تم العثور على «حطام» في المحيط الأطلسي قرب موقع تحطّم «تايتانيك» بواسطة روبوت مشارك في عملية بحث دولية للعثور على غواصة سياحية علمية مفقودة منذ الأحد، والتي نفد على الأرجح الأكسجين الموجود على متنها. وأقر خفر السواحل الأميركي بأن الحطام يشير إلى «خسارة كارثية».

وأعلن هذا الجهاز الأميركي في تغريدة أنه تم تحديد موقع «حطام في منطقة البحث بواسطة مركبة يتم التحكم فيها عن بُعد بالقرب من تايتانيك»، سفينة الرحلات الشهيرة التي غرقت قبل 111 عاماً في مياه الولايات المتحدة وكندا.

وأوضح خفر السواحل الأميركي الذين يقودون عملية بحث غير مسبوقة للعثور على ركاب الغواصة الخمسة، أن «الخبراء يقيمون هذه المعلومات» التي سيتم التطرق إليها في مؤتمر صحافي في بوسطن (شمال شرق) عند الساعة 15:00 (19:00 بتوقيت غرينتش).

وفي وقت سابق من اليوم، قال الأدميرال جون موير، رئيس عمليات البحث في خفر السواحل الأميركي، على قناة «إن بي سي إن»: «جهود الإنقاذ» متواصلة لأننا «ما زلنا نعتقد أنه في الحالات المعقدة بشكل خاص، إرادة الناس في الحياة يجب أن تؤخذ في الاعتبار أيضاً».

وقدر رجال الإنقاذ أن ينفد مخزون الأكسجين على متن الغواصة «تيتانيك» التابعة لشركة «أوشنغيت إكسبدشنز» الساعة 11:08 بتوقيت غرينتش. وتتمتع المركبة المفقودة منذ الأحد باستقلالية نظرية تبلغ 96 ساعة في الغوص. وكان رصدُ طائرات «بي – 8 كندية» أصواتاً تحت الماء في منطقة عمليات البحث، أثار الأمل ووجه عمل فرق الإنقاذ، دون أن يتم تحديد طبيعة هذه الأصوات.

صورة أرشيفية لستوكتون راش قائد الغواصة تيتان أثناء رحلة سابقة لإحدى غواصات شركة «أوشن غيت» (أ.ب)

 

ويستخدم الجيشان الأميركي والكندي وسائل كبيرة من مراقبة جوية بواسطة طائرات «سي – 130» أو «بي – 8» وسفن مجهزة بروبوتات غواصة في موقع سفينة «بولار برينس» التي انطلقت منها الغواصة «تيتانيك». ووصلت صباح الخميس، سفينة البحث الفرنسية «أتلانت» المجهزة بروبوت «فيكتور 6000» القادر على الغوص حتى حطام «تايتانيك» القابع على عمق 4 آلاف متر تقريباً، على ما ذكر معهد الأبحاث الفرنسي لاستكشاف البحار Ifremer التابعة له.

وأوضح الكابتن في خفر السواحل الأميركي جايمي فريدريك أن «مكان عمليات البحث على مسافة 1450 كيلومتراً شرق كايب كود (على ساحل الولايات المتحدة الشمالي) و640 كيلومتراً جنوب شرقي سان جون في نيوفاوندلاند (في كندا) يجعل حشد عدد كبير من التجهيزات صعباً للغاية».

وقد باشرت الغواصة التي ضمت أميركيا وفرنسيا وبريطانيا وباكستانيين رحلتها الأحد باتجاه الأعماق. وكان من المقرر أن تعود إلى سطح البحر بعد 7 ساعات لكن الاتصال فقد بها بعد أقل من ساعتين من انطلاقها.

ومنذ بدء عمليات البحث الأحد، أتت تفاصيل لتدين شركة «أوشنغيت» مع اتهامات بالإهمال على صعيد سلامة الغواصة السياحية. وظهرت شكوى رفعت عام 2018 واطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية» جاء فيها أن مديراً سابقاً في الشركة المنظمة للرحلة يدعى ديفيد لوكريدج صُرف من عمله لأنه شكك في سلامة الغواصة. وقال المدير السابق للعمليات البحرية في الشركة إن كوة الرؤية في مقدم الغواصة صممت لتحمل الضغط على عمق 1300 متر، وليس 4 آلاف متر.

ويشارك في الرحلة صاحب شركة «أوشنغيت» الأميركي ستوكتون راش. ومن بين الأشخاص الموجودين في الغواصة رجل الأعمال البريطاني الثري هاميش هاردينغ البالغ 58 عاماً الذي أعلن عبر «إنستغرام» مشاركته في الرحلة الخارجة عن المألوف. وبين ركاب الغواصة أيضاً الغواص الفرنسي والضابط السابق في البحرية الفرنسية بول – هنري نارجوليه البالغ 77 عاماً والمتخصص بحطام «تايتانيك«، على ما أفادت عائلته. وفي الغواصة أيضاً رجل الأعمال الباكستاني شاه زاده داود البالغ 48 عاماً ونجله سليمان (19 عاماً) بحسب هذه العائلة الثرية.

ودفع كل واحد منهم مبلغ 250 ألف دولار لمشاهدة حطام سفينة «تايتانيك» التي غرقت في رحلتها الأولى في أبريل (نيسان) 1912 بعدما اصطدمت بجبل جليد ما أدى إلى غرق 1500 من ركابها وأفراد طاقمها.

 

 

 

شاركها.
Exit mobile version