❖ عبد الناصر البار

أشاد سعادة الشيخ جاسم بن ثامر آل ثاني رئيس نادي الغرافة كثيرا بالتنظيم الرائع والمتميز والنجاح الكبير الذي حققته بطولة كأس آسيا 2023 حتى الآن، وقال سعادته في جلسته الحوارية مع الإعلاميين: شهادتي في التنظيم القطري مجروحة يكفينا فخرا شهادة العالم على قدرات قطر التنظيمية، وأضاف: الحضور الجماهيري المميز هو امتداد طبيعي للرقم القياسي الذي تحقق بمونديال قطر 2022، وتابع سعادته قائلا: مكتسبات قطر من كأس العالم تؤهلها لتنظيم أي حدث عالمي، وعن رأيه في المشاركة العنابية حتى الآن بالبطولة القارية رد سعادته قائلا: حصول العنابي على العلامة حافز لمزيد من العطاء في قادم المباريات حفاظا على اللقب القاري، وأشار سعادته إلى أن الدعم الجماهيري للعنابي سيكون أحد مقوماتنا للحفاظ على اللقب القاري، وأكد سعادته أن الجماهير العربية تشكل دعما كبيرا لمنتخباتها، وما قدمه المنتخب الفلسطيني في الدورة يستحق الاحترام.

وقال: المنتخب السعودي يملك أكثر مما قدم، كما أشاد كثيرا بالمنتخبات العربية، وقال: المشاركة العربية في البطولة الحالية هي الأفضل نسبيا مقارنة بالمشاركات السابقة. وبسؤاله عن ترشيحاته للقب كأس آسيا قال: إمكانيات المنتخب الياباني والكوري والأسترالي تجعلهم الأقرب للفوز باللقب.. وقدم سعادة الشيخ جاسم بن ثامر آل ثاني رئيس نادي الغرافة التهنئة لسعادة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لتعيينه وزيرا للرياضة والشباب لما يملكه من خبرات طويلة أهَّلَته لقيادة وزارة الرياضة، وكذلك لسعادة جاسم راشد البوعينين رئيس اتحاد الكرة. وقال: الجميل في الأمر أن كلا منهما من أبناء اللعبة. أما عن رأيه في الفرق تطور الكرة الآسيوية قال: احتراف لاعبي شرق آسيا في أوروبا ساهم في إحداث الفارق بين شرق وغرب القارة، مؤكدا أن المنتخبات العربية بحاجة لإستراتيجيات طويلة المدى للارتقاء بالكرة العربية… كل هذا والعديد من الأشياء تجدونها في سطور هذا الحوار:

– أولا سعادتك حدثنا عن تقييمك لبطولة كأس آسيا حتى الآن؟

  بداية كل هذه النجاحات الواضحة بتنظيم البطولات الرياضية الكبرى في قطر هي نتيجة توجيهات سامية لقيادتنا الرشيدة بقيادة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وجهود محمودة لشبابنا القطري في مختلف اللجان بما اكتسبوه من خبرات تنظيمية سابقة، وقطر تملك بنية تحتية من المنشآت والمرافق الرياضية تعد الأفضل في العالم، من حيث التكامل، وهذا يسهل كثيرا تنظيم أي بطولة بسهولة، فالصين اعتذرت عن عدم التنظيم، فكانت قطر جاهزة تماما، دون انتظار، فقطر دائما ما تكون محل ثقة من الاتحادات الدولية الرياضية.

– هل كثرة استضافة البطولات القارية هو سبب النجاح القطري في التنظيم؟

 هذا ليس بجديد على قطر التي سبق ونظمت العديد من التظاهرات الرياضية الكبرى والبداية كانت بتنظيم بطولة كأس العالم للشباب منتصف التسعينيات بخلاف العديد من البطولات في الألعاب الأخرى، أهمها الآسياد 2006، وبطولة آسيا التي تستضيفها قطر حاليا، هي الثالثة التي تقام في الدوحة، ومن ثم كانت الاستضافة الأبرز باستضافة كأس العالم 2022، والتي شهدت نجاحات باهرة، فقطر تمتلك رصيدا تراكميا هائلا في تنظيم البطولات، وشهادتنا كقطريين مجروحة، ويكفي الإشادات والإطراءات المستمرة من الضيوف والزائرين والمنتخبات المشاركة التي تشارك في البطولة الحالية بخلاف رجال الإعلام الآسيوي والعالمي بمختلف مستوياته.

– ما رأيك في تأهل العنابي في صدارة المجموعة بالعلامة الكاملة؟

 تأهل العنابي للدور الثاني كان متوقعا وبهذه المناسبة أهنئ اتحاد الكرة وأعضاء الجهازين الفني والإداري، ولابد أن نذكر أن العنابي سبق له تحقيق البطولة في نسخة 2019 بالإمارات، عن جدارة، وفي هذه البطولة قدم مستويات مقبولة، تطورت مع اللقاء الأخير مع الصين، ومحققا العلامة الكاملة، وهذا يعطي مؤشرا على أن الفريق يسير بشكل جيد، ونتمنى أن يحقق طموحاتنا جميعا ويحافظ على اللقب، خاصة أن البطولة تقام على أرضنا ووسط جماهيرنا، وهذا يعطي دافعا معنويا للاعبين.

– كيف ترى مواجهة العنابي مع الفلسطيني بالدور ثمن النهائي؟

  مواجهة الفلسطيني الشقيق ليست سهلة بالطبع، فالمنتخب الفلسطيني يحسب له المشاركة وسط هذه الظروف الصعبة، التي يمر بها الشعب الفلسطيني، وأهنئهم على الصعود لدور الـ 16، بعدما قدموا عروضا قوية خاصة أمام الإمارات، والصين، ومواجهتهم للعنابي ستكون تاريخية في مشوارهم، ومنتخبنا مطالب بتحقيق الفوز لبلوغ دور الثمانية، وعليه أن يتعامل مع المباراة بحذر شديد، واللعب بشكل مختلف عن مباريات دوري المجموعات لأنه من الطبيعي أن التحديات والمستويات الفنية تبدو أكثر صعوبة كلما انتقلنا من مرحلة لأخرى، حتى تبلغ ذروتها في دور الأربعة وصولا للمباراة النهائية التي نتمنى أن يكون العنابي طرفا فيها، وإن شاء الله يوفق المدرب لوبيز في اختيار التشكيلة المثالية التي يخوض بها هذه المباراة الصعبة اليوم وتفرح الجماهير القطرية بالفوز والتأهل لدور الثمانية.

– ما هو تقييمك للمشاركة العربية في نسخة الدوحة؟

  المشاركة العربية كبيرة بالفعل، ولفت نظري بشكل خاص منتخبا الأردن والعراق، فقد تطور مستواهما بشكل لافت، وقدما مستويات مميزة في البطولة، لكن المهم أن يواصلا، بهذا المستوى في الأدوار المقبلة، ففوز المنتخب العراقي على المنتخب الياباني غير متوقع، ونفس الحال للمنتخب الأردني فكان قاب قوسين من الفوز على كوريا الجنوبية، وتعادل الفريقان في الوقت بدل الضائع، أما المنتخب السعودي فمستواه كان مفاجئا لي فللآن يقدم أداء غير مقنع بالمرة ولكن المنتخب السعودي يملك أكثر مما قدم ولا يوجد سبب محدد لتراجع مستواه، ربما يكون شكل الدوري في المملكة، وما يضمه من العديد من اللاعبين الأجانب، وأيضا منتخب عمان، يملك جيلا جيدا، ولم يحالفه الحظ في المباراة الأولى مع السعودية، وخسر في آخر لحظات المباراة، أما المنتخب البحريني فعاد في المباراتين الأخيرتين أمام ماليزيا والأردن، بعد بداية متعثرة، وقدم مستوى متميز.

– هل إقامة البطولة على أرض عربية سبب تألق المنتخبات العربية؟

نعم إقامة البطولة في أرض عربية، أمر محفز جدا للمنتخبات العربية المشاركة في البطولة، بوجود دعم جماهيري وإعلامي قوي، فمثلا مشاركة منتخب المغرب في كأس العالم 2022 قد استفاد كثيرا بالمساندة الجماهيرية من كل الجاليات العربية والتي ساهمت في بلوغه نصف النهائي، في إنجاز غير مسبوق رقميا وفنيا.

– وكيف تقيم سعادتك مستوى المنتخبات الآسيوية؟

  يبتسم سعادة الشيخ ثم يجيب: لنكن صادقين مع أنفسنا منتخبات مثل اليابان وكوريا وأستراليا، مستواهم متطور للغاية، عن بقية المنتخبات، فكرة القدم في هذه الدول، في تطور مستمر، فلهم الآن الكثير من اللاعبين الذين يلعبون في الدوريات الأوروبية، في السابق كانت الشركات تساهم في رعاية بعض الأندية الأوروبية، مقابل احتراف لاعبيها، الآن اختلف الوضع تماما وأصبح هناك لاعبون محترفون في الدوريات الخمسة الكبرى، وهذا نجاح يحسب لهم، وهم مستمرون في التطور بشكل دائم من خلال الاحتكاك القوي الذي يلعب فيه لاعبو تلك المنتخبات الثلاثة مؤكدا على أن منتخبا من المنتخبات الثلاثة سيكون طرفا في المباراة النهائية.

– منتخبات أخرى تتوقع أن تذهب بعيدا في البطولة؟

  من بين المنتخبات الأخرى التي أنا معجب بها المنتخب الإيراني، الذي يعتبر من أقوى المنتخبات في البطولة، وكذلك المنتخب الأوزبكي فهو من المنتخبات العنيدة، التي تتمتع بالأداء البدني القوي أما منتخباتنا العربية فهي بحاجة لإستراتيجيات طويلة المدى للارتقاء بمستوى اللاعب العربي وأن يكون الاحتراف احترافا إيجابيا لا أحتراف على الورق، لأن الاحتراف يحتاج لثقافة وفكر يتم تنميتهما في اللاعب منذ الصغر، ولذلك لا بديل عن إستراتيجيات طويلة المدى تتم في إطار خطط مستقبلية واضحة المعالم يطبقها كل من يتولى مسؤولية الاتحاد القاري، ولا تتغير بتغيير الرئيس.

– الحضور الجماهيري كبير.. ما تعليقكم على ذلك؟

  ظاهرة الحضور الجماهيري بدأت ببداية الدوري هذا الموسم فرأينا حضورا مكثفا في العديد من المباريات، وامتدت لتكون كبيرة في دعم العنابي في البطولة، وأعتقد أنها سوف تستمر، أما عن الجماهير في البطولة ككل، فهذا عائد لسهولة المواصلات من شركات الطيران، وهنا في الدوحة سهولة الوصول إلى الملاعب، من شبكة المترو والباصات والسيارات وكما تعلم الجماهير في أي بطولة هم الفاكهة التي تمنح المباريات نكهة تساهم في ارتفاع مستوى أداء اللاعبين

– تهنئة خاصة لوزير الرياضة والشباب

 انتهز سعادة الشيخ جاسم بن ثامر آل ثاني رئيس نادي الغرافة الفرصة ليقدم التهنئة لـ سعادة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بتوليه منصب وزير الرياضة والشباب، بعد مسيرة ناجحة برئاسته لاتحاد الكرة القطري امتدت لسنوات، لينتقل لمكان آخر سيكون من خلاله مسؤولا عن الرياضة القطرية ككل، وإن شاء الله تشهد الرياضة في بلدنا نقلة نوعية ترتبط بإنجازات في كافة الألعاب، وقال أثق تماما في أنه سينجح إن شاء الله، كما هنأ سعادته رئيس الاتحاد الجديد وقال: التهنئة موصولة للأخ جاسم البوعينين، لرئاسته لاتحاد الكرة وأنا سعيد بتولي جاسم للمهمة لأنه كان لاعبا مميزا بنادي قطر عندما كنت رئيسا لاتحاد الكرة ونتمنى أن نرى مزيدا من التطور لكرة القدم والأندية أثناء فترة رئاسته، والجميل في الأمر أن كلا منهما من أبناء اللعبة كما أتوجه بكل الشكر إلى سعادة صلاح بن غانم العلي، لقيادته للوزارة لعدة سنوات خدم من خلالها الرياضة القطرية.

– كلمة أخيرة؟

  كلمتي الأخيرة هي لجماهيرنا الوفية بالدرجة الأولى ثم لرجال العنابي وأطالب الجماهير باستمرار دعمهم للاعبين المطالبين بمزيد من العطاء الفني والبدني والمعنوي وأن يخوضوا المباراة بثقة حامل اللقب وبقدرته على تكرار الإنجاز، وأتمنى ألا تكون الثقة على حساب التعامل مع المنتخب الفلسطيني تاريخيا لأنني أرى أن المنتخب الفلسطيني لن يكون خصما سهلا، وما قدمه حتى الآن أعتبره جرس إنذار للعنابي، وختاما أتمنى أن يكون التوفيق حليف العنابي بدءا من لقاء فلسطين وصولا للمباراة النهائية، وأن يحقق آمال وطموحات الجماهير القطرية.

شاركها.
Exit mobile version