الدوحة – قنا

 أكدت سعادة السيدة كاثرين راسل، المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة /يونيسف/، أن دولة قطر تعد شريكا قويا ومهما للغاية للمنظمة، مشيرة إلى أن هذا التعاون يشمل العديد من المجالات، وفي مقدمتها التعليم.

وقالت سعادتها، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع، لعبت دورا قياديا بارزا على الساحة الدولية في تعزيز أهمية التعليم، لا سيما للأطفال الذين يعيشون في مناطق الصراع أو الذين حرموا من التعليم بسبب الأزمات، مضيفة أنها عبرت عن امتنانها لهذا الدور خلال لقائها بصاحبة السمو.

وأشادت بجهود صندوق قطر للتنمية ومؤسسة التعليم فوق الجميع في دعم العملية التعليمية للأطفال، مؤكدة أن هذه الجهود أسهمت في إبقاء العديد من الأطفال في مقاعد الدراسة رغم التحديات.

وأوضحت سعادتها أن هناك شراكة استراتيجية بين /يونيسف/ والحكومة القطرية والمؤسسات المعنية، حيث عقدت اجتماعات مكثفة لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك والاستفادة من الموارد والخبرات القطرية في هذا المجال، مضيفا أن هذه الشراكة تتطلب موارد كبيرة إلى جانب القيادة الفكرية، مما يعزز من قدرة المنظمة على تحقيق تأثير أوسع على مستوى العالم.

ولفتت المدير التنفيذي لليونيسف إلى أن المنظمة تتعاون بشكل وثيق مع قطر في مجال التعليم، مؤكدة أن التعليم يمثل حقا أساسيا لجميع الأطفال، وله تأثير مباشر على تحقيق أهداف التنمية المستدامة الأخرى.

وأوضحت أن التعليم، بصفته الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، يسهم في تحسين الصحة العامة وتعزيز المشاركة الاقتصادية.

وأضافت أن التحديات التي تواجه التعليم متعددة، وتشمل الفقر، والديون التي تعيق إنفاق بعض الدول على التعليم، بالإضافة إلى التأثيرات المستمرة لجائحة /كوفيد-19/، التي أدت إلى بقاء الأطفال خارج المدارس لفترات طويلة.

ولفتت إلى تقديرات تفيد بأن أكثر من 250 مليون طفل حول العالم محرومون من التعليم، مؤكدة أن إعادتهم إلى المدارس وضمان جودة التعليم لهم يمثل تحديا كبيرا.

وحول كيفية الاستفادة من تجربة قطر الناجحة في دعم حقوق الأطفال، أكدت سعادتها أن قطر تقدم دعما مستمرا لأعمال /يونيسف/ من خلال تمويل مرن يمكن المنظمة من توجيهه إلى حيث تشتد الحاجة، معربة عن تقديرها لزيادة قطر لحجم التمويل المقدم، لا سيما في ظل تقلص المساعدات التنموية من بعض الدول الأخرى.

وأشادت سعادة السيدة كاثرين راسل، المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة /يونيسف/ بدور قطر في تقديم الدعم التعليمي والمساعدات الإنسانية في مناطق مثل اليمن وسوريا، داعية الدول الأخرى إلى الاستفادة من النهج الذي تتبعه قطر في هذا المجال.

وأكدت سعادتها أن العلاقة بين قطر و/يونيسف/ قوية ومتطورة، مشيرة إلى الشفافية والصدق في التعامل بين الطرفين.

وأوضحت أن التعاون يهدف إلى إيجاد حلول فعالة لضمان حصول أكبر عدد ممكن من الأطفال على التعليم، مضيفة أن المنظمة تواصل البحث عن سبل لتعزيز هذا التعاون لتحقيق أهداف مشتركة.

وأعربت المدير التنفيذي لليونيسف عن تفاؤلها بإمكانية تعزيز التعاون مع قطر في مجال الحلول الرقمية والمبتكرة لدعم التعليم، مؤكدة أن التكنولوجيا تلعب دورا محوريا في الوصول إلى الأطفال، لا سيما في المناطق النائية.

وأشارت إلى أن هناك تحديات تتعلق بحماية الأطفال في الفضاء الرقمي، إضافة إلى ضرورة ضمان توفر البنية التحتية اللازمة لتوسيع نطاق الوصول إلى التكنولوجيا، لكنها شددت على أن الإمكانات التي توفرها الحلول الرقمية واسعة، مما يفتح آفاقا جديدة لدعم العملية التعليمية.

وأكدت سعادتها أن حماية الأطفال والعناية بهم ينبغي أن يكونا هدفا مشتركا لجميع الدول، مشيرة إلى أهمية تبادل الخبرات والدروس المستفادة من تجربة قطر في هذا المجال. وأضافت أن /يونيسف/ تضع الأطفال في قلب جميع المحادثات لضمان حصولهم على الحقوق الأساسية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية، مما يسهم في تحقيق الاستقرار والازدهار للمجتمعات.

وفيما يتعلق بالوضع في غزة، أكدت سعادتها أن /يونيسف/ تعمل في القطاع منذ عقود، وأن المنظمة مستمرة في تقديم المساعدات للأطفال رغم الظروف الصعبة. وأوضحت أن الأطفال هم الأكثر تضررا في النزاعات، مشددة على أن تحقيق السلام يعد العامل الأهم لضمان حصولهم على حقوقهم الأساسية.

واختتمت سعادة السيدة كاثرين راسل، المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة /يونيسف/، حديثها لوكالة الأنباء القطرية/قنا/، بالتأكيد على أهمية استمرار التعاون مع قطر لدعم الجهود الدولية الرامية إلى تحسين أوضاع الأطفال في مختلف أنحاء العالم.

شاركها.
Exit mobile version