❖ الدوحة – موقع الشرق

لم يخجل الاحتلال الإسرائيلي الذي قتل بدم بارد أكثر من 13 ألف طفل فلسطيني خلال عدوانه الغاشم على غزة، من توجيه سهام أذرعه الإعلامية ومراكزه البحثية نحو مجلة قطرية للأطفال، سلاحها الوحيد «أوراق ومجموعة ألوان»، متهماً إياها برعاية الإرهاب والعنف ودعم المقاومة الفلسطينية، متناسياً أن دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة مبدأ أصيل ومتجذر لدى دولة قطر قيادة وشعباً.

القصص المصورة والرسومات التعليمية في الأعداد الأخيرة من مجلة جاسم التي تصدرها مجموعة دار الشرق في قطر، دفعت معهد بحوث إعلام الشرق الأوسطMiddle East Media Research Institute – MEMRI لشن هجوم ساذج على المجلة، زاعماً أنها تحرض ضد إسرائيل وتتبنى الإرهاب والعنف، ومحتواها معاد للسامية.

   ماذا نعرف عن المعهد؟

مؤسسة رصد إعلامية صهيونية أسسها الضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي إيغال كرمون (Yigal Carmon) والإسرائيلية الأمريكية ميرافوورمسر (MeyravWurmser) في عام 1998، وتوسعت بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.

مقرها الرئيسي في العاصمة الأمريكية واشنطن، ولها مكاتب في لندن، وبرلين، والقدس، وروما، وشنغهاي، وطوكيو، ومهمتها إصدار ونشر ترجمات إنجليزية مجانية لمواد إعلامية عربية، وفارسية، وأردية، وبشتوية، وتركية، كما تترجم مقالات مختارة من الصحافة العربية والإيرانية إلى الإنجليزية وغيرها من اللغات الأجنبية.

لا تذكر المؤسسة أسماء معظم موظفيها، لكن يتجاوز عدد الباحثين فيها 20 باحثا، ومعظمهم إسرائيليون أو يهود لكن جزءا كبيرا منهم أمريكيون وبعض الألمان، وتنقل منها صحف أمريكية كثيرة، منها نيويورك تايمز.

براين وِتِكَر، الصحفي بقسم الشرق الأوسط بصحيفة الغارديان البريطانية أفصح في السابق أن هذه المؤسسة «تتظاهر باعتبارها معهدًا للأبحاث في حين أنها أساسًا عملية دعائية».

  ما الذي أغضب أذرع إسرائيل؟

تُعرف مجلة جاسم بأنها مجلة شهرية متخصصة لكل الأطفال، وتعتبرهم بناة المستقبل وعماد الأوطان، وتحمل من خلال محتواها الذي يعتمد على القصص المصورة والسردية، رسائل مهمة منها تنشئة جيل عربي قادر على صنع مستقبله وتحقيق أهداف أمته المنشودة.

«قصة هذا عُشي» أخذت حيزاً رئيسياً في التقرير التحريضي الذي نشره المعهد الصهيوني على موقعه، كونها -كما يزعم- تُحرض على إسرائيل وحقها في الوجود. لكن الناظر إلى القصة الممتعة يرى أنها توثق ما حدث على أرض الواقع في فلسطين، من اغتصاب للأرض واضطهاد أهلها، فتروي في -إسقاط بديع- أن طائر الوقواق يعتبر أخبث وأنذل الطيور على وجه الأرض، وأن أنثاه لا تكلف نفسها عناء بناء عش ولا حتى العناية بصغارها، بل تقوم بوضع بيضتها في عش طير الكويتزال النبيل الذي تشبه ألوانه علم دولة فلسطين المحتلة، ومن ثم تستولي تدريجيا على العش وترمي بيضات طائر الكويتزال خارجه.

  المثلث الأحمر وخرائط فلسطين

التقرير الصهيوني سلط الضوء أيضاً على قصة مصورة اعتمدت في رسوماتها على رمز المثلث الأحمر المقلوب، الذي ارتبط بالمقاومة الفلسطينية منذ اندلاع العدوان على غزة، وقصة أخرى تتضمن خريطة فلسطين من النهر إلى البحر.

من بين القصص التي أججت غضب المؤسسة الصهيونية تلك التي ظهر فيها طفل فلسطيني وهو قابض على مفتاح، في إشارة إلى تمسك الفلسطينيين بحلم وأمل العودة إلى ديارهم التي عاشوا فيها قبل النكبة في عام 1948م، وهي رمزية يفخر بها الفلسطينيون ويتوارثونها جيلاً بعد جيل، ويحتفظون بمفاتيح بيوتهم حتى وإن أزالها الاحتلال وبنى فوقها مستوطناته.

التقرير الصهيوني الساذج وسع هجومه ليشمل الصحافة القطرية قائلاً إنها تكن العداء لإسرائيل وتدعم المقاومة، ليس هذا فحسب بل زعم أن المناهج الدراسية القطرية تدعم هذا التوجه، وعلى ما يبدو أن الفشل الذي لحق بإسرائيل والعار الذي أضيف لسجلها الحافل، أعمى عين كاتب التقرير عن أن قطر دولة عربية ذات سيادة وصحافتها حرة، وتدعم حق الشعب الفلسطيني الأصيل في أرضه المحتلة، وأنه منذ بدء حرب الإبادة في غزة، خرجت عشرات التظاهرات في قطر تندد بمجازره وعدوانه الغاشم، كما تم تنظيم حملات شعبية لجمع التبرعات وإغاثة أهل غزة الذين يتعرضون للجوع والقتل والتهجير، وما الإعلام القطري الحر إلا انعكاس للشارع القطري وقضايا الأمة العربية والإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين العادلة.

شاركها.
Exit mobile version