الملتقى القطري للمؤلفين
الدوحة – قنا
نظم الملتقى القطري للمؤلفين ندوة فكرية بعنوان “حرية القلم بين الإبداع الأدبي والمسؤولية الإعلامية”، بحضور نخبة من الإعلاميين والمثقفين، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يوافق الثالث من مايو كل عام.
وشارك في الندوة كل من الكاتب الصحفي عبدالله بن حيي السليطي نائب رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، والكاتب الصحفي بابكر عيسى، والكاتبة فوزية أحمد وأدارها الكاتب والإعلامي محمد شبراوي.
في مستهل الجلسة، استعرض عبدالله حيي السليطي تاريخ الصحافة القطرية وتطورها، مشيرا إلى النقلة النوعية التي شهدتها الدولة في مختلف المجالات، ومن ضمنها قطاع الصحافة.
وأكد السليطي أن الحرية لا تنفصل عن المسؤولية، “فلا يمكن ترك المجال مفتوحًا لكل من يشاء أن يكتب دون ضوابط أو أسس واضحة”.
من جهته، تحدث الأستاذ بابكر عيسى عن تجربته الصحفية في السودان وقطر، مشيرًا إلى التأثير الإيجابي لدراسته في مجال القانون على مسيرته المهنية، معتبرًا أن “القانون يبحث عن الحق، والصحافة تسعى خلف الحقيقة”. وأشار إلى أنه كان شاهدًا على تطور الصحافة القطرية منذ ثمانينيات القرن الماضي وحتى اليوم.
أما الكاتبة فوزية أحمد، فقد أكدت أن دولة قطر منحت المرأة فرصًا واسعة في مختلف الميادين، مشيرة إلى أن كتاباتها تنبع من الواقع، وتحرص على تقديم طرح أصيل يعكس هوية المجتمع القطري وثقافته الإسلامية.
وفي مداخلة تعقيبية، قالت الدكتورة عائشة جاسم الكواري، مدير عام الملتقى القطري للمؤلفين: “في خضم الاحتفاء بحرية الصحافة، لابد من التأمل في علاقة القلم بالحرية، لا باعتبارها امتيازًا، بل مسؤولية”، مشددة على أن الحرية الحقيقية التي ينشدها الكاتب أو الصحفي ليست انفلاتًا من الضوابط، بل التزامًا عميقًا بالحقيقة، والإنسان، وقيم العدالة.
وأشارت إلى أن الإبداع الأدبي وإن كان يتمتع بفضاء أوسع من التعبير، فإنه يظل مسؤولًا، لأن الكلمة تترك أثرًا لا يُمحى، بينما يتحمّل الإعلامي مسؤولية أكبر، “إذ يكتب في لحظة الحدث، ويخاطب جمهورًا واسعًا، ويتعامل مع الواقع لا الخيال، مؤكدة على ضرورة الحفاظ على حرية القلم، دون التفريط بالقيم التي نؤمن بها.
كما شهدت الندوة مداخلة من سعادة السيد سعد بن محمد الرميحي ، رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، أكد فيها أن التراجع الملحوظ في حرية الإعلام على مستوى العالم، يأتي نتيجة الاضطرابات السياسية والتوترات الدولية، معتبرًا أن هذا الواقع يُحمّل الإعلاميين مسؤولية مضاعفة، تتطلب أمانة مهنية عالية للحفاظ على السلم المجتمعي والوحدة الوطنية.
كما تحدث عن تجربته الصحفية الطويلة، مؤكدا أن ارتباطه بالمهنة ظل مشوبا بالشغف والحب، وأن التميز لا يتحقق إلا بالولع الحقيقي. وأضاف: “طالما أن الشخص يحب ما يعمل، فسيقدّم أفضل ما لديه”.