أجرى رئيس بلدية نيويورك، أريك آدامز، سلسلة لقاءات مع ممثلي المعارضة السياسية والحكومة في إسرائيل، وكذلك مع رئيس مجلس المستوطنين اليهود في المناطق الفلسطينية، ومع رؤساء حركات الاحتجاج ضد خطة الانقلاب القضائية، ومع قادة المتدينين، وقادة ليبراليين، وذلك خلال زيارة وُصفت بأنها تصب في حملته الانتخابية لكسب مواطني المدينة اليهود.

وقالت مصادر سياسية في تل أبيب، إن الشكل الذي اختاره آدامز لزيارته، جاء في أعقاب الانتقادات التي أسمعت في الحزب الديمقراطي الأميركي، على زيارة أعضاء الكونغرس في الشهر الماضي، الذين امتنعوا عن إجراء لقاءات مع قادة حملة الاحتجاج.

وبحسب تلك المصادر، فإن وفد الكونغرس بقيادة النائب هاكيم جيفريس، وصل إلى إسرائيل بتمويل من «أيباك»، اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، وإن امتناعه عن لقاء قادة الاحتجاج، كان متعمداً؛ لأن «أيباك» تسعى لمساعدة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مواجهة إدارة الرئيس جو بايدن. ولفتت المصادر، إلى أن «بايدن يمارس ضغوطاً زائدة على نتنياهو حتى يلغي خطته الانقلابية على منظومة الحكم وإضعاف الجهاز القضائي، ويوقف مشاريع الاستيطان. ونتنياهو لا يستطيع ذلك من الناحية الموضوعية؛ لأنه التزم لحلفائه في الائتلاف الحكومي، وسيخسر حكومته في حال نقض الاتفاق».

وبناء عليه، التقى آدامز، في أول زيارة له لإسرائيل بعد انتخابه رئيساً للبلدية العام الماضي، مع قادة الاحتجاج، لكنه لم يلتقِ مع رئيس المعارضة السياسية، يائير لبيد. كما التقى آدامز مع نتنياهو ومع شخصية دينية أرثوذكسية متزمتة، هو يتسحاق ابراهام.

عمدة نيويورك إريك آدامز يزور «حائط المبكى» في القدس الثلاثاء (أ.ب)

واستهل لقاءاته صباحاً في وزارة الخارجية، وهناك التقى مع الوزير إيلي كوهين، ومع نائب رئيس مجلس المستوطنات اليهودية يسرائيل غانتس، ووجّه من خلاله تحية للمستوطنين، وقال له إنه معنيّ بالتعرف على حياتهم وعلى التحديات التي يخوضونها خلال عيشهم في المناطق.

وقال غانتس بالمقابل، إن آدامز، الذي سبق أن التقاه في مظاهرة دعم لإسرائيل في نيويورك قبل أسبوعين، اهتم بمعرفة مجالات التعاون بين المستوطنات وبلدية نيويورك. وأضاف: «نكتشف أن لدينا صديقاً مهماً في نيويورك، هو أهم شخصية فيها. وقد اتفقنا على أن يقوم بزيارة أخرى يخصص معظمها للتجول في المستوطنات والتعرف على المستوطنين وحياتهم».

يُذكر أن الأميركيين مختلفون فيما بينهم إزاء التعامل مع حكومة إسرائيل بسبب خطة الحكومة الانقلابية، التي يراها غالبية قادة الحزب الديمقراطي «انقلاباً على الديمقراطية»، وبسبب الممارسات الإسرائيلية المتطرفة في الضفة الغربية، التي يعدها الأميركيون «تخريباً على حل الدولتين»، ويراها الجمهوريون «خطة صحيحة» ولا يجوز للولايات المتحدة أن تتدخل فيها، ولكن جميع الفرقاء يؤكدون على ضرورة الاستمرار في العلاقات الاستراتيجية والأمنية. وفي نيويورك، يشكل اليهود 20 في المائة من السكان، ولكن يوجد لهم وزن انتخابي أكبر من حجمهم العددي؛ لأنهم في غالبيتهم من الأغنياء ويتبرعون بالمال للسياسيين. ومن مجموع نحو مليوني نسمة يوجد 40 في المائة متدينون أرثوذكس.

شاركها.
Exit mobile version