المعرض يستكشف الموروث الشعبي للبشت التقليدي..

الدوحة – الشرق

شهدت المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا”، افتتاح المعرض الفني “زري” للفنانة مريم التاجر، بحضور السيد سيف الدوسري نائب المدير العام للمؤسسة ومدير إدارة الموارد البشرية وعدد من أصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى الدولة وجمهور من الإعلاميين ومحبي الفنون.

ويشتمل المعرض الذي يحتفي بالبشت على مجموعة من الصور المطبوعة على الورق والأعمال الفنية التي نفذت على القماش واستخدمت فيها العديد من الوسائط كألوان الزيت الاكرليك والحبر والخيوط.

ويهدف المعرض استكشاف الموروث الشعبي متعدد الجوانب للبشت التقليدي، من خلال رفعه الى مستوى أعلى من وجوده المادي واستكشاف أهميته العميقة في منطقة الخليج، حيث يقدم مجموعة من الصور بالأبيض والأسود، المزينة بخط عربي تشكيلي ذهبي، لرمزية السرد التاريخي والقصص المتشابكة، من أجل جذب المشاهدين في رحلة بصرية تحتفي بالحرفية والتراث والتفسيرات المتنوعة المرتبطة بهذه القطعة الثقافية القيمة.

جذور فنية

وقالت الفنانة مريم التاجر إنها تنظر الى الأشياء التي تتعلق بالهوية نظرة مختلفة، لافتة الى أن المعرض الذي يحتفي بالبشت التقليدي في قطر ومنطقة الخليج، هو اكثر من مجرد قطعة ملابس، ويجسد جوهر الثقافة والتاريخ والوضع الاجتماعي، وبالتالي، يمثل البشت رابطا ملموسا بجذور الفنان من أجداده ويعمل كوسيلة لنقل قصص الأجيال السابقة.

وأضافت أنها ركزت في المعرض على خيوط الزري التي تستخدم في صناعة البشوت، وأن المعرض يتضمن مجموعة من الأعمال الفنية من صور وأعمال تركيبية وأعمال تشكيلية تستعرض مراحل مختلفة من حياكة البشت، حيث يؤكد الطابع الأحادي للصور على حرفة البشت الخالدة والتي تدعو إلى التأمل في أهميتها الثقافية، حيث يركز المعرض على الخطوط المذهبة التي تمثل جانبا مهما في تزيين البشت في مختلف مراحل حياكته ليكون في النهاية معبرا عن الهوية الوطنية.

ولفتت إلى أن من أهم الأعمال التي يحتويها المعرض العمل التركيبي برداخ وهو مصمم من الألياف الزجاجية، حيث تم استلهام المنحوتة من عملية البردخة التي تقوم بطرق خيوط الزري التي يتغير لونها مع الزمن، بمطرقة حديدية لتعيدها إلى لونها الذهبي اللامع، إذ تزيد هذه العملية من تماسك وبريق خيوط الزري وتظهر النقوش والزخارف الجميلة فيها.

وأعربت الفنانة مريم التاجر عن أملها أن يسهم المعرض في ملف البشت الذي تعده دولة قطر حاليا للتسجيل على قائمة التراث العالمي لليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.

قصص وحكايات

وأضافت أن الأعمال الفنية تركز على حياكة الزري ويسلط الضوء على مراحل صناعته الدقيقة، وما يدخل فيها من خيوط مطلية بماء الذهب، الى جانب من يستدعيه من قصص وحكايات، لافتة إلى أنها استخدمت في لوحاتها التشكيلية الحروف العربية التي تمثل الاحاسيس والمشاعر، كما غلفت بعض لوحاتها بقماش وبر الجمل والتي تستدعي ما يجول في خاطرها من ذكريات نابضة ومتدفقة، الى جانب توظيفها لأشكال التطريز مثل القيطان والأدوات المستخدمة كالبرداخة في ابراز الزينة التراثية والموروث الشعبي القديم بلمسة عصرية متجددة.

يشار إلى أن الفنانة مريم التاجر هي خريجة فنون جميلة من جامعة فيرجينا كومنولث، تتميز بنهج شاعري ومعاصر في الفن والتصميم، وتعكس اعمالها الفنية المتنوعة مشاعرها وعواطفها وافكارها الشعرية حول مواضيع مختلفة، وعرضت أعمالها في قطر والشرق الأوسط، كما عرضت عالميا في قاعات عرض في أوروبا والولايات المتحدة.

شاركها.
Exit mobile version