عن دار «الكرمة» بالقاهرة، صدرت رواية «مكتبة الكلمات المفقودة» للكاتبة ستيفاني باتلاند، ترجمة إيناس التركي، والتي تتناول حالة خاصة من الولع بالكتب من خلال شخصية «لافداي» التي تجد عزاءها بين السطور والموضوعات والقصص والمشاعر المختزنة بين دفتي كل كتاب.

وصفت الكاتبة جولي كوهين، مؤلفة الكتاب الأكثر مبيعاً «عزيزي الشيء» لافداي بأنها «شخصية رائعة تأسر القلوب منذ الصفحة الأولى ومكتبتها هي مكتبة أحلام القراء». وعدَّت ليندا جرين مؤلفة الكتاب الأكثر مبيعاً «بينما كانت عيناي مغمضتين» أن الرواية «ملهمة بالحب والألم، كما أن لافداي كاردو شخصية تثب من بين الصفحات إلى داخل قلوبنا».

وتبدو الشخصية النسائية الرئيسية في النص محبة حقيقية للأدب، بل إنها تفضّل الكتب على البشر، حيث تتعرض لأزمة عاصفة لا تخطر ببال تؤدي إلى فقدانها كل ما كانت تملكه وتحبه في ليلة واحدة مصيرية وتقودها تلك الأزمة إلى أن تحول المكتبة التي تعمل فيها إلى ملجأها الوحيد. لكن يصبح كل شيء على وشك التغيير عندما يصل إلى المكتبة التي تعمل بها شاعر وحبيب سابق وثلاثة صناديق غامضة ممتلئة بالكتب، يبدو أن شخصاً ما يعرف ماضيها المبهم ويحاول أن يرسل إليها رسالة وبالتالي لم يعد بوسعها الاختباء بعد الآن.

يتعين على لافداي أن تقرر من يمكنها أن تمنحه ثقتها، هل تستطيع تجاوز ماضيها، وهل يمكنها أن تجد الشجاعة لتصحيح خطأ مفجع، وهل ستجد الكلمات لتحكي قصتها الخاصة؟ إنها تساؤلات محورية تحدد إيقاع الأحداث وطبيعة التحديات التي تتوالى عبر حبكة تجمع بين التشويق والخط الرومانسي، لنصبح في النهاية أمام نص مختلف حول الأسرة والحب والخسارة وتقبل الماضي من خلال سحر الأدب.

ومن أجواء الرواية نقرأ:

«يقول آرتشي إن الكتب هي أفضل عشاقنا وأكثر أصدقائنا إثارة وهو على حق، لكني محقة أيضاً؛ إذ يمكن للكتب أن تؤذيك حقاً. اعتقدت أنني أعرف هذا في اليوم الذي التقطت فيه ذلك الكتاب، من تأليف براين باتن، لكن اتضح أنه لا يزال هناك الكثير لأتعلمه. عادة ما أترجل عن دراجتي وأدفعها إلى جانبي الطريق في الجزء الأخير من رحلتي إلى العمل، فبمجرد تجاوز محطة الحافلات يضيق الطريق المرصوف بالأحجار، وكذلك يضيق الرصيف في هذا الجزء من يورك؛ لذا يصير الأمر أسهل كثيراً بهذه الطريقة. وفي صباح ذلك اليوم من شهر فبراير (شباط)، كنت أحاول أن أدور حول امرأة ما معها عربة أطفال أوقفتها وعجلاتها الأمامية على الطريق بينما العجلات الخلفية على الرصيف، عندما رأيت الكتاب.

كان ملقى على الأرض بجوار سلة المهملات، كما لو كان أحدهم حاول أن يرميه، لكنه لم يكترث بما يكفي حتى كي يتوقف ويصوّب على نحو صحيح. على أي حال توقفت بالطبع، فمن عساه ألا ينقذ كتاباً؟ تفوهت المرأة صاحبة العربة بشيء ما على سبيل الاستنكار على الرغم من أنني لم أسبب لها أي ضرر، بدت من ذلك النوع الذي يقضي أيامه في التفوه باللسان مثل آلة استنكار تعمل بضغط الهواء. تجاهلتها والتقطتُ الكتاب الذي يحمل عنوان «جاك الباسم»، كان سليماً وإن كان غلافه الخلفي رطباً بعض الشيء؛ نظراً إلى وجوده على الرصيف، لكن بخلاف ذلك كانت حالته جيدة.

كانت به زاويتا صفحتين مطويتين إلى الأسفل بعناية على هيئة مثلث قائم الزاوية على سبيل العلامة التي تحدد موضع القراءة. نظرت حولي لأرى ما إذا كان هناك شخص قريب قد أسقط للتو كتاباً لشاعر من ليفربول ويعود أدراجه وعيناه على الأرض.

كانت هناك امرأة تقف خارج المتجر تفتش في حقيبتها بتعجل وكنت على وشك الاقتراب منها عندما أخرجت هاتفها الذي يرن وأجابته. ليست هى إذن، لا أثر لأي شخص يبحث عن كتاب.

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}

شاركها.
Exit mobile version