❖ محمد العقيدي

نظمت لجنة مشروع “شخصيات معاصرة” بالتعاون مع متحف الفن الإسلامي، ندوة بعنوان “دور التوثيق في تعزيز الحضارة والفنون الإسلامية”. شارك في الندوة التي أدارتها الإعلامية إيمان الكعبي كل من السيدة شيخة النصر مدير متحف الفن الإسلامي، والدكتور حسن رشيد والفنان والنحات العراقي أحمد البحراني، والفنان التشكيلي السيد يوسف أحمد.

وقالت شيخة النصر في تصريحات لـ”الشرق”: “يسعدنا في متحف الفن الإسلامي استضافة مثل هذه الندوة التي يشارك فيها مجموعة من الفنانين والأدباء والمثقفين، حيث كانت للندوة مساهمة في إثراء محتوى التوثيق في تاريخ الفن الإسلامي”.

وأوضحت: تناولنا في الندوة أهم المقتنيات في متحف الفن الإسلامي التي لها تاريخ عريق، كما تم تسليط الضوء على بعض المقتنيات مثل المصحف المعروض في القاعة رقم “2” والذي تمت كتابته في القرن التاسع عشر من قبل الخطاطة فاطمة بنت عبد الله، وكذلك المخطوطة التي جاءت بتكليف حاضنة الملك معز، علاوة تناول دور المرأة ومساهمتها في الفن الإسلامي، ودور المتحف في التحدث عن تاريخ الفنانين الذين قاموا بأعمال فنية.

وأكدت أن دور المتحف لا يقتصر على عرض المقتنيات بل إنه يركز بشكل كبير على القيام بالبحوث التاريخية المتعلقة بالفنون الإسلامية، حيث وضع المتحف معايير دقيقة وعالية لاختيار المقتنيات تقوم بالأساس على ندرتها وأهميتها التاريخية ومكانتها في المتحف.

    التوثيق عبر الدراما

أما الدكتور حسن رشيد فقال: إن العمل الدرامي يمزج بين التوثيق والخيال، وإن الفن قدم منذ العصر الإغريقي الأول أهم الأحداث التاريخية، إلا أنه لا يمكن الجزم أن الدراما تنقل الواقع، حيث تخضع الوقائع التاريخية للتعديل والحذف، وتضاف بعض الأحداث بما يتماشى مع السياق الدرامي، كما أنها تتأثر برأي الكاتب حيث إن مئات السنين لا يمكن تقديمها في عمل درامي واحد بجهد فردي. وحول مدى الاهتمام بالفنون المحلية في العصر الحالي أكد أنه ليس بالقدر الكافي، وأنه يقتصر على الفنون الإسلامية في البلدان الإسلامية.

كما أكد الفنان يوسف أحمد على أهمية الدور الذي لعبه المؤرخون والرحالة في تسجيل تاريخ الفنون، وأكد أنه بدوره يبذل جهودا كبيرة في توثيق الفنون المحلية التي يركز عليها إلى حد بعيد، وقد حاول توثيق الفنون في قطر واستعرض كتالوج نادراً لتاريخ الفنون في قطر منذ سنة 1962، كما قال إن لوحات بيكاسو عرضت في قطر سنة 1967، وشدد على أهمية الاهتمام بالأرشيف الفني في دولة قطر، حيث تقوم ثلاثة معارض كلها تروج للمعمار القطري القديم من بينها المباني والمحلات والبيوت العتيقة، وهو ينوي التأريخ لمرحلة الستينيات التي تعتبر مرحلة القومية العربية.

   العمارة والفن

من جانبه قال السيد أحمد البحراني، إن التاريخ يقرأ من خلال العمارة والفن، وأن الحضارات التي امتدت على مدار السنين تم توثيقها من خلال الفن والعمارة والجداريات، وأكد أن الفنون تعد أهم أداة لقراءة التاريخ ومختلف الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وأكد أهمية التوثيق في العصر الحالي، وعبر عن إعجابه بالاهتمام الكبير بالفنون في قطر حيث اعتبر قطر متحفا مفتوحا من حيث البناء والمنحوتات، حيث إن قطر حرصت على أن تكون الأبنية ذكية ومميزة على يدي معماريين كبار.

وقال الكاتب حمد حسن التميمي صاحب المشروع التوثيقي الضخم الذي يوثق مسيرة أكثر من 170 شخصية: حرصت على إقامة هذه الندوات إيمانا بأهمية التوثيق كونه رسالة سامية وضرورة لحماية التراث الثقافي والموروث الفكري والاجتماعي وتاريخ حقبة مهمة من تاريخ قطر، لافتا إلى أنه قرر ألا يقف مشروعه عند توثيق مجموعة كبيرة من الشخصيات الفعالة والكبيرة بالمجتمع القطري، بل يتجاوز ذلك بكثير من خلال إقامة مجموعة من الفعاليات والندوات المصاحبة للمشروع والتي تسهم بشكل كبير في رفع مستوى الوعي بأهمية التوثيق.

شاركها.
Exit mobile version