يدافع لاعبو المنتخب الأوكراني عن ألوان بلدهم الذي يُعاني من الغزو الروسي منذ أكثر من عامين، في كأس أوروبا 2024 لكرة القدم، من دون أن يغيب عن بالهم الجنود الذين يدافعون عن أرضهم بالسلاح.

تخوض أوكرانيا البطولة في المجموعة الخامسة التي تضمّ بلجيكا وسلوفاكيا ورومانيا. وصولها إلى النخبة جاء بعدما تأهلت من الملحق متغلِّبة على البوسنة والهرسك ثمّ آيسلندا.

وبعد تخطّي مانشستر سيتي الإنجليزي بركلات الترجيح، في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، قال حارس ريال مدريد الإسباني أندري لونين: «أنا لست بطلاً». وأضاف الحارس الذي لعب أساسياً في معظم مباريات الموسم، بعد إصابة البلجيكي تيبو كورتوا الذي يغيب عن البطولة: «الصعوبة الحقيقية هي الحرب في بلدي؛ حيث توجد عائلتي وأصدقائي. ليس من السهل الذهاب إلى التدريب كل يوم مع تلقي أسوأ الأخبار الممكنة».

الرياضي الأوكراني الأكثر متابعة على «إنستغرام» بثلاثة ملايين متابع، لا يفوِّت أبداً فرصة ليكون سفيراً لبلده لدى أوروبا. في مايو (أيار) 2022، عندما فاز ريال مدريد بلقبه الرابع عشر في دوري الأبطال، وضع لونَي العلم، الأزرق والأصفر، على كتفيه، وكتب على حسابه: «من المهم عدم نسيان ما يحدث في بلدنا».

وأبدى خورخي سوداكوف، لاعب وسط شاختار دانيتسك، في حديثٍ نقله موقع نادي دينامو كييف المنافس، امتنانه «لجنودنا الذين يسمحون لي بمواصلة لعب كرة القدم، والتقدّم والنوم بسلام».

ومنذ 10 أعوام، ومع بداية القتال في دونباس، يلعب النادي بقميصه البرتقالي خارج أرضه، واللاعب الدولي الشاب 21 عاماً يشعر بالحنين إلى الوطن. ويقول: «أحلم بالعودة إلى مسقط رأسي بريانكا، في منطقة لوغانسك. لم أذهب إلى هناك منذ أكثر من 10 أعوام. أحلم أيضاً بلعب مباراة في (دونباس أرينا)» وهو ملعبٌ حديث بسعة 50 ألف مقعدٍ، (قُصف في 2014)، استضاف نهائي كأس أوروبا 2012 في دانيتسك، المدينة الكبيرة في شرق أوكرانيا المحتلة من قبل القوات الروسية منذ 2014.

ويضيف: «لم أذهب إلى هناك أبداً، سمعت عنه وشاهدته على التلفاز فقط».

وتبرّع شاختار بنحو ربع المبلغ الذي حصل عليه من تشيلسي الإنجليزي مقابل انتقال ميكايلو مودريك بـ100 مليون يورو، للجنود الأوكرانيين وعائلاتهم، في يناير (كانون الثاني) 2023.

اللاعب الذي نال شهرة بلقطاته الفنيّة المنشورة على «تيك توك»، يستخدم حسابه الذي يتابعه عليه مليونا شخص، لإبلاغ المتابعين بالحرب في أوكرانيا. يكتب اليوم بالأوكرانية بدلاً من الروسية كما كان يفعل قبل 24 فبراير (شباط) 2022، بداية الغزو الروسي.

عندما سُئل أولكسندر زينتشنكو مدافع آرسنال الإنجليزي من قبل «بي بي سي» عما إذا كان مستعداً للانضمام إلى الجبهة إذا استدعي، قال: «الإجابة صريحة، سأذهب».

وأردف: «من الصعب استيعاب أننا كنا مؤخراً في المدرسة عينها، وأننا كنا نلعب في الحديقة أو على ملعب كرة القدم، والآن يجب عليهم الدفاع عن بلدنا»، متحدثاً عن الجنود الأوكرانيين.

وأوضح زينتشنكو أنه تبرّع بنحو بمليون ومائتي ألف يورو لبلده.

وتابع: «أعلم أن بعض الناس قد يعتقدون أن الأمر أسهل بكثير بالنسبة لي هنا في لندن من أن أكون هناك. آمل حقاً أن تنتهي هذه الحرب قريباً».

عشية الغزو الروسي، احتفل رومان ياريمتشوك بهدفٍ سجله لناديه بنفيكا البرتغالي أمام أياكس أمستردام الهولندي، في ثمن نهائي دوري الأبطال (2-2)، بإظهار قميصٍ وضَع رمزاً لبلاده.

وأشار موقع «تريبونا» الأوكراني إلى أن ياريمتشوك «كان أحد اللاعبين القلائل الذين تفاعلوا مع الأحداث في هذا التاريخ».

حينها، خلع ياريمتشوك قميص الفريق الأحمر، وكشف تحته قميصاً أسود يحمل رمز رمحٍ ثلاثيّ، وهو شعار أوكرانيا الذي يمثّل -وفقاً لإحدى الفرضيات- صورة صقر ينقض على فريسته.

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}

شاركها.
Exit mobile version