رام الله – محمـد الرنتيسي

تحولت الكلمات التي أسر بها الفتى سلطان خطاطبة لجدته، إلى حقيقة، حينما أخبرها أنه ذاهب إلى المواجهات مع جيش الاحتلال ولن يعود، إذ تحقق له ذلك، وأصيب برصاصة قناص إسرائيلي في صدره، لتضع حداً لحياته، خلال المواجهات التي اندلعت في بلدة بيت فوريك شرق مدينة نابلس.

كان سلطان (16) عاماً، قد خاض المواجهات مع جيش الاحتلال في بلدة بيت فوريك، مسقط رأسه، على دفعتين، كتبت له النجاة والحياة في الأولى، ونال الشهادة في الثانية، وكما يقول عمّه سامي خطاطبة، فقد كان مواظباً على خوض المواجهات والتصدي لجيش الاحتلال كلما اقتحم البلدة.

يقول عمّه سامي خطاطبة لـ “الشرق”: “سلطان فتى يافع، افتتح قبل عدة أشهر صالون حلاقة للرجال، وكان يعمل به لمساعدة عائلته”. يضيف: “استشهد سلطان في أعظم أيام الله، في يوم عرفة، وضحى بأغلى ما يملك الإنسان عشية عيد الأضحى، كان أحد جنود الاحتلال ينادي عبر مكبرات الصوت (يا أهالي بيت فوريك، أبعدوا أولادكم من طريقنا، نحن قادمون للقتل) في تهديد علني وصريح، لكن عدد من الشبان والفتية ومن بينهم سلطان لم ترهبهم هذه التهديدات، وأخذوا يقذفون الحجارة على جنود الاحتلال، الذين عاجلوهم بالرصاص الحي، ليرتقي سلطان شهيداً، بينما أصيب عدد من رفاقه”.

قبل استشهاده بيوم، بدا سلطان كـ”سلطان زمانه”.. كان في قمة الحيوية والنشاط، وأخذ يزيّن أصدقاءه للعيد (مجاناً) ولم يأخذ منهم أي مقابل، وكان كلما همّ أحدهم بدفع ثمن الحلاقة، يقول له: (هذه آخر حلقة، ودمي فاير.. أنا رايح استشهد، وعازمكم على الشهادة على حسابي)!.

ولم تكن مشاركة سلطان الدؤوبة في مواجهات بلدة بيت فوريك، بالأمر المستغرب، فبالنسبة للمقربين منه، عرف عنه حب الوطن، وعدم تأخره عن تلبية نداء الواجب في مقاومة جيش الاحتلال، الذي شدد من قبضته على بلدة بيت فوريك منذ بداية الحرب على قطاع غزة.

أحد أصدقاء الشهيد سلطان، قال: “كان سلطان يتمنى الشهادة في كل مرة يصطدم فيها مع قوات الاحتلال، وقد نال ما تمنى”. وأضاف: “اعتاد سلطان على المشاركة في المواجهات، وكان ذهابه وعدم عودته أمراً متوقعاً”.

والد الشهيد عبد الرحمن خطاطبة، بدا متماسكاً فيما كان جثمان ابنه البكر يوارى الثرى، وهو يقول: “تضحيانا لا تذكر مع أهلنا في قطاع غزة.. قدمت أحد أبنائي شهيداً، وبقي لدي ولدان وبنت، وفي غزة تباد عائلات بأكملها”.

شاركها.
Exit mobile version