عبد الناصر البار

واصل العنابي الأولمبي تقديم عروضه المتواضعة ومشاركاته الباهتة في ثاني بطولة ودية دولية يخوضها من أجل التحضير لنهائيات كأس آسيا تحت 23 سنة والمؤهلة إلى أولمبياد باريس 2024 والتي ستقام في الدوحة مطلع العام المقبل، وغادر منتخبنا منافسات بطولة تولون الدولية بعد الخسارة في مواجهتين امام منتخب المكسيك برباعية وامام منتخب حوض البحر الأبيض المتوسط بهدف لصفر، والفوز الوحيد الذي حققه كان أمام منتخب أستراليا في المواجهة الأولى بالبطولة عن طريق ضربات الترجيح بعدما انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي لتبتسم ضربات الحظ لمنتخبنا الوطني، لكن سرعان ما سقط العنابي الأولمبي في الاختبارين التاليين امام المكسيك ومنتخب حوض البحر المتوسط، ولم يسجل منتخبنا أي هدف في البطولة خلال المواجهات الثلاث، كما تلقت شباك العنابي 5 أهداف منها رباعية في لقاء المكسيك وهدف ضد منتخب حوض البحر المتوسط، ليغادر العنابي البطولة بخفي حنين، ويدق ناقوس الخطر بأن الوضع داخل المنتخب لا يسير بالشكل المطلوب ويتطلب تدخلا عاجلا وفوريا لتصحيح الوضع قبل فوات الأوان.

مستوى باهت

ليست هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها منتخبنا بهذا الشكل المتواضع، فقط خاض العنابي الأولمبي شهر مارس الماضي البطولة الدولية الودية للمنتخبات الآسيوية تحت 23 عاما التي استضافتها الدوحة، حيث خسر منتخبنا أول مواجهتين بالبطولة امام المنتخب الإماراتي بنتيجة (1-0)، وبذات النتيجة انهزم العنابي في ثاني مبارياته بالمنافسات امام المنتخب التايلاندي، كما انهزم العنابي في ثالث مواجهة امام نظيره السعودي في مباراة تحديد المركزين السابع والثامن في ختام البطولة الدولية الودية للمنتخبات الآسيوية تحت 23 عاما ليحل العنابي في المركز الثامن، بعدما حــســمت الركـــلات الترجيـحـيـة المـبــاراة التي أقــيـمـت على اسـتــاد حمد الكبير وقتها، بنتيجة (10 /‏‏‏9)، بعد التعادل في الوقت الأصلي بدون أهداف، وظهر وقتها منتخبنا بمستوى سيئ وباهت كذلك وجعل الجميع يتساءل عن السبب في ذلك، ليواصل ذلك الظهور ببطولة تولون الدولية ويغادر المنافسات مبكرا.

فرصة العمر

سيكون العنابي الأولمبي أمام فرصة العمر بالوصول لأولمبياد باريس عام 2024، وذلك باحتضان الدوحة لنهائيات كأس آسيا لكرة القدم تحت 23 سنة خلال الفترة الممتدة من 15 أبريل وإلى غاية 3 مايو من العام المقبل، لأن منافسات البطولة مؤهلة مباشرة لأكبر محفل رياضي على مستوى العالمي، ويتأهل للأولمبياد ثلاثة منتخبات آسيوية على أن تصل هذه المنتخبات للدور نصف النهائي من البطولة القارية في نسختها السادسة التي ستكون هنا في الدوحة، ويلعب العنابي على عامل الأرض والجمهور من أجل تحقيق هذا المبتغى والهدف الأول لاتحاد الكرة، خاصة أن الاتحاد وفر كل شيء للمنتخب من تحضيرات واستعدادات على مستوى عال ومعسكرات داخلية وخارجية إضافة لاحتضان الحدث القاري الآسيوي من أجل إعطاء منتخبنا فرصة أكبر للتواجد في أولمبياد فرنسا عام 2024.

الاستفاقة مطلوبة

إذا ما تحدثنا عن المستوى العام الذي ظهر به منتخبنا لحد الساعة تحت قيادة البرتغالي برونو ميجيل في البطولتين الدوليتين الوديتين، فصراحة المنتخب يحتاج للكثير من العمل والبحث عن البدائل الأفضل لان دخول معترك البطولة الآسيوية المؤهلة للأولمبياد يتطلب الكثير من المجهودات لان المنتخبات الآسيوية التي ستأتي للدوحة منتخبات قوية ومرشحة بقوة للمنافسة على البطاقات الثلاث المؤهلة لاولمبياد باريس عام 2024 سواء منتخبات غرب أو شرق القارة الآسيوية، ويجب على الجهاز الفني للعنابي ان يقيم المشاركة في بطولة تولون الدولية من أجل معرفة أين الخلل ولماذا هذا الاداء والظهور الباهت وما يحتاجه منتخبنا في الفترة المقبلة قبل انطلاق منافسات كأس آسيا وقبلها التصفيات الآسيوية لان نتائج منتخبنا لن تكون محسوبة بحكم أن قطر البلد المنظم للبطولة.

نكسة 2016

على الرغم من الإمكانيات التي وفرها اتحاد الكرة للمدرب البرتغالي برونو ميغيل من مواجهات ودية والمشاركة في بطولات دولية وإقامة معسكرات داخلية وخارجية وذلك ضمن استعدادات المنتخب لخوض غمار منافسات النسخة السادسة من نهائيات كأس آسيا تحت 23 سنة التي ستقام بالدوحة مطلع العام المقبل إلا ان النتائج لم تتماش مع الطموحات حتى الآن، كما اننا نوجه نقدنا من اجل إنقاذ الموقف حتى لا تتكرر نكسة 2016 عندما استضافت الدوحة البطولة القارية عام 2016، ولكن العنابي فشل في الوصول إلى أولمبياد ريو 2016، وذلك بخسارته أمام المنتخب العراقي بهدف لهدفين في مباراة تحديد البطاقة الثالثة عن القارة الآسيوية بملعب جاسم بن حمد بنادي السد بعد مباراة مثيرة عرفت وقتين إضافيين بعد أن انتهى الوقت الأصلي بالتعادل بهدف لكل، وتقدم العنابي في الدقيقة (26) عن طريق أحمد علاء وعادل العراقي في الدقيقة (86) عن طريق مهند كرار قبل أن يحرز أيمن حسين هدف الوصول للأولمبياد في الدقيقة الثالثة من الشوط الإضافي الثاني.

الوقت كاف

هناك وقت كاف للجهاز الفني للعنابي من أجل تصحيح الأخطاء وترتيب البيت مجددا قبل فوات الاوان، ويمكن القول انه لا يزال سنة تقريبا على انطلاق منافسات كأس آسيا تحت 23 سنة هنا بالدوحة عام 2024، ولكن يجب العمل ليل نهار لحل المشكلة التي يعاني منها المنتخب، وما هو السبب الذي جعله يظهر بهذا الاداء والمستوى المتراجع، في الوقت الذي يملك العنابي فئات شبابية جيدة ومميزة وأسماء واعدة كان ينتظر منها الكثير، لانه لا يجب تضييع فرصة إقامة نهائيات بطولة كأس آسيا في الدوحة وإضاعة الفرصة مرة أخرى بالتواجد في اولمبياد 2024 الذي يبقى حلم الكتيبة العنابية بالتواجد مع نخبة من الفرق والمنتخبات العالمية، والأكيد ان عامل الأرض والجمهور سيلعب دورا كبيرا في تحقيق العنابي للهدف المنشود ولكن يجب ان يكون هناك اداء كبير ومميز لتحقيق هذا الحلم الذي صعب تحقيقه في السنوات الماضية.

شاركها.
Exit mobile version