ذكر تقرير نشرته صحيفة “فزغلياد” الروسية أن الكشف عن خطط أميركية لبدء مفاوضات مع بغداد بشأن سحب قواتها من العراق، تزامن مع إعلان خبراء روس أن هناك خططا مماثلة لسحب قواتها أيضا من سوريا، وهو ما نفاه البنتاغون سابقا.

وأشار كاتبا التقرير يفغيني بوزدنياكوف وإيليا أبراموف إلى أن الولايات المتحدة تصر على أن تراعي عملية انسحاب القوات الأميركية الوضع الحالي في العراق ودرجة استقرار قوات الأمن المحلية، لكن بغداد تؤكد أن الظروف المحيطة لا ينبغي أن تؤثر على المواعيد المحددة للانسحاب.

ونقلت الصحيفة عن ألكسندر لافرنتييف الممثل الخاص لرئيس روسيا لشؤون التسوية السورية قوله إنه وفقا للبيانات المتوفرة لدى روسيا، وافقت واشنطن على مطلب بغداد، وبدأت سحب القوات من البلاد، موضحا أن العملية قد تستغرق وقتا طويلا.

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد أكد أن الولايات المتحدة ستبدأ مفاوضات في الأيام المقبلة بشأن تعويض الوجود العسكري للتحالف في العراق بتعاون ثنائي لم يكشف عن تفاصيله.

سوريا أيضا

وبخصوص سوريا، ذكرت مجلة “فورين بوليسي” أن القيادة الأميركية تدرس مسألة الانسحاب الكامل من الأراضي السورية، مشيرة إلى أن واشنطن لم تعد مهتمة بوجودها في هذا البلد.

لكن في وقت لاحق، نفى البيت الأبيض هذه المعلومات مؤكدا أنه لا يجري النظر في إمكانية سحب القوات من المناطق السورية غير الخاضعة لسيطرة دمشق.

وبحسب الصحيفة، فإن الخبراء يعتقدون أن القوات الأميركية ستضطر عاجلا أم آجلا إلى مغادرة المواقع التي توجد في العراق وسوريا، لأن الوجود الأميركي هناك، كما في المنطقة ككل، أصبح يشكل عبئا ماليا لا يسمح للولايات المتحدة بالتركيز على مناطق أكثر أهمية.

وبحسب الخبير ديمتري دروبنيتسكي، فإن “الضربات على المواقع الأميركية في العراق وسوريا تدفع الولايات المتحدة إلى سحب قواتها من الشرق الأوسط. لكن السبب الرئيسي لهذه النوايا هو أن هذه المنطقة فقدت ببساطة أهميتها بالنسبة للبيت الأبيض”.

وتابع دروبنيتسكي “على الأغلب سيتم الانسحاب الأميركي من العراق بهدوء، ففي نهاية المطاف، لا يريد الساسة الأميركيون تكرار الكارثة الإعلامية التي حدثت عند نشر صور لأشخاص مذعورين في مطار كابل. وفي الوقت نفسه، من المهم للغاية أن تُكمل الهيئات المحلية هذه العملية أثناء فترة رئاسة بايدن”.

إستراتيجية جديدة

ووفقا لدروبنيتسكي، فإنه في حال كانت مغادرة العراق مرتبطة بارتفاع نفقات الميزانية، فالأمر مختلف بالنسبة لسوريا. كما أن تقليص وجودها في الشرق الأوسط سيسمح لها بنشر المزيد من القوات في جنوب شرق آسيا، حيث تعمل واشنطن تدريجيا على زيادة قدراتها لاحتواء الصين.

وأوضح الباحث السياسي، تيموفي بورداتشيف، لصحيفة “فزغلياد” أن واشنطن فقدت في السنوات الأخيرة الكثير من سلطتها لدرجة أن انسحاب القوات من العراق لن يؤثر عليها بأي شكل من الأشكال، مؤكدا أنها تتعامل مع الوضع دون هستيريا كونها تدرك أن الوُجود المستمر في المنطقة من شأنه أن يلحق أضرارا كبيرة بها.

وأشار البروفيسور فيودور لوكيانوف، رئيس تحرير مجلة روسيا في الشؤون العالمية، إلى أن انسحاب القوات الأميركية من العراق يعني أيضا انسحاب القوات من سوريا.

ورجح تأثير هذا القرار على الأكراد أكثر من غيرهم نظرا لعلاقاتهم المتوترة مع كل من سوريا والعراق وتركيا، مما دفعهم للاعتماد على الولايات المتحدة.

شاركها.
Exit mobile version