من مواجهة إيران واليابان

❖ محمود النصيري

في أكبر مفاجآت البطولة نجح منتخب إيران في انتزاع بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس آسيا لكرة القدم قطر 2023؛ عقب فوزه المثير على الساموراي الياباني بنتيجة هدفين لهدف، في المباراة التي جمعت الفريقين مساء امس على استاد المدينة التعليمية لحساب الدور ربع النهائي من البطولة القارية.ورغم تقدم المنتخب الياباني في شوط المباراة الأول بهدف حمل توقيع اللاعب هيديماسا موريتا في الدقيقة 28 من عمر اللقاء، الا ان الايراني لم يستسلم وبعد مرور 10 دقائق من انطلاقة الشوط الثاني، أدرك زملاء ساردار التعادل بواسطة اللاعب محمد المُحبي، ليعيد المباراة الى نقطة البداية قبل ان يحصل المنتخب الإيراني على ضربة جزاء في الدقيقة 90+6، نفذها بنجاح علي رضا في شباك الساموراي مانحا منتخب بلاده بطاقة التأهل الى دور الاربعة بعدما حقق الفوز الاول في تاريخه على نظيره الياباني، خلال المواجهات التي جمعت بينهما على مستوى البطولة الآسيوية.

   سيطرة يابانية

لم ينتظر المنتخب الياباني طويلا من اجل تهديد مرمى المنافس حيث فرضت كتيبة المدرب هاجيمي مورياسو سيطرة شبه كلية على مناطق المنافس من اجل افتتاح النتيجة، في الوقت الذي اكتفى فيه لاعبو ايران بالواجبات الدفاعية، مع التعويل من وقت لاخر على بعض الهجمات السريعة على الاطراف او في عمق دفاعات الساموراي، وفي الدقيقة 12 كان الايراني بين قوسين من افتتاح النتيجة حيث سدّد علي رضا كرة من على مشارف منطقة الجزاء، انحرفت عن المرمى الياباني في أخطر فرصة في المباراة.

    موريتا يفتتح

واصل المنتخب الياباني محاولاته الهجومية على مرمى علي رضا بيرانفاند مستغلا سرعة ايندو ومايدا بالاضافة الى اياسي اويدا هداف الساموراي، ولم ينجح دفاع ايران في الصمود طويلا امام المحاولات اليابانية قبل ان ينجح هيديماسا موريتا، من احراز هدف التقدم لليابان بمرمى إيران في الدقيقة الـ28 من المباراة بعد سلسلة من المراوغات التي انتهت به وجها لوجه مع الحارس رضا بيرانفاند قبل ان يسدد الكرة بقوة لتدخل الشباك الايرانية معلنا عن اول اهداف اللقاء.

    محاولات إيرانية

بعد قبوله لهدف في منتصف الشوط الاول حاول منتخب ايران العودة في النتيجة وادراك التعادل، وبمرور الوقت كاد الإيراني سامان قدوس ان يسجل هدف التعادل بعد أن استغل هجمة مرتدة في الدقيقة 39 وسدد كرة انحرفت عن المرمى الياباني.

وشهدت الدقائق الاخيرة للشوط الاول سيلا من الهجمات الايرانية على مرمى اليابان لكنها افتقدت الدقة اللازمة بالاضافة الى التمركز الجيد للدفاع الياباني الذي اوقف خطورة الايرانيين، قبل ان يعلن الحكم الصيني ما نينغ عن نهاية الشوط الاول على تفوق الساموراي بهدف دون رد.

   محبي يشعل اللقاء

حاول منتخب ايران العودة في النتيجة عقب العودة مباشرة من فترة الراحة بين الشوطين، حيث اظهر الثنائي سردار ازمون ومحمد محبي انسجاما كبيرا من خلال الكرات الثنائية بالقرب من مناطق المنافس، ولم تمر سوى دقائق معدودة حتى نجح محمد محبي في مغالطة الحارس الياباني زيون سوزوكي وذلك على مستوى الدقيقة 55، مستغلا تمريرة محكمة من زميله ساردار داخل منطقة العمليات قبل ان يسدد الكرة داخل المرمى ويدرك التعادل لمنتخب إيران ويعيد المباراة الى نقطة البداية.وواصلت إيران عملها الهجومي المميز، لتسجل هدفا جميلا أحرزه آزمون، لكن تم إلغاء الهداف بداعي التسلل، قبل أن تمر رأسية من محمد محبي بمحاذاة القائم، مع انتصاف زمن الشوط الثاني.

   سيناريو جنوني

بعد شعوره بالخطر لجأ الياباني هاجيمي مورياسو مدرب الساموراي، إلى إشراك الثنائي كاورو ميتوما وتاكومي مينامينو، في محاولة لتحسين أداء فريقه، لكن الضغط الإيراني استمر، الى غاية الدقائق الأخيرة، ومن كرة داخل منطقة جزاء اليابان، تحصل زملاء مهدي طارمي على ركلة جزاء، سددها علي رضا إلى الشباك بنجاح مع الدقيقة الـ90+6، ليعلن تأهل إيران، على حساب اليابان لاول مرة في التاريخ.

    حلم اللقب الرابع

بات حلم اللقب الرابع بالنسبة لمنتخب ايران اقرب من اي وقت مضى بعدما اقصى نظيره الياباني صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب كأس اسيا برصيد 4 القاب.

وخلال مسيرته في البطولة القارية خلال السنوات الماضية، حقق المنتخب الإيراني اللقب الآسيوي ثلاث مرات أعوام 1968 و1972 و1976، وبعد ذلك كانت أفضل نتائج الفريق بلوغ الدور قبل النهائي.

    فك العقدة

كان منتخب اليابان يمثل عقدة أزلية لنظيره الإيراني طوال المواجهات المباشرة بينهما في كأس الأمم الآسيوية، إذ التقى الفريقان 4 مرات في النسخ السابقة من البطولة، حقق المنتخب الياباني فوزين بينما انتهت مباراتان بالتعادل وعجزت إيران عن تحقيق أي انتصار.

كما نجح المنتخب الإيراني في هز شباك الساموراي لاول مرة، بعدما كان منتخب اليابان الوحيد الذي لم يستقبل أي هدف في المباريات ضد ايران في تاريخ البطولة، من بين جميع المنتخبات التي واجهتها إيران مرتين على الأقل.

    حضور جماهيري كبير

لم يتأثر الحضور الجماهيري في كأس اسيا بخروج بعض المنتخبات التي تحظى بشعبية كبيرة في قطر، على غرار منتخبات فلسطين والسعودية والعراق وسوريا وغيرها من المنتخبات التي حظيت بمساندة كبيرة منذ انطلاق  البطولة.

وأعلنت الشاشة الداخلية للاستاد حضور 35 ألفا و640 مشجعا.

شاركها.
Exit mobile version