❖ عواطف بن علي

** كل يوم إضافي يمثل خسارة جديدة في الأرواح

** نرحب وندعم قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار

** وصلنا إلى منحنى لإيجاد حلول مستدامة وليس حلولاً مؤقتة

** دول المنطقة منفتحة على خطة سلام تفضي لحل الدولتين

** الاقتراح المطروح بشأن غزة هو أفضل طريقة لجسر الهوة

** قلقنا الأكبر هو أن نأخذ كثيراً من الوقت لجسر الهوة

** الطرفان مطالبان بتقديم تنازلات لوقف الحرب في غزة

** على الجميع أن يأخذ موقفاً واضحاً للمطالبة بإنهاء هذه الحرب  

أكد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن قطر ملتزمة بجسر الهوة والتقريب بين الفرقاء للتوصل إلى وقف الحرب في غزة، موضحا أن هناك العديد من الفجوات بين مواقف الأطراف وأنه يتعين التغلب عليها في أسرع وقت ممكن، مشيرا معاليه إلى أن «قلقنا الأكبر هو أن الأمر يأخذ كثيرا من الوقت لجسر الهوة». كما شدد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني على أن التوصل إلى اتفاق سينقذ المنطقة من الانفجار. وقال معاليه خلال مؤتمر صحفي مشترك مع سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية: «رسالتنا للجميع بأن كل يوم إضافي يمثل خسارة جديدة في أرواح المدنيين».

وأوضح معاليه أنه ناقش مع بلينكن الرد الذي سلم من حماس والفصائل الفلسطينية بشأن مقترح الصفقة، معتبرا أن المقترح الحالي لوقف إطلاق النار في القطاع هو الطريقة المثلى لسد الفجوات بين حركة حماس وإسرائيل. كما لفت رئيس الوزراء إلى أن المفاوضات معقدة لكن الوساطة ستستمر حتى تصل إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار في غزة، مبرزا أن الهدف الرئيسي الآن هو إنهاء معاناة الناس في القطاع وأنه يمكن بعد تحقيق هذه الأهداف التفكير في قضايا اليوم التالي للحرب. وشدد معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على أن الطرفين مطالبان بتقديم تنازلات للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة.

وعبر معاليه عن تقدير دولة قطر لجهود الرئيس الأمريكي جو بايدن للتوصل إلى هذا المقترح الذي يقرب وجهات نظر الطرفين. وأضاف: نعول على دور أمريكا وكافة شركائنا للضغط على مختلف الأطراف للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة. وأشاد معاليه بإعلان بلينكن عن حزمة المساعدات الإنسانية الإضافية لقطاع غزة، مؤكدا استمرار دولة قطر في جهودها لإرسال المساعدات الإنسانية بشكل مستمر إلى الأشقاء في قطاع غزة.

    حلول مستدامة

من جهة أخرى، رحب معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بقرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مشددا على أن «الحل الدائم هو الحل العادل بإنشاء الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967»، موضحا أن دول المنطقة منفتحة على خطة السلام على أساس المبادرة العربية تفضي لحل الدولتين. وأشار معاليه إلى أنه ينبغي على الجميع أن يأخذ موقفا واضحا للمطالبة بإنهاء هذه الحرب، موضحا أنه منذ بدء الأزمة فقدنا ما يقارب 37 ألف شهيد و84 ألف جريح حتى الآن، فضلا عن استمرار سياسة العقاب الجماعي والتجويع التي يتم استخدامها بحق الأشقاء في قطاع غزة.

وقال معاليه: «إننا نشهد تحولا في هذا الصراع خلال الفترة الماضية، وهناك دعوة واضحة وحازمة لإنهاء هذه الحرب». وأضاف معاليه: «نرى أن التوصل إلى اتفاق يحقن دماء الأبرياء خلال هذه الفترة يعد مسألة مهمة جدا، فضلا عن دوره في إنقاذ المنطقة من أن تكون على شفا الانهيار والانفجار، حيث نعول على الدور الأمريكي وشركائنا في جمهورية مصر العربية وجميع الدول، للضغط على كافة الأطراف للتوصل إلى اتفاق ينهي هذه الحرب». وأشار معاليه «أننا وصلنا إلى منحنى لإيجاد حلول مستدامة وليس حلولا مؤقتة، حيث ناقشنا اليوم حلولا تعود بالأمن والاستقرار على قطاع غزة والضفة الغربية، ولجميع من يعيش في هذه المنطقة».

وبشأن وجود مكتب لحماس في قطر، بين معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن مكتب حماس موجود في الدوحة للمحافظة على بقاء قنوات التواصل مفتوحة. وأوضح: «إن مصلحة دولة قطر تكمن في رؤية الأمن والاستقرار يعمان في المنطقة وسياستنا واضحة في مساندة الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة، ولكننا في نهاية المطاف دولة وليس حزبا سياسيا».

وجدد معاليه التأكيد على أن التوصل لوقف إطلاق النار هو حجر الأساس لما سنحققه في المستقبل، لافتا إلى أن دولة قطر تؤدي دور الوسيط وتحاول ألا تعتبر نفسها طرفا في هذا الصراع، وهدفنا إنهاء الحرب، وإنهاء معاناة الناس في قطاع غزة وإعادة الرهائن. وأشاد معاليه بالتعاون والشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الأزمة وفي العديد من الملفات المشتركة بين البلدين.

   جهود مستمرة

ولفت معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى أن دولة قطر شاركت خلال الفترة الماضية بالعديد من اللقاءات والمؤتمرات الإقليمية والدولية، التي استهدفت توحيد الرؤى والتوصل لحل مستدام للقضية الفلسطينية، إلى جانب الزيارات والجولات التي جرت في إطار اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية والإسلامية بشأن التطورات، من ضمنها؛ لقاء وزراء خارجية وممثلي الدول الأوروبية، والمشاركة في مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، فضلا عن المشاركة /الثلاثاء/ في مؤتمر «دعوة للعمل: الاستجابة الإنسانية العاجلة لغزة»، بدعوة مشتركة من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، وسعادة السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة.

وبين معاليه أن المؤتمر دعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في سبيل إنهاء هذا الصراع، وإنهاء هذه العملية المستمرة في قطاع غزة، واحترام القانون الدولي، مثمنا في هذا السياق استئناف المساعدات الجوية الأمريكية في قطاع غزة، والتي تأتي بعد فترة من تعليق شحنات المساعدات بسبب العمليات في المنطقة.

    تعديلات على المقترح

من جهة أخرى ثمن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بيلنكن دور قطر في الوساطة لوقف الحرب في غزة وقال: «لطالما كانت قطر شريكا من أجل التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار في غزة وأظهرت سخاء في مساعدة الناس الذين يحتاجون المساعدة».

وفيما يخص رد حماس على مقترح بايدن قال بيلنكن إن حماس اقترحت العديد من التعديلات بعضها يمكن التعامل معها، وأخرى لا يمكن القبول بها وقد تم مناقشة التعديلات مع الأطراف المعنية، مضيفا: كان بإمكان حماس الرد بالموافقة لكنها اقترحت تعديلات على الخطة المتفق بشأنها وبعض هذه التعديلات غير قابل للتنفيذ. ودعا بلينكن حماس إلى «قبول مقترح وقف إطلاق النار مثلما قبلته إسرائيل، وإلا سيتحملون عبء استمرار الحرب»، قائلاً إنّ «رد حماس على الصفقة استغرق 12 يوماً، وكلما طال الوقت زادت معاناة الناس». وأكد أن الوساطة ستبحث فرص جسر الهوة بين طرفي المفاوضات.

وبين بلينكن أن الولايات المتحدة ستطرح خلال الأسابيع المقبلة «أفكاراً بشأن كيفية حكم غزة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية». وأوضح أن بلاده ستعمل مع شركائها في قطر ومصر لمحاولة التوصل لاتفاق بشأن المقترح الذي طرحه الرئيس الأمريكي جو بايدن، مشددا على أنّ واشنطن تسعى لتحويل وقف إطلاق النار إلى دائم في غزة، وأنها «لن تسمح لحماس أن تقرر مستقبل المنطقة وشعوبها».

وأضاف وزير الخارجية الأمريكي «أسهل طريق لإنهاء معاناة المدنيين في غزة وإسرائيل هو التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار يفسح المجال لحل دائم»، موضحاً أن بلاده تعمل على توفير مسار لوضع نهاية لهذه الحرب، ومن ثم إعادة إعمار غزة، مشيرا إلى أن «العالم يدعم مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن».

شاركها.
Exit mobile version