تلاعب في التصويت عن بُعد والنتائج تُعلق رسمياً..

❖ محمود النصيري

في سابقة تاريخية خطيرة فجَّرَت انتخابات الاتحاد الدولي لكرة الطاولة والتي أقيمت أمس بفندق الشيراتون فضيحة مدوية، بسبب وجود تلاعب في عملية التصويت عن بعد لانتخاب رئيس الاتحاد للفترة (2025-2028)، وهو ما أدى إلى تعليق الجلسة رسمياً وعدم اعتماد النتائج وسط احتجاجات كبيرة من مندوبي الدول الأعضاء الذين حضروا العمومية، ومع بداية الجلسة، كشف الإسباني راؤول كالين سكرتير الاتحاد الدولي للطاولة عن اعتماد 201 صوت منها 185 مندوبا داخل القاعة و16 آخرون سيعتمدون التصويت عن بعد.

ووفقًا للوائح الاتحاد الدولي للطاولة، فإنه لا يجوز زيادة هذا العدد بعد إعلان الحضور الرسمي والموافقة عليه من أعضاء الجمعية العمومية الحاضرين في القاعة،وتشير نتائج التصويت الورقي الخاضع للرقابة المباشرة، إلى تفوق واضح للسيد خليل بن أحمد المهندي بـ98 صوتًا، مقابل 87 صوتًا فقط للمرشحة السويدية بيترا سورلينغ، ما اعتُبر فوزًا واضحًا ونزيهًا، لكن المفاجأة الصادمة جاءت عند إعلان نتائج التصويت الإلكتروني، الذي شهد ارتفاعا غير قانوني لعدد الأصوات من 16 صوتا إلى 21 أي بزيادة 5 أصوات حصلت منها بيترا على 17 صوتا ما يشكل خرقا جسيما في آلية التصويت والعملية الانتخابية برمتها، وهو ما أثار الشكوك حول تزوير محتمل.

وطالب الحضور بضرورة الكشف عن أسماء الدول المشاركة عبر التصويت عن بعد لكن مسؤولي الاتحاد الدولي كانوا عاجزين عن تقديم إجابات مقنعة عن مصدر الأصوات التي تمت إضافتها..ومن جانبها رفضت لجنة الانتخابات عرض تسجيل فيديو الجلسة الذي يثبت العدد الحقيقي للمصوّتين أونلاين، بل وتم حذف البث المباشر من قناة الاتحاد على يوتيوب، في خطوة اعتبرها كثيرون تستراً متعمداً، قبل أن تنسحب بيترا سورلينغ من القاعة لتعلن فوزها من طرف واحد عبر الموقع الرسمي للاتحاد، دون مصادقة أعضاء الجمعية العمومية على نتائج الانتخابات ما يعتبر جريمة إضافية وضربا لمصداقية الانتخابات.

ومع تصاعد الأحداث داخل القاعة أعلن نائب رئيس الاتحاد، الأسترالي جراهام سيموندز، تعليق أعمال الجلسة بالكامل، مؤكدًا أن «النتيجة لا يمكن اعتمادها» في ظل وجود خلل جسيم وانعدام الشفافية،ومن المنتظر أن ينتقل المشهد إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولية (CAS)، حيث بات اللجوء إليها خيارًا مطروحًا لحسم هذا النزاع الذي وصفته الوفود بالمهزلة التاريخية التي تهدد مصداقية الاتحاد بالكامل.

ومن جهته قال المهندي «أشعر بخيبة أمل عميقة ودهشة لا توصف لما شهدته العملية الانتخابية، إن حبي العميق لكرة الطاولة وحرصي على مصلحتها، يجعلاني أرفض ما آلت إليه الأمور من انقسام لا يخدم رياضتنا، ولا يليق بتاريخها ومكانتها»..وأضاف: لقد كشفت هذه الانتخابات عن غيابٍ مؤسف لمبادئ الشفافية والمهنية التي ينبغي أن تكون ركيزةً لأي عمل في إطار الاتحاد الدولي لتنس الطاولة. وإن ما حدث يهدد بتشويه صورة الاتحاد، ويقوض ثقة المجتمع الرياضي في نزاهة مؤسساته.

وتابع: وفق ما أُعلن، فهناك تحقيق مرتقب بشأن ما جرى، وأؤكد على ضرورة أن يكون هذا التحقيق محايداً، نزيهاً، وشفافاً، وأن تُعلَن نتائجه بوضوح أمام الجميع، صوناً للحق واحتراماً للعدالة.. أرجو أن ينتصر العقل والعدل في نهاية المطاف، وفي انتظار نتائج التحقيق، لن أُدلي بأي تصريح إضافي.

الشيخة حياة آل خليفة: أخطاء جسيمة تمس جوهر العملية الانتخابية

طالبت الشيخة حياة بنت عبد العزيز آل خليفة، رئيسة الاتحاد البحريني لكرة الطاولة، بإعادة عقد اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للعبة، وإعادة انتخابات رئاسة الاتحاد، وذلك عقب ما وصفته بـ “الأخطاء الجسيمة” التي شابت سير الاجتماع الذي عُقد يوم أمس في فندق الشيراتون.

وأوضحت الشيخة حياة في تصريح صحفي أن ما حدث خلال الجمعية العمومية “يتعارض بشكل واضح مع لوائح الاتحاد الدولي”، مشيرة إلى أن من أبرز المخالفات “إضافة دول جديدة إلى قائمة التصويت الإلكتروني (أونلاين) بعد انتهاء النداء الرسمي”، وهو أمر غير مسبوق ويتنافى مع الأعراف والإجراءات المعتمدة.

وتابعت: “تم تحديد أسماء الدول التي يحق لها التصويت، والتي شملت الحاضرين في قاعة الاجتماع إضافة إلى 16 عضواً يحق لهم التصويت عبر الإنترنت. لكننا فوجئنا لاحقاً بارتفاع عدد المصوتين عبر الأونلاين إلى 21 دولة، وهو ما يتنافى مع العدد المعلن سابقاً”.

واختتمت الشيخة حياة تصريحها مشيرة إلى أن التصويت كان من المفترض أن يقتصر على الأعضاء الحاضرين في القاعة فقط، إذ إن ما حدث يُعد خللاً كبيراً في سير العملية الانتخابية، ولا يجوز اعتماد نتائجها في ظل هذه التجاوزات.

– جورج كوبالي: خروقات واضحة لإسقاط مرشح العرب

أكد جورج كوبالي الرئيس السابق للاتحاد اللبناني لكرة الطاولة ونائب رئيس اتحاد غرب آسيا للعبة وعضو مجلس الاتحاد الدولي أن انتخابات الاتحاد الدولي لكرة الطاولة لمنصب الرئيس شهدت خروقات واضحة وذلك بهدف إسقاط المرشح العربي السيد خليل المهندي. وقال كوبالي في تصريح صحفي إنه ولأول مرة في تاريخ الاتحاد الدولي يتم تعليق أعمال الجمعية العمومية بسبب خرق لقوانين الانتخابات وعدم الالتزام بها حيث تم الاتفاق على عدد المصوتين عن بعد 16 عضوا لكن خلال إعلان النتيجة النهائية تفطن الحضور لخطأ في عدد المصوتين عن بعد حيث ارتفع العدد من 16 إلى 21 دون إعلام الحضور وهذا خرق واضح للقانون الانتخابي وتزوير للعملية الانتخابية.. وطالب كوبالي بإعادة الانتخابات وإنصاف المرشح القطري خليل المهندي ويجب أن يدعو ثلث أعضاء الجمعية العمومية إلى انتخابات قادمة خاصة وأن المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي سيكون فاقدا لشرعية خلال الفترة القادمة وليس بإمكانه اتخاذ قرارات في هذا الموضوع.

– رضوان الشريف: جريمة مكتملة الأركان

أكد السيد رضوان الشريف رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة الطاولة أن ما حدث خلال الجمعية العمومية يعد جريمة مكتملة الأركان سواء عن قصد أو غيره. وقال الشريف في تصريحات صحفية أمس: إذا كانت هناك نية قصدية في ما حصل فهذا أمر مخالف للقوانين الانتخابية للاتحاد الدولي لكرة الطاولة، وإذا كان عن غير قصد فهذا غير مقبول بالنسبة لهذا الاتحاد الذي يعد الأكبر في العالم من حيث عدد الأعضاء”.

وأضاف رئيس الاتحاد الفلسطيني: واضح أن العمومية شابتها إخلالات قانونية من طرف بعض المسؤولين الذين يديرون الجلسة من جانب الاتحاد الدولي.. حيث تم في البداية اعتماد 16 اتحادا سيصوتون عن بعد، لكننا تفاجأنا عند نهاية عملية الفرز وإعلان النتاج أن هناك 21 شخصا قد قاموا بالتصويت عن بعد، وهو ما يعد خرقا جسيما للقوانين الانتخابية للاتحادات الرياضية الدولية.

وأكد الشريف أن الأمور تتجه إلى الفصل عبر محكمة التحكيم الرياضي، حيث تم تعليق أشغال الجمعية العمومية ولم يتمكن المشرفون على الانتخابات من السيطرة على الجلسة أو الإجابة عن تساؤلات الأعضاء المعارضين لهذه النتيجة معربا عن أمله في إنصاف مرشح العرب السيد خليل المهندي.

– معتز عاشور: لابد من إعادة الانتخابات

أكد معتز عاشور نائب رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة الطاولة، أن نظام التصويت (الأونلاين) كان معيبا، مشيرا إلى أن هذا النوع من التصويت يفتح الباب أمام الأخطاء ويؤثر على شفافية العملية الانتخابية وقال: الأصل في أي انتخابات أن يقتصر التصويت على الأعضاء الحاضرين فعلياً في قاعة الاجتماع، سواء في اتحادات كرة الطاولة أو غيرها، وذلك لضمان النزاهة وتفادي مثل هذه الإشكالات..وشدد عاشور على أن المطالب باتت واضحة، وهي “عدم اعتماد النتيجة الحالية، وتشكيل لجنة محايدة للإشراف على انتخابات جديدة، بعيدًا عن أي أطراف قد تكون تسببت في هذه الأخطاء الفادحة”.

وتابع: “اللجنة المنظمة بدت في موقف حرج بسبب الخطأ الجسيم الذي حصل في التصويت الإلكتروني. إذ إن السيد خليل المهندي كان متقدماً بفارق كبير في عدد الأصوات داخل القاعة، لكن بعد إضافة أصوات التصويت الإلكتروني، انقلبت النتيجة لصالح المرشحة السويدية، ما يثير تساؤلات جدية حول مصداقية التصويت”.

– د. هرده رؤوف: مهزلة بكل المقاييس

أبدى الدكتور هرده رؤوف، رئيس الاتحاد العراقي لكرة الطاولة استياءه الشديد مما جرى خلال انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي، واصفًا ما حدث بأنه “مهزلة بكل المقاييس”…وأوضح هرده أن هناك خللًا واضحًا في آلية التصويت، خصوصًا في الجلسة التي أُجريت عبر الإنترنت (أون لاين)، حيث بلغ عدد المشاركين 16 فقط في الفقرات الأخيرة، لكنه ارتفع بشكل مفاجئ إلى 21 عند التصويت على منصب الرئيس، مما يثير العديد من التساؤلات حول قانونية الإجراءات المتبعة..وأكد على ضرورة إعادة الانتخابات، مشيرًا إلى وجود “موضوعات غير قانونية” شابت العملية، ما يستوجب التوقف عندها واتخاذ خطوات موحدة لضمان الشفافية والنزاهة في المستقبل.

 

شاركها.
Exit mobile version