متحف الفن الإسلامي
الدوحة – قنا
يحتضن متحف الفن الإسلامي معرضا جديدا بعنوان “مقعد على المائدة: ثقافة الطعام في العالم الإسلامي”، في الفترة من 22 مايو إلى 8 نوفمبر 2025.
ويستكشف المعرض الذي يقام بالتعاون مع متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون (LACMA)، ما لعبه الطعام من دور ثقافي تجلّى في شتى أرجاء العالم الإسلامي وتبدّى في التقاليد الإسلامية، ويتولى تقييمه الفني كل من الدكتورة تارا ديجاردان، كبير قيمي الفنون الزخرفية والتصميم في متحف لوسيل، وتسليم ساني، باحث في الشؤون المتحفية بمتحف الفن الإسلامي.
ويعد هذا المعرض أحد مشاريع إرث مبادرة الأعوام الثقافية، البرنامج الذي يهدف لإقامة مشاريع تعاون بين قطر والدول الشريكة، ويسعى إلى تعزيز الاحترام والتفاهم المتبادليْن من خلال بناء روابط ثقافية واجتماعية واقتصادية طويلة الأمد.
وقالت شيخة ناصر النصر، مدير متحف الفن الإسلامي: “لطالما مثّل الطعام تعبيرًا بليغًا عن ثقافات الشعوب وهوياتهم وكرم ضيافتهم، ولذا نفخر بإقامة معرض “مقعد على المائدة: ثقافة الطعام في العالم الإسلامي “، حيث لا يحتفي المعرض بروعة تقاليد الطهي فحسب، بل دعوة للتأمل في كيفية استمرار صوغ هويتنا اليوم من خلال هذه التقاليد.
وأضافت ” لقد أتاح لنا التعاون مع متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون تنظيم هذا المعرض المستوحى من معرضهم الرائد السابق “مآدب السلاطين: تقاليد الطعام في الفن الإسلامي”، ومكننا من تشكيل رؤية محلية فريدة، توائم بين التقاليد القديمة والمعاصرة لسرد قصة عميقة الأثر والبعد.”
ويضم المعرض باقة فريدة من الأعمال الفنية والقطع البديعة المنتقاة من مجموعات كل من متحف الفن الإسلامي، ومكتبة قطر الوطنية، ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث، ومتحف لوسيل، وقطعًا رائعة أخرى من المقتنيات العامة لمتاحف قطر، ويسلط المعرض الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه الطعام في مسار الثقافات الإسلامية، كما يغوص مستقصيًا تقاليد الطهي دائبة التطور في أقطار العالم الإسلامي، وكاشفًا لزواره عن السمات المميزة والوشائج المشتركة التي رسمت ملامح تراثه الغني في فن الطهي على مر العصور.
ويتضمن المعرض خمسة أقسام: الأول “الخبز والملح”، يركِّز على مفهوم الاستمرارية والتغيير وروح الترابط المجتمعي. ويتمحور حول التنور، ذلك الفرن التقليدي الذي تستخدمه الشعوب من مختلف ثقافات العالم لخَبز أنواع الخُبز المتنوعة، والثاني بعنوان “الطعام والإيمان” الممارسات والعادات الإسلامية المتعلقة بموضوع الطعام. وفيه مخطوطات وقطع أثرية خُطّت عليها آيات قرآنية تتمحور حول هذا الموضوع. ويتطرق إلى اثنين من أهم الاحتفالات الإسلامية المرتبطة بالطعام: وهما عيد الفطر، وعيد الأضحى.
ويستكشف القسم الثالث “المكونات الرحّالة” تاريخ التبادلات العالمية القائمة على تجارة التوابل ومكونات الطعام، متتبعًا مسارات انتشار الإسلام وشبكات التجارة التي شقت طرقها عبر المناطق الدانية منها والقصيّة، معرجًا على قصة استجلاب أنواع الغذاء من حبوب القمح والشعير ونوى التمر إلى قطر، لينتهي به المطاف عند تخوم العلاقة الجوهرية بين الغذاء والدواء.
ويرسم القسم الرابع”مآدب السلاطين” صورة ساحرة لتقاليد الطعام التي سادت بلاطات الملوك، ويختتم المعرض رحلته في قسم “المطبخ المعاصر: شخصيتك في طبقك” مبرزًا عادات تناول الطعام المعاصرة ومركزًا على ثلاثة مواضيع رئيسة: الزراعة كأداة لبناء الأمة ووسيلة لتشكيل الهوية؛ وانتشار ثقافة الوجبات السريعة وعربات الطعام؛ بالإضافة لممارسات أسلوب “من المزرعة إلى المائدة” الذي يعلي من أهمية الرجوع إلى ثقافة “الوجبات البطيئة” وتطبيق مبدأ الاستدامة في إنتاج واستهلاك الغذاء.
وتنطلق بالتوازي مع معرض “مقعد على المائدة: ثقافة الطعام في العالم الإسلامي” سلسلة من البرامج العامة الجذابة، صُممت لاستكشاف موضوعاته بشكل أوسع ولتعميق ارتباط الجمهور بالتقاليد الثقافية المتنوعة التي سلط هذا المعرض الآسر الضوء عليها.