السفير الأردني زيد اللوزي

❖ أجرى الحوار: محمود النصيري

يواصل منتخب النشامى كتابة التاريخ بأحرف من ذهب عقب بلوغه الدور قبل النهائي من بطولة كأس آسيا لكرة القدم قطر 2023 في إنجاز تاريخي غير مسبوق وذلك بعد الفوز على منتخب طاجيكستان، بهدف دون رد في المباراة التي أقيمت أول أمس على استاد أحمد بن علي المونديالي، في افتتاح منافسات الدور ربع النهائي من المسابقة القارية.

هذا الإنجاز التاريخي انهمرت معه ردود الأفعال من الجماهير الأردنية والعربية على حد سواء، بعدما بعث الأمل في أن هذا المنتخب لا يزال صامدا وقادرا على مواصلة الدفاع عن سمعة الكرة العربية بهذا العرس الكروي القاري.  وفي هذا السياق أبدى سعادة زيد مفلح اللوزي سفير الأردن لدى دولة قطر سعادته البالغة واعتزازه بما يقدمه النشامى على الملاعب القطرية، مؤكدا في حوار خاص لـ”الشرق” أن زملاء موسى التعمري قادرون على الوصول إلى المباراة النهائية والتتويج باللقب، وأن قطر هي وجه الخير على منتخب الأردن مشددا في الوقت ذاته على أن النشامى لا يعترفون بالمستحيل، كما تحدث سعادته عن اقتراب حلم التتويج باللقب الأول للكرة الأردنية بالإضافة إلى العديد من المحاور الأخرى التي تضمنها هذا الحوار:

–  في البداية حدثنا عن رأيك في أداء النشامى ببطولة آسيا إلى حد الآن؟

  نحن فخورون بالأداء الممتاز الذي قدمه رجال الأردن إلى حد الآن، وهو ما يؤكد التطور الكبير في مستوى كرة القدم في الأردن وهذا ما ظهر جليا خلال مباريات النشامى بداية من دور المجموعات ووصولا إلى دور الثمانية، وفي الحقيقة أداء النشامى كان مشرفا ويرفع الرأس.

–  كيف تقيم نجاح البطولة إلى حد الآن جماهيرياً وفنياً؟

  لا يمكن أن نتحدث عن أي بطولة كروية دون الحديث عن النجاح الذي شهده مونديال قطر 2022، والذي رسخ معايير جديدة تجاوزت المستويات العالمية بمراحل، حيث عاشت الجماهير أجواء استثنائية بامتياز.

وفي قطر أصبحنا نستشعر مسبقا مدى التميز والنجاح الذي تشهده البطولات الرياضية في ضيافتها، بوجود استادات رائعة وبنية تحتية مميزة وفعاليات لا تنقطع في مختلف أنحاء البلاد، لذا أرى أن تنظيم كأس آسيا تم وفقا لمعايير مونديالية وقطر واصلت تعزيز مكانتها على قمة الخارطة العالمية على مستوى التنظيم الرياضي باعتبارها عاصمة للرياضة العالمية بامتياز.

–  كيف تابعت وصول النشامى إلى نصف النهائي لأول مرة في التاريخ؟

  عشنا فرحة كبيرة بهذا الإنجاز الكروي الباهر… الاحتفالات عمت شوارع الأردن واستمرت إلى غاية ساعات متأخرة.. هذا الإنجاز سيسجله التاريخ للأجيال القادمة، والدوحة كانت ولا تزال وجه الخير على النشامى.

–  ما رأيك في الشعبية الكبيرة التي يحظى بها النشامى هنا في قطر؟

 لدينا ما يزيد على 75 ألف أردني مقيم في دولة قطر وهو ما يفسر المؤازرة الكبيرة التي لقيها منتخبنا بالبطولة إلى حد الآن، بالإضافة إلى عدد من الجماهير القطرية والعربية التي ساندتنا في ملاعب البطولة، كما أن إقامة هذه البطولة على أرض قطر هي مكسب للمنتخبات العربية وبالنسبة لنا تربطنا بقطر علاقات تاريخية وليست جديدة وهي بلدنا الثاني لذا نشعر دائما أن البطولة تقام على أرضنا ووسط جماهيرنا.

– المنسف الأردني بات تعويذة الجماهير الأردنية بالبطولة.. ما السر وراء ذلك؟

  المنسف طبق رئيسي في الأردن وأصبح معروفا على مستوى العالم العربي كما أصبح من الأطباق المسجلة في منظمة اليونسكو، والشعب الأردني معروف بكرم الضيافة مثل الشعب القطري وبقية الشعوب العربية.. المائدة الأردنية يتزعمها المنسف ونتمنى أن يتزعم النشامى هذه البطولة الآسيوية في النهاية.

– قبل أيام وفي لقاء مع جريدة الشرق صرحتم سعادتكم بأن النشامى سيصلون بعيداً في هذه النسخة… مما كانت تنبع هذه الثقة؟

 فعلا ثقتي في منتخبنا كانت وليدة للعديد من المؤشرات التي رسمت خريطة الإنجاز الأردني في البطولة، كما أن المباريات الودية ليست مقياسا لقدرات المنتخبات، وخسارة منتخبنا في بعض المباريات التحضيرية التي سبقت البطولة لا تعكس أداء منتخبنا في هذه البطولة، حيث تطغى الاختبارات التكتيكية مع رغبة الجهاز الفني في الحفاظ على سلامة اللاعبين للمواجهات الرسمية.

– ألا ترى أن وصول منتخب الأردن لنصف النهائي هو أفضل رد على المشككين؟

  فعلا إنجاز النشامى يعد أفضل رد على المشككين الذين لم يؤمنوا بقدرة منتخبنا على بلوغ هذه المرحلة المتقدمة، ووصول النشامى إلى نصف النهائي لم يأت صدفة بل وليد لأداء ممتاز منذ دور المجموعات.

 – كيف تابعت الأحداث التي صارت في مباراة العراق؟

 أعتقد أن قرار الحكم بطرد اللاعب أيمن حسين كان بسبب تأخير اللعب وليس على طريقة الاحتفال في حد ذاتها، وعموما فوزنا في لقاء العراق في الوقت القاتل دليل على ثقة اللاعبين في أنفسهم والشخصية القوية التي باتت تميز منتخبنا في هذه النسخة.

–  كيف يسير التعاون بين البلدين على مستوى تسيير الرحلات الخاصة بالجماهير إلى الدوحة؟

 ليس هناك أي مشكلة على مستوى قدوم الجماهير إلى الدوحة والأمور دائما ميسرة بيننا وبين الأشقاء في الدوحة، حيث توجد 5 أو 6 رحلات يوميا عبر القطرية للطيران والخطوط الملكية الأردنية، وبالنسبة لنا قطر هي بلدنا الثاني ولها مكانة خاصة وعلاقاتنا راسخة وهناك تعاون في كافة المجالات والقطاعات والتعاون قديم ومستمر.

– كان هناك حضور على أعلى المستويات من الشخصيات الرسمية الأردنية لمساندة النشامى.. كيف أثر ذلك على اللاعبين في لقاء طاجيكستان؟

 جلالة الملك وسمو ولي العهد من مساندي منتخبنا الوطني ودائما يتابعون الرياضيين الأردنيين وخصوصا المنتخب الوطني لكرة القدم، لذلك حضر سمو ولي العهد وزوجته وشقيقته، حيث قدموا خصيصا من الأردن لمساندة النشامى ووجودهم كان له تأثير كبير في إعطاء الدفع المعنوي للاعبين خلال المباراة وتحقيق هذا التأهل التاريخي لقبل النهائي.

– النشامى واجه كوريا الجنوبية قبل أيام وكان قادرا على الفوز… كيف ترى مواجهة نصف النهائي أمام هذا المنتخب؟

 نتمنى أن يكون الأداء كما كان في المباريات السابقة، لأن طموحنا الوصول إلى المباراة النهائية، ستكون تاريخية بالنسبة لمنتخبنا لأننا نتطلع في النهاية لتحقيق لقبنا الأول في كأس آسيا ليس هناك مستحيل في كرة القدم.. حلم اللقب بات قريبا أكثر من أي وقت مضى ونمتلك الأدوات لذلك، وإذا نجحنا في تجاوز كوريا سنلعب على النهائي ولن تفصلنا سوى خطوة واحدة لتحقيق اللقب.

شاركها.
Exit mobile version