أعلن جهاز خفر السواحل اليوناني، الاثنين، العثور على جثتين خلال عمليات البحث عن ناجين بعد مأساة الأسبوع الماضي التي قضى فيها 78 مهاجراً على الأقل في البحر الأيوني.

وقالت متحدّثة باسم خفر السواحل إنهما «كانتا في حالة تحلل» وتعذّر التعرّف على جنسهما على الفور.

وأشارت المتحدثة، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، إلى أن الجثتين عُثر عليهما في البحر إلى الغرب من شبه جزيرة بيلوبونيز، وهي المنطقة التي غرقت فيها الأربعاء سفينة صيد تقل عدداً كبيراً من المهاجرين بما يتخطى قدرتها الاستيعابية.

وزوارق خفر السواحل لم تتوقف عن البحث عن ناجين محتملين. إلى الآن تمكّن الجهاز من إنقاذ 104 أشخاص ممن كانت تقلّهم سفينة الصيد التي يقول عمّال الإغاثة إنهم كانوا «بالمئات».

وتم توقيف 9 مصريين في اليونان يشتبه بأنهم مهربون، وهم سيمثلون الثلاثاء أمام قاضٍ.

وتعذّر على خفر السواحل التأكيد رداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية ما إذا كانت الجثتان من بين ضحايا غرق سفينة الصيد.

الأسبوع الماضي، أعلنت اليونان الحداد ثلاثة أيام بسبب هذه المأساة التي قد تكون الكارثة البحرية الأكثر فداحة من حيث الخسائر البشرية في تاريخ البلاد، وهو ما استدعى تعليق الأحزاب بصورة مؤقتة الحملات للانتخابات العامة التي ستنظّم الأحد.

في نهاية الأسبوع، طرد الحزب المحافظ الحاكم بزعامة رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس مرشحاً على قائمته لإدلائه بتصريحات عنصرية حول كارثة غرق المهاجرين.

ففي مقابلة أجريت معه الخميس على «يوتيوب»، قال سبيليوس كريكيتوس: «الأمر المؤكد الوحيد هو أن بلادنا لم يعد بإمكانها تحمّل مزيد من المهاجرين… غالبيتهم يسرقون كل يوم، ومراكز الشرطة تمتلئ (بهم)».

ولدى سؤاله عمّا إذا كان طالبو اللجوء الذين غرقوا الأسبوع الماضي كانوا ليحذوا حذو أولئك في السرقة، أجاب متسائلاً: «ماذا فعل السابقون الذين لم يغرقوا؟».

يقول مسؤولون إن المهاجرين انطلقوا من سواحل ليبيا متّجهين إلى إيطاليا، وغالبية الناجين من سوريا ومصر وباكستان.

ووجهت انتقادات لجهاز خفر السواحل بعدما أشار إلى أنه لم يبادر بشكل أسرع إلى إنقاذ المهاجرين، لأن سفينة الصيد كانت تبحر بسرعة ثابتة ولأن أحد الموجودين على متنها شدد على أنه ليس هناك ما يستدعي تقديم المساعدة.

في نهاية الأسبوع، أوردت شبكة «بي بي سي» أنه خلافاً لتقرير خفر السواحل، كانت سفينة الصيد متوقفة منذ 7 ساعات على الأقل قبل أن تغرق.

والاثنين، شدّد خفر السواحل على أن سفينة الصيد عبرت 30 ميلاً بحرياً بين التوقيت الذي رصدت فيه والتوقيت الذي غرقت فيه.

دعت الأمم المتحدة إلى تحقيق معمّق لكشف ملابسات غرق السفينة وإلى تحرّك عاجل لمنع وقوع مزيد من المآسي.

اتّبعت الحكومة المحافظة المنتهية ولايتها برئاسة ميتسوتاكيس التي تولت السلطة بين العامين 2019 و2023 ويُتوقّع أن تفوز في انتخابات الأحد، سياسة هجرة صارمة مشدّدة على «الأمن» وإغلاق الحدود.

واتّهمت وسائل إعلام يونانية ومنظمات غير حكومية اليونان بطرد مهاجرين «بشكل غير قانوني» في بحر إيجه، وهو ما نفته الحكومة.

شاركها.
Exit mobile version