الدوحة – الشرق

قدمت مجموعة متميزة من علماء السياسة الامريكية من أساتذة جامعة جورجتاون في قطر، بمشاركة خبراء من الحرم الجامعي الرئيسي في واشنطن العاصمة، تحليلا واقعيا يتناول ” آفاق الديمقراطية الأمريكية: الخلاف والأزمة والاستمرارية”، محذرين من أن نتيجة الانتخابات الأمريكية لعام 2024 يمكن أن يكون لها آثار عالمية عميقة تتجاوز حدود الولايات المتحدة الأمريكية.

لم يلطف الأستاذ المشارك بجامعة جورجتاون في قطر بول موسغريف (دفعة 2014) كلماته أثناء طرحه العواقب المحتملة للسياسة الخارجية الأمريكية في المستقبل القريب في حالة فوز دونالد ترامب. فقد أشار إلى أن “كل شيء معلق بانتظار من يخطفه” مع رئاسة دونالد ترامب، سواء من تعامل ترامب غير المتوقع مع الشؤون العالمية إلى القرارات المتقلبة بشأن إسرائيل وغزة وأوكرانيا، وشدد البروفيسور موسغريف على أن “عدم القدرة على التنبؤ ليس صفة تريدها في شخص يدير قوة عظمى عالمية”. وعلى النقيض من ذلك، أشار إلى أن كامالا هاريس نائبة الرئيس الحالي جو بايدن من المرجح أن تواصل نهج الإدارة الحالية، حيث قال: “في الواقع من السهل جدا التحدث عن السياسة الخارجية لكاميالا هاريس. إذا تم انتخاب هاريس، فسيكون ذلك في الغالب مثل جو بايدن»، 

بينما رسم الأستاذ موسغريف صورة لضبابية الرؤية وعدم اليقين العالمي المرتبط بالانتخابات، فقد حول البروفيسور كلايد ويلكوكس من جامعة جورجتاون في قطر الأضواء إلى الداخل، مركزا على التهديدات التي تواجه الديمقراطية الأمريكية نفسها. وحذر من أن “دونالد ترامب ليس مرشحا عاديا”، مشيرا إلى محاولات ترامب المتكررة عندما كان في مقعد الرئاسة سابقا، لتقويض انتخابات 2020. وحذر ويلكوكس من أن ترامب “سيحاول القيام بذلك مجددا”، واصفا كيف يمكن لنفوذ ترامب وسلوكه الجامح أن يفكك المعايير الديمقراطية قائلا: “إنه أكثر غضبا وأقل منطقية وتماسكا بكثير” مما كان عليه قبل ثماني سنوات، مما يوضح المخاطر المتزايدة هذه المرة.

ركزت المناقشات أيضا على القضية الشائكة المتمثلة في وصول الناخبين، حيث أعادت الأستاذة المساعدة بجامعة جورجتاون جميل سكوت المناقشة إلى القاعدة الشعبية. وأشارت سكوت إلى أنه “من الرائع أن يكونوا سعداء”، في إشارة إلى مرونة الناخبين الذين يقفون في طوابير طويلة وينتظرون الإدلاء بأصواتهم.”  وسلطت الضوء على كيفية تقييد قوانين التحقق من هوية الناخبين وصرامتها بشكل تمييزي على المجتمعات الملونة، مما يخلق حواجز وموانع يمكن أن تؤثر على نتيجة الانتخابات. واختتمت قائلة: “يتم إدماج عناصر العرق والجنس في هذا بطرق تبدو بريئة، ولكنها متجذرة في كيفية أداء السياسة الأمريكية”، مسلطة الضوء على الديناميكيات المعقدة التي تجعل من الصعب التنبؤ بالفائز.

 وبينما قامت مجموعة الضيوف المتحدثين بتشريح عوامل القوة الشخصية والسياسية المؤثرة، حول الأستاذ المشارك في جامعة جورجتاون هانز نويل النقاش إلى مبادئ العلوم السياسية الأوسع. وأوضح نويل أن “الصحفيين يميلون إلى التركيز على شخصيات المرشحين”، لكن الأساسيات مثل الاقتصاد والانهيارات الحزبية تظل العوامل الأكثر أهمية، على الرغم من أن وجود ترامب على أوراق الاقتراع يعقد من التوقعات المعتادة.

بحلول نهاية النقاش العام، كانت هناك رسالة واحدة واضحة: الانتخابات الأمريكية لعام 2024 ليست مجرد منافسة روتينية على السلطة، إنها لحظة محورية يمكن أن تعيد تشكيل مستقبل الديمقراطية وتغير مسار السياسة العالمية.

 

شاركها.
Exit mobile version