على خلفية التصريحات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن مصير الاتفاقيات التي رعتها الرياض بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية، أكد مسؤول روسي استعداد بلاده لتقديم تنازلات في بعض أنواع المواد الخام وأنشطة التعدين التي تتفاوض حولها واشنطن، غير أنه رهن ذلك بما تسفر عنه نتائج مفاوضات الرياض على أرض الواقع.

وقال ألكسندر لونوف، عضو «مجلس حقوق الإنسان» التابع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «في الواقع، يُؤيد الجانب الروسي إقامة علاقات مع الولايات المتحدة، ونحن مستعدون لتقديم تنازلات في بعض أنواع المواد الخام وأنشطة التعدين. ولكن كل شيء يعتمد على المفاوضات بشأن أوكرانيا».

وأضاف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «إذا حدث تقدم في التفاهمات الروسية الأميركية بشأن أوكرانيا، ورأينا نتائج فيما يتعلق برفع العقوبات، فربما يكون ذلك مفتاحاً للوصول إلى علاقات طبيعية جيدة، ولكن حتى الآن، لا يزال خطاب ترمب سياسياً بحتاً، من دون اتخاذ أي خطوات ملموسة».

ألكسندر لونوف عضو «مجلس حقوق الإنسان» الروسي (الشرق الأوسط)

وحول إمكانية ضم دول الاتحاد الأوروبي للمفاوضات المتعلقة بأوكرانيا في مرحلة من المراحل، قال لونوف: «المفاوضات تسير على ما يرام، ومع ذلك نرى أن الجانب الأوكراني يسعى لكسب دعم أوروبا ووضع شروطه الخاصة، والتي تتعارض مع رأي روسيا والولايات المتحدة. البيت الأبيض منزعج من خطاب كييف، وفريق ترمب يمارس ضغوطاً شاملة».

وتابع لونوف: «الجميع ينتظر بدء سريان اتفاق البحر الأسود الذي اتفق عليه الوفدان الروسي والأميركي، ولكن من الواضح أن هذا الاتفاق لن يُجدي نفعاً إلا بعد وقف إطلاق النار. في هذه الأثناء، تخسر كييف أراضيها، بينما حررت روسيا منطقة كورسك».

ووفق لونوف، فإن الدول الأوروبية «تسعى جاهدة للانضمام إلى عملية التفاوض، ولكن لأسباب واضحة، لا يمكنها أن تكون طرفاً كاملاً؛ إذ تدعم السيناريو الأوكراني للحكم الذاتي الذي يعني الحفاظ على أراضي أوكرانيا ضمن حدود عام 1991».

وأوضح أن قادة كثير من الدول -وبخاصة فرنسا والمملكة المتحدة- يدعون إلى إرسال قوات حفظ سلام تابعة لحلف شمال الأطلسي إلى أراضي أوكرانيا: «وهو أمر غير مقبول بالنسبة لروسيا، وبصورة عامة نرى موقفاً عدوانياً من القادة الأوروبيين المستعدين لمواصلة الاستثمار في هذا الاتجاه».

ويعتقد لونوف أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب «يريد تسريع عملية توقيع اتفاقية سلام بشأن النزاع الأوكراني؛ لأن -برأيه- هذا جزء من حملته الانتخابية، ولكن الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا يُبطئان العملية، بالإضافة إلى التوتر الشديد في المفاوضات بين الوفدين الأميركي والروسي، وعدم تحقيق أي تقدم يُذكَر».

الساحة الحمراء بوسط موسكو (رويترز)

وحول جدوى العقوبات المفروضة على روسيا، يرى لونوف أن «على الرئيس الأميركي ترمب أن يجد المُذنب في هذه القضية برُمتها، بدلاً من أن يُهدد بفرض قيود على النفط الروسي».

وقال: «عموماً لن يؤثر ذلك كثيراً على اقتصاد بلدنا؛ لأن المستهلكين الرئيسيين للمواد الخام الروسية ليسوا في الغرب؛ بل في الشرق. إضافة إلى ذلك، تتمتع روسيا بنفوذ أكبر بكثير على (أوبك) من الولايات المتحدة. تتعاون السعودية بنشاط مع روسيا وفنزويلا بشأن سوق النفط، والولايات المتحدة لا تستطيع فعل الكثير حتى الآن».

وزاد: «في الواقع، يُؤيد الجانب الروسي إقامة علاقات مع الولايات المتحدة، ونحن مستعدون لتقديم تنازلات في بعض أنواع المواد الخام وأنشطة التعدين. لكن كل شيء يعتمد على المفاوضات بشأن أوكرانيا، وحتى يحدث تقدم لن نرى نتائج رفع العقوبات. حتى الآن لا يزال خطاب ترمب سياسياً بحتاً، من دون اتخاذ أي خطوات ملموسة».

وأضاف لونوف: «بهذه المناسبة أرى أننا في روسيا نتعامل مع الشعب السعودي بمودة وود. ويُبذَل كثير من العمل على المستوى الرسمي؛ حيث تُعدُّ السعودية شريكاً رئيسياً لروسيا في منطقة الشرق الأوسط».

وتابع: «نلمس في التعاون السعودي الروسي تكاتف الجهود المشتركة في تطوير هيكل الأمن الإقليمي، بالإضافة إلى تطوير مشروعات في مجال التعاون الإنساني. وآمل أن تواصل المملكة مساعيها في تطوير مشروعات الطاقة المشتركة مع روسيا، وأن تشارك في أعمال تحالف (البريكس)».

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}

شاركها.
Exit mobile version