الدوحة – قنا

استضاف متحف الفن الإسلامي، اليوم، ندوة بعنوان “دور التوثيق في تعزيز الحضارة والفنون الإسلامية”، بمشاركة مسؤولين ومبدعين وخبراء في مجالات المتاحف، والفنون البصرية والأدائية، والأدب والإعلام.

ونظمت الندوة في إطار الاحتفاء بمشروع “شخصيات قطرية” التوثيقي للكاتب القطري حمد حسن التميمي وأدارتها الإعلامية إيمان الكعبي.

وأكدت السيدة شيخة النصر، مدير متحف الفن الإسلامي، في تصريح لـوكالة الأنباء القطرية /قنا/ على دور المتحف في توثيق الشخصيات والفنون والتراث الإسلامي في مختلف العصور، وجهود إدارته في إثراء مقتنيات المتحف من التحف والآثار وعرضها للجمهور.

وأوضحت في كلمتها في الندوة، امتلاك متحف الفن الإسلامي لإحدى أهم مجموعات الفن الإسلامي في العالم، التي تمتاز بالتنوع والاتساع في الجغرافيا، وامتدادها في التاريخ من القرن السابع الميلادي إلى القرن العشرين.

واستعرضت نماذج من المقتنيات المهمة التي يمتلكها المتحف، والحرص على توفير محتوى غني عن تاريخ المقتنيات وصناعتها ومبدعيها، مشددة على معايير المتحف الصارمة في الاقتناء والتميز في العرض.

ولفتت إلى التطور في المقتنيات وأساليب العرض بعد إعادة افتتاح المتحف في أكتوبر 2022 في حلة جديدة، بعد مشروع إعادة تأهيل شاملة للمقتنيات وصالات العرض، حيث تتنوع هذه المحتويات بين المخطوطات والأعمال الخزفية والمعدنية والزجاجية والعاجية والخشبية والأحجار الكريمة، وهي مقتنيات تنتمي لثلاث قارات، وتشمل دولا مختلفة من الهند لإسبانيا لدول الشرق الأوسط، ويعود تاريخ هذه المقتنيات للفترة الممتدة من القرن السابع الميلادي وحتى القرن العشرين.

بدوره أكد الكاتب حمد حسن التميمي، صاحب المشروع التوثيقي الذي يوثق مسيرة أكثر من 170 شخصية، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن الندوات المصاحبة لمشروع “شخصيات قطرية”، جاءت انطلاقا من إيمانه بأهمية التوثيق كرسالة سامية ونبيلة، وضرورة للحفاظ على التراث الثقافي والموروث الفكري والاجتماعي، لذلك كان الحرص على إقامة هذه الندوات، حتى لا يقف مشروعه عند توثيق مجموعة كبيرة من الشخصيات الفعالة والكبيرة بالمجتمع القطري، بل يتجاوز ذلك من خلال إقامة مجموعة من الفعاليات والندوات المصاحبة للمشروع والتي تسهم بشكل كبير في رفع مستوى الوعي بأهمية التوثيق.

ومن جانبه، شدد الفنان التشكيلي القطري يوسف أحمد، في كلمته خلال الندوة على ضرورة توثيق الإبداع القطري وجهود فنانيه في مجال الفنون التشكيلية والبصرية، مؤكدا دور متاحف قطر في تبني مشروع توثيق هذه الذاكرة الوطنية.

واستعرض جانبا من جهوده الخاصة في توثيق المشهد الثقافي في قطر، ومن هذه النماذج كتيب لمعرض فني أقيم في قطر عام 1962، وأشار إلى معرض يضم أعمال الفنانين بيكاسو وسيزان أقيم في الدوحة عام 1967.

وأوضح، أن عمله التوثيقي للفن القطري يمتد إلى استلهام مشاهد اجتماعية وثقافية في أعماله وتقديمها في معارض ومنها تجربته في توثيق المعمار القديم والبيوت العتيقة والمحلات في معارضه “لين يطرى علي لول” المستوحى من قصيدة للشاعر القطري الدكتور مرزوق بشير، ويضم صوراً لأحياء الدوحة القديمة والعمارة القطرية التقليدية ومنها معرض “محلات” الذي يوثق من خلال اللوحات الفنية إرث وحقبة مهمة من تاريخ منطقة مشيرب وخصوصاً المحلات التجارية والمعالم المهمة في شارع الكهرباء ومعرض “صخة” الذي يستلهم هدوء الفرجان والشوارع والمعمار القطري القديم، والمعالم الحديثة في الدوحة المعاصرة.

ومن جانبه، تحدث الكاتب والناقد القطري الدكتور حسن رشيد، عن دور التوثيق في المحافظة على الإرث، موضحا أن الأعمال الدرامية تمزج بين الواقع والخيال، وأن المسرح قدم منذ عهد الإغريق حكايات مستمدة من حقائق الواقع.

واستعرض نماذج من الأعمال التي استلهمت شخصيات ووقائع من التاريخ العربي والإسلامي، مشيرا إلى أن الدراما تجمع بين المتعة والرأي والموقف.

بدوره عبر الفنان التشكيلي والنحات العراقي أحمد البحراني عن اعتزازه وفخره بأنه كان جزءا من المشهد الثقافي في قطر خلال أكثر من 26 عاما، كان فيها شاهدا على التغيرات على مستوى العمارة والفن في الدوحة.. لافتا إلى أن دولة قطر اهتمت ببناء الإنسان بالتركيز على التعليم، فنشأ جيل متميز شارك في الإعمار والنهضة.

وأكد البحراني على اهتمام الدولة ورعايتها للفن من خلال الأعمال الفنية التي تزين الساحات والأماكن العامة، إلى جانب مشاركة القطاع الخاص في دعم الحركة الثقافية والفنية.

شاركها.
Exit mobile version