الدوحة – قنا

عبر سعادة الفريق أول كريستيان رودريغز القائد العام لقوات الدرك الفرنسي، عن امتنان بلاده لدولة قطر لمساهمتها الاستثنائية في تأمين الألعاب الأولمبية والبارالمبية التي جرت في باريس صيف 2024 والتي حققت نجاحا كبيرا.

كما أعرب القائد العام لقوات الدرك الفرنسي عن شكره لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وسعادة الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني، وزير الداخلية وقائد قوة الأمن الداخلي (لخويـا)، للمشاركة القطرية في تأمين أولمبياد باريس 2024 والألعاب البارالمبية.

وأكد كريستيان رودريغز في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن الشراكة الاستراتيجية بين الجمهورية الفرنسية ودولة قطر تتجلى على نحو كامل في مجال الأمن وتشهد تطورا ملحوظا عاما بعد عام.

وأضاف أن تاريخ التعاون في مجال الأمن بين فرنسا وقطر يعود إلى زمن بعيد ولم ينقطع، وتركز هذه العلاقة على المستقبل، حيث يعمل البلدان باستمرار على التكيف مع المسائل الأمنية المستقبلية والتحديات التي قد تواجه البلدين.

وقال “نسعى للتكيف مع تهديدات الغد واستخدام التقنيات الجديدة، وفي نفس الوقت مواصلة التعاون في الأمور الأساسية والتطورات المتلاحقة، ومن هذا المنطلق سيكون الذكاء الاصطناعي ومكافحة الجرائم السيبرانية من المجالات المهمة ذات الأولوية في علاقات البلدين”.

وأشار القائد العام لقوات الدرك الوطني الفرنسي إلى أنه بمناسبة الذكرى العشرين للعلاقة بين قوة الأمن الداخلي (لخويا) وقوات الدرك الفرنسي والذي يتم الاحتفال به هذا العام، سيتم العمل على إعداد خطة مشتركة بين لخويا والدرك الوطني الفرنسي.

ولفت إلى أن زيارة الدولة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لفرنسا شهر فبراير الماضي كانت محطة مهمة جدا في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، وشكلت فرصة للتوقيع على عدد من الاتفاقيات المهمة.

وأوضح أن وزارتي الداخلية في كل من البلدين وقعتا على خطة عمل للفترة الممتدة من 2024 إلى 2027، وتعمل الخطة على إقامة تعاون في مجالات جديدة، خاصة الشرطة القضائية، ومكافحة الوثائق المزورة والجرائم السيبرانية والأمن المدني، كما تم توقيع اتفاقية بين الدرك الوطني الفرنسي وقوة لخويا لتعزيز التعاون بينهما.

وبين أن زيارته لدولة قطر تأتي أيضا بعد مشوار طويل من التعاون، بدأ عام 2022، حينما قدمت فرنسا مساعدتها لقطر خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 التي حققت نجاحا شهد له الجميع، حيث تم نشر حوالي 220 عنصرا من الدرك الوطني الفرنسي في قطر لهذه المناسبة.

وقال “على النحو الذي استطاعت فيه قطر أن تعتمد على فرنسا عام 2022، عرفت فرنسا أنها تستطيع أن تعتمد على قطر خلال الألعاب الأولمبية والبارالمبية، وهو الغرض الحقيقي من الصداقة والتحالف”.

وأضاف “فخور باستضافة بلادي للألعاب الأولمبية والبارالمبية، حيث كانت الألعاب بمثابة حفل شعبي ورياضي وحققت نجاحا مذهلا على الصعيدين الأمني والتنظيمي، ونجحنا في التحدي وأهنئ في هذا السياق الرياضيين القطريين الذين شاركوا في الألعاب الأولمبية والبارالمبية”.

وأشار إلى أن الحدثين الرياضيين الرئيسين الأخيرين اللذين شهدهما العالم، وهما بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 والألعاب الأولمبية والبارالمبية قد اتسما بالتعاون الرائع بين فرنسا وقطر، مبينا أنه من بين الدول الـ43 التي قدمت مساعدتها لفرنسا خلال الألعاب الأولمبية حلت دولة قطر في المرتبة الرابعة بمساهمتها في هذه الألعاب وهو خير دليل على الثقة والصداقة التي تجمع البلدين.

ولفت إلى أن التعاون القطري في تأمين أولمبياد باريس 2024 كان استثنائيا، وقد عملت عناصر الأمن من قطر مع عناصر الدرك الفرنسي /كتفا إلى كتف/، وهي العبارة التي استخدمها سعادة الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني، وزير الداخلية وقائد قوة الأمن الداخلي (لخويـا).

وفي سياق حديثه عن التجربة الأمنية الفرنسية في مكافحة أحداث الشغب مع المحافظة على حقوق الإنسان، قال قائد عام قوات الدرك الفرنسي “من صميم المهام الموكلة إلى الدرك حماية الحريات والحقوق الأساسية، التي هي من ركائز الجمهورية الفرنسية، وذلك مع الحفاظ على النظام على نحو فعال”.

وأشار إلى أن قوات الشرطة والدرك في فرنسا تخضع لدورات تدريبية للتعامل مع أصعب الظروف وفي ذات الوقت احترام القانون.

وفي معرض رده على التحديات الجديدة على مستوى الأمن الداخلي ومن بينها الذكاء الاصطناعي، قال إن الذكاء الاصطناعي بقدر ما يشكل تحديات، يشكل فرصا مهمة، وتعتبر هذه التقنيات الجديدة أدوات ينبغي استخدامها واستغلالها لضمان سلامة الأشخاص.

شاركها.
Exit mobile version