قطر بين الماضي والحاضر

الدوحة – موقع الشرق

تعتبر اللهجة القطرية المحلية عنصرا هاما من عناصر الحفاظ على الهوية والتاريخ والتراث العريق، فهي لهجة فريدة وغنية بالمفردات التي ما أن ينطق بها القطري حتى يعرف، وتعرف مدينته ومكان نشأته..

وكما سعت دول كثرة حول العالم لتوثيق لهجتها بمجلدات ضخمة، وثقت الدوحة اللهجة القطرية عبر معجم من أربع أجزاء يصون مفردات الحياة اليومية وما تتضمنه من أدوات للتعبير والوصف والتحاكي..

المعجم الذي أصدره الحي الثقافي كتارا قبل حوالي عام من الآن تحت اسم “معجم قطر الثقافي” الثنائي اللغة، يعتبر وثيقة مهة لتوثيق اللهجة القطرية، حيث يتكون من 4 أجزاء هي: معجم البحر والبر، ومعجم الأمثال، ومعجم الحيوان، ومعجم الأطعمة ومتعلقاتها، ومعجم الملابس والمشغولات بجميع متعلقاتها.

ويهدف “معجم قطر الثقافي” إلى حماية اللهجة القطرية بمفرداتها القديمة للأجيال القادمة، والحفاظ على المخزون القيمي للهجة القطرية التي تحمل مجموع القيم والعادات السائدة في المجتمع، حيث يرى كثيرون أن ترقية اللهجة العامية ليست متنافية مع الحفاظ على اللغة العربية الفصيحة الأم لهذه اللهجة.

وأظهر المعجم في مرحلة التأصيل والتجذير اللغوي والتراثي والاجتماعي أن أغلب مفردات اللهجة القطرية توجد لها جذور وأصول في العربية الفصحى، ممتدة عبر العصور القديمة.

يكتسب المعجم أهمية خاصة لكونه يتناول اللهجة القطرية، باعتبار أن التعبير الشفهي أو اللغة عموماً تعتبر أهم وسيلة للتعبير عن التراث الثقافي غير المادي، ولمعرفة الدول والشعوب بتراثها الثقافي، كما ينمي لديها الإحساس بهويتها والشعور باستمراريتها، ومن ثم يعزز احترام التنوع الثقافي والقدرة الإبداعية البشرية.

ويشتمل المعجم على التأصيل اللغوي الفصيح لأسماء الأماكن والمواقع والمفردات المستخدمة جميعها في المجتمع القطري، من خلال الرجوع إلى أصل الكلمة في كتب فقه اللغة والمعاجم العربية القديمة والشعر العربي ومعجم البلدان والأماكن القديمة، وكذلك التحقيق اللهجي للنطق المحلي لأسماء الأماكن والمواقع، وتتبع التطور الذي طرأ على الأصل الفصيح، والتتبع الحضاري الثقافي للهجة القطرية الأصيلة.

ويتضمن معجم قطر الثقافي معلومات لغوية توضح الأصل اللغوي والتطور في اللهجة المحلية لهذا الأصل، كما يشتمل على الصور والرسوم البيانية والفهارس والملحقات المكملة.

ويسعى المعجم بحسب باحثين إلى تنمية الوعي الوطني بأهمية التراث الثقافي من خلال إرساء ثقافة متكاملة تربط كل معلم ومفردة قطرية بدلالاتها اللغوية والتراثية والثقافية، وربط جميع المعالم والأسماء القطرية بأصولها اللغوية الفصيحة وأبعادها في اللهجة والثقافة.

كما تسعى إلى إتاحة رصيد ثقافي علمي يبرز أصالة وجذور المفردات القطرية، وذلك بالغوص في أصول الأسماء في المعاجم اللغوية القديمة ومصادر التراث منذ 500 عام.

وغدا معجم قطر الثقافي بمثابة موسوعة ثقافية شاملة للتعريف بالثقافة القطرية بكل معانيها وسماتها ومفرداتها، باعتبار أن الثقافة سلوك اجتماعي ونظام يتكون من مجموعة المعتقدات والمعارف والسلوكيات وعلاقة الإنسان بلغته وثقافته التي ظهرت في مختلف العلوم.

ويتفرد معجم قطر الثقافي بالبحث والتقصي في كل ما يخص الإنسان، باعتبار العلاقات بينه وبين لغته وسلوكياته الاجتماعية والتراثية، وإزالة الإبهام عن مفردات اللهجة القطرية.

وتجدر الإشارة إلى أن معجم قطر الثقافي الذي يقوم على إعداده مجموعة من الكوادر الوطنية في تخصصات مختلفة، يشتمل على جميع الأماكن والمواقع في قطر، وأسماء الطيور، والأسماك والنباتات في البيئة القطرية، بالإضافة إلى الحِرف والمهن.

ويظهر المعجم للباحثين عنه في 3 أشكال: الأول منصة إلكترونية، والثاني تطبيق للهواتف الذكية مزود بخاصية نطق الأسماء والمواقع باللهجة المحلية، والثالث نسخة ورقية مطبوعة، كما أن هناك أبوابا من المعجم في شكل كتيبات مصورة للأطفال، وذلك لربطهم بتراثهم وبيئتهم القطرية.

شاركها.
Exit mobile version