التي يبذلها الاتحاد العربي للشرطة للحفاظ على التواصل الرياضي بين الأشقاء العرب ؟

  عندما ترأست الاتحاد العربي للشرطة في عام 2008، بذلت جهداً كبيراً في طرح أفكار ورؤى جديدة وتطوير وإكمال مسيرة من سبقوني، وقد تطورنا في مسابقتنا وأنشطتنا المختلفة، وكذلك انتظام الاجتماعات بين الدول الأعضاء، لدينا عدة بطولة متنوعة في ألعاب القوى والرماية

والألعاب القتالية، وغيرها من البطولات التي ينظمها الاتحاد العربي للشرطة، ونحن تحت مظلة مجلس وزراء الداخلية العرب، وبصفتي رئيس الاتحاد العربي للشرطة دائماً أحضر اجتماعات وزراء الداخلية العرب وأقدم تقريرا سنويا عن نشاطات الاتحاد وميزانية الاتحاد.

حصريا (للشرق الرياضي) قطر ستنظم بطولة الشرطة العربية للبادل

اكد العميد خالد بن حمد العطية على انه قريباً وحصرياً (للشرق الرياضي) لقد وافق وزير الداخلية على استضافة وتنظيم أول بطولة عربية شُرَطية للبادل، وستقام بإذن الله قريباً في دوحة قطر، وقد خصصت لها جوائز مالية مغرية، وسيتم قريباً تشكيل اللجان الخاصة بالبطولة، كما سيتم ارسال دعوات لجميع الاتحادات العربية الشرطية المنضوية تحت لواء الاتحاد العربي للشرطة، وأتوقع حضورا كبيرا وقويا لأن هذه اللعبة انتشرت بسرعة في جميع الدول.

فريق طائرة الشرطة دائماً يشرفنا

وفي حديثه عن فريق طائرة الشرطة اكد العميد خالد بن حمد العطية انه منذ مشاركتنا في نشاط الاتحاد القطري للكرة الطائرة في أوائل الألفية 2000/‏‏‏2001 وفريقنا كان الرقم الصعب في بطولات الاتحاد والمنافسة عليها، والآن بدأنا في المشاركة في المراحل السنية والاهتمام بها من أجل أن تكون رافدا قوياً لفريق الشرطة، لقد حققنا بطولة الدوري العام أربع مرات، وكأس الأمير مرة واحدة، والبطولة الوطنية مرة واحدة، وكأس قطر مرة واحدة، كما حققنا بطولة أندية مجلس التعاون الخليجي مرتين، والمركز الثالث في بطولة غرب آسيا التي أقيمت في الأردن مؤخرا، كما حصلنا على برونزية طائرة الأندية الآسيوية التي أقيمت في منتصف شهر مايو الماضي بالبحرين.

  كنا مرشحين للتأهل لنهائي طائرة آسيا ولكن !!

من خلال مشاركتنا في البطولة قدم فريق الشرطة مستويات فنية عالية ونجح بفضل الدعم من قبل اتحاد الشرطة ووزارة الداخلية من اعداد الفريق جيداً، واستقطاب لاعبين على مستوى وكفاءة عالية، ونجحنا في الفوز على فريق شهداب يزد الايراني المدجج بنجوم منتخب ايران من الفوز عليه وتمكنا من تصدر مجموعتنا القوية وتأهلنا للدور ربع النهائي ثم نجحنا في الحصول على المركز الأول لكي نتقابل في الدور قبل النهائي مع فريق جاكرتا الأندونيسي صاحب المركز الثاني في مجموعته، ولكن حصل ما لم يكن متوقع في الحسبان فبعد فوزنا بالشوط الأول وبنتيجة وفارق كبير في النقاط وتقديم أداء فني كبير، توقعنا أن نفوز بسهولة قياساً للمستوى الفني للفريق ولكن فوز فريق جاكرتا بالشوط الثاني قلب الموازين، ولم نعرف سبب هبوط المستوى الفني المفاجئ وخسرنا المباراة بفوز فريق جاكرتا (3/‏‏‏1) وسط ذهول لاعبينا، وبذلك ضاع حلم التأهل للنهائي، وجلسنا مع اللاعبين وطلبنا نسيان أحداث المباراة مع جاكرتا والتركيز على مباراة المركز الثالث والرابع واللعب مع فريق ايران مرة ثانية، وقد نجح نجوم فريق الشرطة من كسب الفريق الايراني للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام وحصدنا أول ميدالية برونزية من أول مشاركة آسيوية رغم أن طموحنا نيل اللقب.

شاركها.
Exit mobile version