مشهد من “الخرابة”

❖ هاجر بوغانمي

تواصلت مساء أمس عروض مهرجان الدوحة المسرحي في دورته الـ 36، الذي يستضيفه مسرح “يوفنيو”، حيث قدمت فرقة الوطن عرضها المسرحي “الخرابة” من تأليف خليفة السيد، وإخراج سالم المنصوري، وشارك في التمثيل كل من: محمد حسن المحمدي، أحمد الخياط، ريم السويدي، إبراهيم الدوسري، عبد الله حسن، مريم عاطف عمار، حيدر العنيزي، والسينوغرافيا لعبد الله البكري.

يدور العمل حول قضيتين جوهريتين هما: قضية الميراث، وقضية الحفاظ على التراث، ولا غرابة في أن يركز المؤلف خليفة السيد فكرة العمل على هاتين القضيتين وهو الخبير والباحث في التراث. وفي المسرحية كان هناك تركيز على التراث المادي المتمثل في البيت الشعبي القديم الذي لم يقدر قيمته الأحفاد فاتفقوا على بيعه من أجل مصالحهم الشخصية.

تقدم المسرحية مجموعة من المواقف التي تعكس الخلافات والصراعات بين أبناء العم حول الميراث المتمثل في “الخرابة” في قالب اجتماعي، حيث تنقسم الشخصيات الى شق يؤيد بيع البيت القديم، والشق الآخر يمتنع عن التفويت في إرث الأجداد. في خضم هذه الصراعات تقرر إحدى الشخصيات أن تلجأ الى حيلة كي تصد أبناء عمها على بيع البيت حيث تقرر أن البيت يسكنه جن، وتبدأ الأحداث في التصاعد دراميا، حتى تبلغ ذروتها، وتنجح حيلة الفتاة.

استخدم المخرج ديكورا متحركا تمثل في البيت الحديث (الفيلا) والبيت القديم (الخرابة)، كما وظف المجاميع في المشهد الثاني، بالإضافة الى السينوغرافيا التي كانت موفقة في هذا المشهد، حيث أدت وظيفتها الجمالية والدلالية في العمل.

    ندوة تعقيبية

ضمن فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي، أقيمت أمس الأول ندوة تعقيبية ناقشت إيجابيات وسلبيات العرض المسرحي “حفرة وبس” من تأليف وإخراج أحمد المفتاح. وشارك في الندوة كل من الدكتور سعيد الناجي أستاذ ورئيس قسم الفنون المسرحية بكلية المجتمع، والفنان والمخرج الأردني رشيد ملحس.

وتساءل د. سعيد الناجي لماذا يلجأ المخرج إلى إخراج نص لنفسه؟ مضيفا: لأن هناك من النقاد من يرى أولوية لعدم الجمع بين التأليف والإخراج حتى لا يقع تواطؤ بين الاثنين فالمؤلف يكتب ما يريده المخرج، والمخرج يخرج ما يريده الكاتب، مؤكدا أن النص فيه فكرة مهمة تظهر صراع المصالح والمضاربات القائمة على الأنانية.

بدوره قال الفنان رشيد ملحس إن المخرج تناول فكرة الحفرة بالمفهوم الفلسفي، حيث تكشف الحفرة مضامين التجار، وبدلا من أن تتحول الحفرة وسيلة للتكاتف المجتمعي أصبحت سببا للخلاف حيث مصلحة الفرد أعلى من مصلحة المجتمع.

شاركها.
Exit mobile version