قطر تترأس الاجتماع العاشر لوزراء الشؤون الإسلامية والأوقاف بدول مجلس التعاون

الدوحة – قنا

ترأست دولة قطر، ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الاجتماع العاشر لأصحاب المعالي والسعادة الوزراء المسؤولين عن الشؤون الإسلامية والأوقاف بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي عقد اليوم، في فندق شيراتون الدوحة.

وترأس جلسة الافتتاح سعادة السيد غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وذلك بمشاركة أصحاب المعالي والسعادة وزراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

مثل دولة قطر سعادة الدكتور الشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وذلك بحضور سعادة السيد جاسم بن محمد البديوي الأمين العام للمجلس.

وخلال كلمته في الاجتماع، أكد سعادة السيد غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن هذه الاجتماعات واللقاءات تجسد وترسخ لمعاني ومشاعر الأخوة والمودة والروابط الثابتة لدولنا وشعوبنا تحت قيادة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفق رؤيتهم الصادقة وتوجيهاتهم الحكيمة والرشيدة.

وقال سعادته: “إن الاجتماع العاشر يأتي استمرارا للقاءاتنا الأخوية التي تؤكد وترسخ مسارات العمل المشترك والتعاون الجمعي، خاصة أن جداول أعمال اجتماعاتنا على الدوام تحفل بموضوعات هامة متنوعة ونوعية، ينتج عنها مشاريع وبرامج تدعم العمل المشترك، وتحفزنا باستشراف المزيد، في إطار التعاون البناء والمثمر في الشأن الديني الذي هو أحد أهم مكونات العمل الخليجي الكبير على تنوع اختصاصاته ومجالاته، فضلا عن إبراز الجهود المخلصة والأدوار الأصيلة لوزارات الشؤون الإسلامية والدينية كواقع مشاهد وملموس في مجتمعاتنا الخليجية الهادفة لغرس ونشر القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية المعززة لاستقرار وأمن الأوطان والشعوب”.

وشدد على أهمية إبراز الصورة الحقيقية للإسلام، ومواجهة حملات الكراهية والتعصب، وإثبات قدرتنا على التفاعل الإيجابي الرشيد مع المتغيرات والمستجدات المعاصرة محليا وعالميا وبذل الجهد والاستطاعة لتحديث وتطوير منظومة عمل مؤسساتنا بجميع الوسائل والآليات المعاصرة المتوفرة التي يمكن الوصول إليها والتعامل معها.

وبين سعادته أن هذه الاجتماعات الدورية في جميع مستوياتها يتم بها مواصلة ما سبق تحقيقه وإنجازه بزيادة التنسيق والتعاون بين وزاراتنا في المجالات والاختصاصات المتماثلة كالأوقاف والمساجد والدعوة والبحوث والدراسات ذات العلاقة وغيرها، إلى جانب الموضوعات الخاصة والنوعية كرعاية ذوي الإعاقة، وحماية الأسرة، والعناية بالمساجد الأثرية والتاريخية، والإسهام بدور فاعل في حماية البيئة والعناية بها وغيرها من النوازل ومستجدات الحياة ذات الصلة والتأثير، ونجد لها ضمن اختصاصات وزاراتنا حلولا علمية نظرية وعملية.

وأضاف سعادة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية: “إننا نتطلع بكل وعي وفهم إلى العمل والتفاعل الإيجابي المؤثر في قضايا الإسلام والمسلمين، وفي مقدمتها قضية فلسطين المحتلة، ومدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، والحق الطبيعي والآمن في الوصول إليه، والصلاة فيه في جميع الأوقات، واستنكار ورفض الاعتداءات الممنهجة المتكررة لتدمير أو تعطيل الحياة والتضييق على أهل فلسطين ومدينة القدس، ثم مأساة قطاع غزة”.

وأشار إلى أنه قد مضى عام كامل على العدوان الغاشم، وما ينتج عنه من تدمير وقتل ممنهج دون تمييز، وبكل وحشية وبشاعة، وبلا أدنى حد للإنسانية والعقلانية، وكذلك ما يحدث في الضفة الغربية ولبنان، الأمر الذي يحتم المناصرة ورفع الظلم والمعاناة بالقول والعمل، وتحقيق السلم الشامل والعادل، قبل أن تتضاءل الآمال فيه بفقد فرصه القليلة والنادرة، أو فقده بالكلية.

وثمن سعادة السيد غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، جهود المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي، والذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية الشقيقة بمدينة مكة المكرمة، بعنوان “دور وزارات الأوقاف والشؤون الاسلامية في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال” والذي أقيم بمشاركة واسعة وموضوعات وأبحاث ذات قيمة علمية وعملية.

من جهته، ثمن سعادة السيد جاسم بن محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ،في كلمته، ما تبذله دولة قطر من جهود صادقة ومخلصة في إدارة وإنجاح الاجتماعات الخليجية المشتركة، مؤكدا أن هذه اللقاءات الأخوية المباركة تأتي تنفيذا لرؤى وتوجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس لما يرونه من أهمية الوحدة والتكامل والتقارب بين دول المجلس في شتى الميادين.

وأشار إلى أن اجتماعات اللجنة الموقرة قد أسفرت منذ إنشائها عن تحقيق العديد من المنجزات التي من شأنها تعزيز التكامل والتعاون وتبادل الخبرات في مجال الشؤون الإسلامية والأوقاف بين دول المجلس، وهو أمر يعكس حقيقة التعاون فيما بين الدول الأعضاء، ويعكس الرسالة السامية والمباركة لمجلس التعاون، وهو تحقيق التكامل.

وأشاد سعادة السيد جاسم بن محمد البديوي بمقترحي إعداد ورقة حول دور وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية في رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، وكذلك ورقة بعنوان أهمية العناية بالمساجد التاريخية، وقدم الشكر والتقدير لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عمان ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية على جهودهما في إعداد هاتين الورقتين.

وخلال الاجتماع العاشر ناقش أصحاب المعالي والسعادة الوزراء المسؤولون عن الشؤون الإسلامية والأوقاف بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عددا من القضايا والموضوعات المهمة، ومن أبرزها: تبادل البحوث العلمية والتجارب في المجال الوقفي بين الدول الأعضاء من خلال الندوات التفاعلية عبر تقنية الاتصال المرئي.

وتمت مناقشة العديد من الملفات منها: عرض التجارب في مجال الشؤون الإسلامية، وإقامة يوم عالمي للوقف، وإنشاء مرصد علمي خليجي لإبراز الصورة الحقيقية لسماحة الإسلام، بالإضافة إلى إعداد ورقة عمل حول دور وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية والدينية في رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، وكذلك ورقة عمل بعنوان أهمية العناية بالمساجد التاريخية، فضلا عن عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

جدير بالذكر أن هذه الاجتماعات تعد منصة استراتيجية لمناقشة التحديات وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات وتنسيق الجهود بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والوصول إلى رؤى توافقية، ما يسهم في تعزيز الدور الاجتماعي لوزارات الأوقاف والمؤسسات الدينية، لتحقيق الأهداف التنموية والارتقاء بالقطاع الديني وتمكينه من أداء رسالته الحضارية والإنسانية، ويلبي تطلعات شعوب المنطقة نحو الخير والاستقرار والتنمية المستدامة.

شاركها.
Exit mobile version