حوار التعاون الآسيوي

حوار التعاون الآسيوي

الدوحة – قنا

أشاد عدد من المتحدثين في القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي، التي عقدت تحت شعار “الدبلوماسية الرياضية”، بالدور الذي تقوم به دولة قطر، لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم.

وثمنوا عاليا استضافة الدوحة لهذا الاجتماع لاسيما في ظل التحول الرقمي، ومرحلة التعافي من تأثيرات جائحة /كوفيد 19/، والأزمات العالمية المتعددة ومنها الخصومات والمنافسات الجيوسياسية والنزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية، وانعدام الأمن الغذائي، وتفاقم الصراعات والنزاعات المسلحة في الشرق الأوسط وغيرها من المناطق.

ودعا المتحدثون إلى انتهاز فرصة هذه القمة في تعزيز الدور المحوري الذي يؤديه حوار التعاون الآسيوي في مواجهة هذه التحديات بطريقة مشتركة، خاصة أن الوضع في منطقة الشرق الأوسط مقلق للغاية بالنسبة للجميع، وحثوا جميع أطراف النزاع على احترام القانون الدولي، لاسيما القانون الدولي الإنساني، بعد تصاعد حدة الصراع وسقوط آلاف الضحايا والمصابين، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وحل النزاعات المسلحة بطريقة سلمية من أجل إنهاء المعاناة الإنسانية.

وأكد المتحدثون أن “الدبلوماسية الرياضية”، جزء لا يتجزأ من أجندة حوار التعاون الآسيوي من أجل تعزيز الإيجابية والتناغم والتعاون بين دول القارة، معتبرين الرياضة منصة شعبية مهمة تساهم في جسر الهوة، وبناء الروابط، وتعزيز التفاهم المشترك من خلال الرياضة، مشيرين إلى استضافة دولة قطر الناجحة لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 التي أثبتت أن الدبلوماسية الرياضية يمكن أن تكون منصة تسمح بمواجهة التحديات الملحة، والترويج للقيم الآسيوية.

ولفتوا إلى أن استضافة المسابقات والبطولات التي يستفيد منها جيل الشباب، يمكن استخدامها أيضا لوضع حد للنزاعات ونشر الروح الرياضية، وتعزيز الانضباط ومهارات القيادة، والمبادئ والمفاهيم الأخلاقية بين جميع المجتمعات، مشيرين إلى أن بطولة كأس العالم 2022، أصبحت رمزا للتعاون والتضامن، ونموذجا للدبلوماسية الرياضية في تعزيز السلام، وأداة لتخطي التحديات، ووسيلة للحوار البناء وجمع الشعوب وعقد التحالفات وبناء جسور التفاهم والتسامح والسلام.

وأكد المتحدثون على أهمية توحيد جهود دول القارة والعمل بشكل استراتيجي يسمح بتضافر جهود حوار التعاون الآسيوي مع منتديات أخرى، مثل “آسيان” ومجلس التعاون لدول الخليج العربية وغيرهما من التجمعات الإقليمية، من أجل مواجهة التحديات القائمة والمستقبلية وتحقيق الاقتصاد المستدام بما يعكس روح القارة وإرادة الشعب الآسيوي في العيش بسلام وأخوة.

ولمواجهة التغيرات العميقة والتحديات الملحة التي تشهدها الساحة الدولية اقترح المتحدثون أنه لتحقيق التنمية والنمو المستدام يجب خلق الفرص، والتعليم المتبادل، والعيش المشترك، والعمل الجماعي لتأسيس موطن آسيوي ينعم بالسلام والعيش المشترك، وذلك من خلال التعبير عن القيم الآسيوية بالعيش المشترك، والسلام، والمحافظة على هذا السلام وسط هذا العالم الذي يموج بالنزاعات.

كما دعوا إلى احترام التعددية ومواصلة السعي لبناء التوافق ما بين كل الأطراف المعنية، ودعم بعضنا البعض في المسائل الأساسية، بإجراء الحوارات والمشاورات والتعاون بشأن القضايا المحلية والإقليمية والدولية. مع ضرورة بناء الشراكات بين دول المنطقة لتحقيق الازدهار والسلام والاستفادة المتبادلة، وكذلك الالتزام بالإدماج الاقتصادي والتجارة الحرة، وبناء شبكة تعاون آسيوية متعددة الأطراف لتعزيز التنمية في مختلف بلدان القارة الآسيوية وتسهيل الاندماج والتعايش السلمي والمتناغم، مع المحافظة على التعددية، وتشجيع التبادل الثقافي والدفاع عن القيم الآسيوية.

واستعرض المتحدثون تجارب بلدانهم والتقدم الذي أحرزوه في مجالات الطاقة والزراعة والتعليم والرعاية الصحية، والتكنولوجيا، والتعاون المالي، والحوكمة، وكيف أسهمت هذه التطورات في تحسين جودة الحياة لشعوبهم، ووسعت الفرص المتوافرة لديهم، كما استعرضوا التطور الحاصل في البنية التحتية لدى دولهم وكيف استطاعوا رفع معدلات النمو وزيادة الناتج المحلي الإجمالي، وكذلك الإجراءات التي اتخذوها لتحقيق هذه الأهداف، مع الحفاظ على البيئة، واتباع نماذج الاقتصاد الأخضر ومصادر الطاقة المتجددة، ومكافحة تغير المناخ.

ونبهوا إلى أهمية الدبلوماسية الرياضية، في تعزيز التعاون والتنمية في القارة الآسيوية مذكرين باستضافات بلدانهم للعديد من الفعاليات والأحداث الرياضية الكبرى وكيف كانت وسيلة للحفاظ على القيم والاحتفاء بالرياضات التقليدية، وإطلاقهم العديد من المبادرات الرياضية، بما يسهم في بناء المجتمعات، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة والابتعاد بالشباب عن دائرة الإرهاب والتطرف .

شاركها.
Exit mobile version