❖ محمود النصيري

مع الختام الاسطوري والباهر للنسخة الثامنة عشرة من بطولة كأس آسيا لكرة القدم قطر 2023، نجحت عاصمة الرياضة العالمية مرة اخرى في تعزيز مكانتها على الخريطة الرياضية بقوة باستضافتها افضل نسخة على الإطلاق من البطولة القارية منذ انطلاقها في عام 1956، مؤكدة قدراتها اللامتناهية على تنظيم أكبر الأحداث الرياضية بعد أن حققت نجاحات مذهلة في تنظيم بطولات سابقة وعلى رأسها بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022.

ومع اسدال الستار على منافسات البطولة الآسيوية مساء امس في استاد لوسيل الايقوني اكتسح اسم قطر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الآسيوية وايضا العالمية، وسط اشادات كبيرة بالقدرات التنظيمية واللوجستية لدولة قطر التي ابهرت الجميع على مدار 30 يوما من المنافسات المثيرة والممتعة.

ومما لا شك فيه ان قطر توجت جهودها باستضافة بطولة كأس آسيا للمرة الثالثة في تاريخها بعد نسختي 1988 و2011، لتؤكد قدراتها في تنظيم كبرى الفعاليات وفقا لاعلى المعايير التنظيمية واللوجستية والامنية وهو ما يعزز من مكانتها على خريطة الرياضة في القارة الصفراء والعالم بأسره.

    كرم الضيافة

على مدار شهر كامل فتحت قطر احضانها لضيوف البطولة من مشجعي المنتخبات الآسيوية الاربعة والعشرين، وجعلت الجماهير تعيش تجربة تشجيع غير مسبوقة ستظل محفورة في أذهانهم لاعوام طويلة حاملين معهم ذكرى طيبة عن دولة قطر وكرم أهلها وحسن الضيافة وجمال قطر واحترافيتها في التعامل مع التظاهرات الكبرى، لا سيما ان قطر تعيش اليوم نهضة رياضية كبيرة وهي تستشرف الانجازات والنجاحات في استضافتها لكبرى الفعاليات والاحداث العالمية.

واتسم العرس الآسيوي بنكهة عربية خالصة لم تكن معتادة في كل البطولات السابقة، حيث أبدى مشجعون كثيرون انبهارهم بمستوى الضيافة والترحيب والكرم الشعبي الذي أبداه القطريون تجاه ضيوفهم من متابعي الحدث القاري.

    جهود أمنية كبيرة

على غرار بطولة كأس العالم نجحت قطر في تأمين بطولة كأس آسيا باحترافية عالية، حيث اختتمت المنافسات يوم امس باستاد لوسيل، في غياب تام لأي أعمال شغب، وعلى مدار شهر كامل لم تشهد البطولة أي أحداث خارجة عن المألوف أو تعكر الصفو العام وذلك على الرغم من إقامة المنافسات على 9 استادات متقاربة للغاية مما سمح بتواجد اكبر عدد ممكن من المشجعين في محيط صغير.

وأكدت قطر سمعتها الأمنية في هذه البطولة رغم تزامنها مع إقامة العديد من البطولات العالمية الاخرى على غرار بطولة العالم للألعاب المائية- قطر 2024، وبطولات الطاولة الدولية وغيرها من الفعاليات الاخرى التي تتخذ من دولة قطر مسرحا لها.

وتتمتع قطر بمستوى عال من الخدمات الأمنية والشرطية المطلوبة، وتتبوأ المراتب الأولى في كل المؤشرات الأمنية العالمية من حيث انخفاض مستوى الجريمة، بجانب امتلاكها إمكانات وقدرات أمنية ساعدتها على توفير أعلى درجات الأمن والأمان في مختلف الفعاليات والاماكن التي شهدت تواجد المشجعين من شتى انحاء القارة الآسيوية.

كما برز دور أعضاء اللجنة الأمنية التابعة للجنة المنظمة المحلية بالبطولة الآسيوية من خلال طريقة تعاملهم الراقية مع كافة الجماهير وتوضيحهم القواعد والقوانين برفق ولين والتعامل بحكمة وعقلانية تراعي اختلاف الثقافات والجنسيات واللغات، لأن هدفها الأساسي هو تحقيق الأمان، كما ساهم ضيوف قطر من الجماهير الآسيوية في انجاح الجانب الامني والتنظيمي للبطولة من خلال التزامهم بالقواعد والقوانين وهو ما أسهم في تعزيز أمن البطولة للجميع بالتعاون مع رجال الأمن والمتطوعين الذين لا يبخلون على أحد بالمساعدة والإرشاد لسلامة الجميع.

    6 آلاف متطوع

شارك 6 آلاف متطوع في خدمة الجماهير الآسيوية بالاضافة الى العديد من الجوانب التنظيمية الاخرى على مدار شهر كامل قدموا خلاله صورة حضارية عن عاصمة الرياضة العالمية.

كما أكد المتطوعون أنهم المحرك الأساسي لمختلف العمليات التشغيلية داخل المنشآت الخاصة ببطولة كأس آسيا، وخارجها وهو ما عزز نجاح الحدث الكروي القاري وإخراجه في أفضل صورة ممكنة.

وقام المتطوعون بجهود كبيرة على مدار شهر كامل من المنافسات قدموا خلالها العديد من الخدمات لمساعدة ضيوف كأس آسيا وتسهيل حركتهم بين مقرات الإقامة وأيضا في مناطق الفعاليات المختلفة التي توزعت في العديد من المعالم السياحية في الدولة، فضلا عن الجهود التي قاموا بها داخل منشآت البطولة وفي محيطها، بما ساهم في إظهار الصورة الجميلة والحضارية لقطر عبر تقديم المعلومات عن الأماكن التي يمكن أن يرتادها الضيوف داخل الملعب وخارجه وتحقيق الانسيابية والنجاح المنشود لكل مباريات البطولة القارية.

ومثل المتطوعون الذين عملوا في استادات البطولة وبقية المرافق الرياضية ركنا أساسيا من العملية الشاملة التي أتاحت للجماهير الآسيوية على مدار أيام البطولة الاستمتاع بأجواء زاخرة بالود والمتعة، حيث ساهموا في تقديم دعم هائل في تنفيذ العمليات التشغيلية خلال الحدث الرياضي.

    مكانة خاصة

حظي المشجعون من ذوي الاعاقة بعناية كبيرة وغير مسبوقة من طرف اللجنة المنظمة المحلية لبطولة كأس آسيا لكرة القدم قطر 2023، حيث تضمنت البطولة القارية مجموعة واسعة من مزايا الإتاحة، بما فيها المقاعد المخصصة لذوي الإعاقة، والغرف الحسية لذوي التوحد وصعوبات الإدراك الحسي، وإتاحة التعليق الوصفي السمعي باللغتين العربية والإنجليزية للمشجعين من ذوي الإعاقة البصرية، إضافة إلى خدمات المساعدة على التنقل في منطقة الميل الأخير وداخل الاستادات، وكافة المرافق اللازمة لضمان سلامة وراحة المشجعين.

    نجاح باهر

حققت فعاليات الجماهير نجاحا باهرا خلال بطولة كأس آسيا لكرة القدم قطر 2023، كما مثل سوق واقف احدى الوجهات الرئيسية لجماهير المنتخبات الآسيوية للاحتفال بشغفهم باللعبة الجميلة والتعبير عن فرحتهم بالانتصارات التي عاشوا على وقعها على مدار 30 يوما.

وحرصت اللجنة المنظمة على الاهتمام بفعاليات الميل الاخير خلال مباريات البطولة الـ51 من خلال اقامة الفعاليات الترفيهية المجانية للزوار مع مجموعة من العروض الموسيقية التي تحتفي بتراث الشعوب الخليجية والآسيوية، كما ضمت منطقة الميل الاخير العديد من المنافذ للأطعمة والمشروبات التي تناسب مختلف الأذواق.

شاركها.
Exit mobile version