الدوحة – تقرير: موقع الشرق 

قررت ألمانيا أن تلقي بالسياسة خلف ظهرها، وأن تضع نصب عينها مهمة إنجاح البطولة المقامة على أرضها يورو 2024، فلم يعد هناك حديث عن شارات المثليين ولا الشعارات المؤيدة لأوكرانيا، خلافاً لما كانت تطرحه برلين من شعارات تخالف العادات والتقاليد الإسلامية وتحاول تسييس الرياضة في كأس العالم قطر 2022 .

ويقارن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بين موقفي قطر وألمانيا من يورو 2024 ومونديال العرب 2022، مشيرين إلى أن الدوحة تشارك في تأمين بطولة يورو 2024 بوفد يمثل اللجنة الأمنية لنقل وتبادل الخبرات المكتسبة من تنظيم بطولة كأس العالم 2022.

فيما أعاد المغردون إلى الذاكرة موقف المنتخب الألماني في مونديال قطر 2022 والإشارات السياسية، التي حاول بثها خلال مباريات المونديال ما أفقده من تعاطف الجمهور الألماني نفسه قبل الجمهور العربي والإسلامي والعالمي.

وترى المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي أن نسخة كأس العالم قطر 2022 لن تتكرر في التاريخ، لا على مستوى التنظيم أو الأمن أو سلاسة الوصول للملاعب وتجربة المشجعين.

فحتى منع الكحول في الملاعب الذي اتخذه المنظمون للمونديال بالدوحة في 2022، أعلنته السلطات الألمانية نفسها في 2024، حيث حظرت اصطحاب المشروبات الكحولية بأنواعها إلى ملاعب مباريات يورو 2024، وفق ما ذكرته الشرطة الألمانية لصحيفة “ذا صن” البريطانية .

ومع الموقف الألماني الحالي الرافض لتسييس البطولة على أرضه، يرى خبراء لـ “موقع الجزيرة”، أن الزخم المتزايد خلف الاحتجاجات المنددة بالحرب الإسرائيلية الدامية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، من شأنه أن يجعل برلين واقفة على قدم واحدة.

ففي حين يسعى الساسة الألمان – وبإيعاز من الاتحاد المحلي لكرة القدم- إلى مشاهدة بطولة خالية من السياسة بالملاعب والمدرجات وساحات المشجعين، فإن هذه المهمة لا تبدو مضمونة قياسا إلى الظرف العالمي المتوتر حالياً.

ويقول محمد أمين كناني الإعلامي بمؤسسة “سكاي الرياضية” الألمانية إن الوضع برمته في ألمانيا يبدو على كف عفريت، فمن جهة جاءت نتائج الانتخابات البرلمانية مزلزلة للائتلاف الحكومي ومن جهة أخرى تريد برلين النجاح في البطولة واستعادة ثقة الجماهير بعد خيبات متتالية.

أضاف: “فقد المنتخب الألماني التعاطف وضاعف من ذلك الفشل الرياضي، وقبل البطولة كان هناك إدراك داخل المنتخب بأن السياسة طغت على اللعبة وهذا ما جعل المنتخب تحت الضغط. والآن هناك رغبة بالتركيز على كرة القدم فقط”.

ويؤكد الكثيرون أن ما قدمته دولة قطر في تنظيم مونديال 2022 سيكون علامة فارقة في تاريخ تنظيم البطولات الكبرى، وسيفيد الكثير من الدول المنظمة بعدها بالتعاون مع الدوحة والحصول على خبراتها القوية في هذا المجال، غير أن الجميع أن الحكمة تؤكد أن محاولات تسييس الرياضة اليوم قد يكون وبالاً عليك غداً، فعلى الأقل يجعلك داعماً لمجتمع “الميم” ومنكراً لحق شعب يباد بأطفاله ونسائه .

 

شاركها.
Exit mobile version