القاهرة – قنا

شاركت دولة قطر، ممثلة بالمندوبية الدائمة لها لدى جامعة الدول العربية، في فعالية إحياء الذكرى الـ 75 للنكبة ويوم الأسير الفلسطيني، التي نظمتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم في مقرها بالقاهرة.

وأكد السفير سعيد أبو علي الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية، في كلمة نيابة عن الأمين العام للجامعة، أن ذكرى النكبة تعيد التذكير بالمأساة الفظيعة التي حلت بالشعب الفلسطيني جراء احتلال أرضه وتهجيره ظلما وعدوانا، وإرهابه بارتكاب سلسلة من الجرائم والمجازر البشعة، كما تذكر أيضا بأن العدالة الدولية ما زالت غائبة، وبأن عذابات الشعب الفلسطيني ما زالت مستمرة ومتواصلة تستصرخ الضمير العالمي لأكثر من سبعة عقود من الزمن.

وأضاف أن الجرائم التي ارتكبت وما زالت لا تسقط بالتقادم مهما طال الزمن، مطالبا بتفعيل آليات العدالة الدولية في ملاحقة المسؤولين الإسرائيليين عن جرائمهم وتقديمهم للمحاسبة، لافتا إلى أن المسؤولية تقع على المحكمة الجنائية الدولية في ضرورة الإسراع في إجراءاتها لتحقيق هذه الغاية، وإنهاء مرحلة الإفلات من العقاب.

ونوه بأنه في مثل هذه الأيام من عام 1948 شهد العالم واحدة من أبشع وأفظع المآسي التي تتعرض لها الإنسانية، حيث تم تشريد أكثر من 800000 فلسطيني من قراهم ومدنهم، كما تم تدمير 531 بلدة وقرية بالكامل، مع ارتكاب جرائم التطهير العرقي من جانب العصابات الصهيونية في أكثر من سبعين مجزرة بحق الفلسطينيين، ما أدى إلى استشهاد ما يزيد عن خمسة عشر ألف فلسطيني خلال تلك الفترة، فيما بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم نحو مائة ألف شهيد.

وأشار إلى أن هذه النكبة مستمرة وتتوالى حلقاتها حتى اليوم الحاضر باستمرار الاحتلال، وما يرتكبه من جرائم بحق الفلسطينيين عبر الاستيطان وسلب الأرض، وهدم المنازل، وتدنيس المقدسات، وتدمير كافة مناحي حياة الشعب الفلسطيني، في محاولة بائسة للنيل من عزيمته وإصراره على انتزاع حقوقه وحريته.

وأضاف أن الجامعة العربية تحيي قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بإحياء ذكرى النكبة الخامسة والسبعين بمقر الأمم المتحدة، كما تعبر عن التقدير الكامل لمواقف الدول الأعضاء التي دعمت إصدار هذا القرار، تأكيدا منها على أهمية وضرورة تضافر كافة الجهود الدولية لوضع حد للظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.

وأكد في هذا الصدد ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولية كبيرة في التصدي للتوجهات بالغة التطرف لحكومة اليمين الإسرائيلي التي لا تتوانى عن إشعال الموقف وتأجيج المشاعر، ودفع الأمور إلى حافة الهاوية في الأراضي المحتلة، لافتا إلى أن هذه الحكومة ترفض حل الدولتين، وتعمل على تقويضه كل يوم عبر مشاريعها الاستيطانية واقتحامات المسجد الأقصى المبارك، والسعي إلى تقسيمه زمانيا ومكانيا. وقال: “إن الاحتلال قد يسيطر على الأرض، لكنه أبدا لن يتمكن من طمس الذاكرة وكبت الحقيقة التاريخية، وأن هذا الاحتلال الإسرائيلي مصيره كغيره إلى زوال”.

من جانبه، أكد الدكتور أحمد حسن أبو هولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين، أنه رغم مرور 75 عاما على النكبة، فإن المأساة الفلسطينية ما زالت متواصلة، وما زال الشعب الفلسطيني يتطلع إلى العودة إلى دياره ومدنه وقراه ليأخذ مكانته بين الأمم كباقي شعوب الأرض، فيما لا يزال الحل العادل للقضية الفلسطينية بعيدا.

وأشار إلى إصرار الكيان الإسرائيلي منذ نشأته على رفض الانصياع لقرارات الشرعية الدولية، التي يشكل بعضها أساسا وشرطا لقيامها ولاعتراف المجتمع الدولي بها، والاعتماد بالمقابل في سياسته على فرض شرعية الأمر الواقع بديلا للشرعية الدولية.

وأضاف أن موقف منظمة التحرير الفلسطينية واضح، ويستند إلى التمسك بحق الشعب الفلسطيني العادل والمشروع في العودة إلى دياره التي هجر منها عام 1948، ورفض التوطين والوطن البديل، مع إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو عام 1967.

يشار إلى أن فاعلية إحياء ذكرى النكبة بالجامعة العربية تضمنت عرض فيلم تسجيلي عن النكبة، إلى جانب تنظيم معرض تشكيلي يسلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني جراء هذه النكبة.

شاركها.
Exit mobile version