اجتماع الدورة 47 للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر

الدوحة – قنا

أعربت الهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر عن قلقها من التدهور المستمر للأوضاع الإنسانية في بعض الدول العربية، وما صاحب ذلك من نزاعات مسلحة أدت إلى تدني مستوى المعيشة، وتدهور الخدمات وتفاقم ظاهرة النزوح الداخلي واللجوء.

ودعت الهيئة في ختام اجتماعات دورتها الـ 47 التي استضافتها دولة قطر، ممثلة في الهلال الأحمر القطري، على مدى يومين، المجتمع الدولي من حكومات ومنظمات دولية حكومية وغير حكومية إلى تكثيف الجهود والمساعدات الإنسانية المقدمة لكل من السودان وسوريا والصومال وجيبوتي.

كما دعت إلى تشكيل فريق عربي لإدارة الكوارث من الهيئات والجمعيات تحت إشراف المنظمة، والاستفادة قدر الإمكان من تقنية الحوسبة السحابية لتسهيل الربط بين الهيئات والجمعيات الوطنية، وبناء قاعدة بيانات موحدة مشتركة.

وتم خلال الجلسة الختامية تجديد ولاية سعادة الدكتور صالح بن حمد التويجري أمينا عاما للمنظمة لمدة 4 أعوام مقبلة.

وأعرب سعادته، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، بهذه المناسبة، عن بالغ شكره لجميع الوفود المشاركة لتجديد الثقة فيه أمينا عاما للمنظمة لفترة الأربعة أعوام المقبلة.

وأكد أن أعمال هذه الدورة جاءت ناجحة، وجرى خلالها التطرق للكثير من المواضيع والقضايا الإنسانية في المنطقة العربية، وعبر عن خالص الشكر لدولة قطر لدعمها اللامحدود لعقد واستضافة هذه الدورة، وتوفير كل مسببات نجاحها، وشكر الهلال الأحمر القطري لدوره الكبير في هذا الصدد، لا سيما أنه من أنشط الجمعيات الوطنية العربية، وأكثرها تفاعلا مع الكوارث التي تحدث في العالم العربي، وأكثرها مساهمة في تخفيف مآسي الضحايا والمنكوبين في العديد من الدول العربية، إضافة إلى أنه عضو فاعل ونشط في المنظمة العربية والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.

وأكد أهمية التوصل إلى آليات عمل قابلة للتنفيذ للتخفيف من معاناة الشعوب المنكوبة في الوطن العربي.

وشملت التوصيات التي تضمنها التقرير الختامي دعوة الهيئات والجمعيات الوطنية إلى تأسيس أقسام متخصصة في القانون الدولي الإنساني، وتكثيف جهود المنظمة لدعم تلك الأقسام، وحثها أيضا على زيادة استثماراتها في التقنية، وتوحيد إجراءات العمل على مستوى المنظمة.

كما دعت لوضع منهج ومعايير تدريب لبناء قدرات الجمعيات الوطنية، وتوحيد نظم التأهيل على مستوى الوطن العربي، خاصة في مجال الخدمات الطبية والإسعافية، ودعوة جامعة الدول العربية إلى دعم الحكومات العربية فنيا لإصدار تشريعات وطنية تعنى بتشجيع وتحفيز التطوع.

وتضمنت التوصيات إعادة تسمية “وسام أبو بكر الصديق” إلى مسمى “وسام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر”، ويكون من درجتين أولى وثانية، فضلا عن دعوة الجمعيات الوطنية إلى الإسهام في الإصحاح البيئي بتنفيذ مشروع إدارة النفايات، ودعمها ومساعدتها في هذا المجال، وإلى الاستفادة من التجارب الناجحة لإدارة النفايات والتعامل معها، ونقل الخبرات إلى بقية الجمعيات الوطنية، مع الإشارة إلى تجربة الهلال الأحمر القطري على سبيل المثال.

 

إلى ذلك، قال السيد إبراهيم عثمان مستشار الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر للشؤون الإنسانية: إن اجتماعات هذه الدورة بالدوحة جاءت في وقت عصيب للمنطقة العربية.

ونوه، في تصريح صحفي، إلى أهمية هذه الاجتماعات من حيث الوصول لمعظم المحتاجين والمتضررين من النزاعات والكوارث في المنطقة العربية، والسعي لإيجاد نوع من التنسيق والتعاون بين الجمعيات والمؤسسات العربية لتحقيق أقصى عون إنساني.

وعن طبيعة معرض “إنسانية فنان” الذي جرى تنظيمه على هامش الدورة، قال المشرف عليه السيد سليمان عبد الله السحيباني إنه يحمل مشاعر الفنانين وانطباعاتهم حول ما يعيشه العالم من حروب وتشريد وجوع وفقر.

وأوضح أن الفنانين حرصوا على مشاركة إخوانهم من الجمعيات الوطنية بصياغة إنسانية تعبيرية من خلال الفن التشكيلي، معربا عن أمله أن تساهم هذه الرؤية في تحريك المشاعر للمساهمة في التخفيف عن الشعوب.

ومن جانبها، أكدت الدكتورة ريانة بو حاقة، ممثلة منظمة الصحة العالمية في قطر، نجاح أعمال هذه الدورة، معربة عن تطلعها الدائم للشراكة مع كل الجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في الدول العربية، وقالت: “لدينا اتفاقيات مع الاتحاد الدولي على المستوى الإقليمي والعالمي، وفي كل الدول هناك شراكات كثيرة خاصة بالعمل الإنساني والأنشطة الصحية، فنحن نثمن جهود الجميع، ونتطلع لشراكات أقوى وأكثر رسوخا”.

أما السيد مامادو صو، رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر، فأكد أن قطر اليوم هي عاصمة العالم الإنساني، لافتا إلى أن المشاركين ناقشوا أهم القضايا العاجلة في هذا القطاع، وضرورة العمل الجاد للتخفيف عن ضحايا الكوارث وحماية كرامتهم الإنسانية، والوقوف إلى جانبهم.

من جهته، قال الدكتور مروان الجيلاني المدير العام للهلال الأحمر الفلسطيني: إن انعقاد هذا الدورة بالدوحة في هذا الوقت بالذات الذي تمر فيه المنطقة العربية بالعديد من الأزمات والكوارث له مردوده على الأرض أيضا، من حيث التنسيق بين الجمعيات، والاتفاق على عمل مشترك لتخفيف المعاناة عن المتأثرين بهذه المآسي التي تمر بها المنطقة، سواء في فلسطين أو سوريا أو السودان وغيرها، ونوه إلى أن التنسيق العربي مهم، وللهلال الأحمر القطري دور رئيسي في دعم الجمعيات التي تعمل على الأرض لتخفيف المعاناة، وأيضا في التنسيق وقيادة العمل العربي المشترك مع باقي الجمعيات العربية.

وعبر السيد منصور لعريبي ممثل الهلال الأحمر الجزائري عن سعادته بتواجد الجميع في قطر للمشاركة في هذا الاجتماعات لتنسيق العمل الإنساني في المنطقة العربية، ومحاولة طرح الأفكار والرؤى وتبادل الخبرات في المجال الإنساني والإغاثي، لتحقيق ما يخدم المصلحة المشتركة للدول العربية.

جاءت اجتماعات هذه الدورة، التي ترأسها سعادة السيد يوسف بن علي الخاطر رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري، في إطار الجهود المبذولة لتعزيز دور الجمعيات الوطنية العربية في تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية للمجتمعات المحتاجة في العالم العربي، وكذا تعزيز التعاون المشترك والتنسيق بين هذه الجمعيات لتحقيق أفضل النتائج، وتقديم الدعم اللازم للمتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية في المنطقة العربية.

شاركها.
Exit mobile version