❖ الدوحة – قنا
افتتح سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، فعاليات اليوم الوطني للدولة 2025 في درب الساعي بمنطقة أم صلال، تحت شعار “بكُم تعلو ومنكُم تنتظر”، والتي تنظمها وزارة الثقافة، حتى 20 ديسمبر الجاري.
وتم رفع العلم في الساحة الرئيسية على أرض الدرب إيذانًا بانطلاق الفعاليات، بمصاحبة الأغاني الوطنية، كما أقيم مسير درب الساعي أيضًا، وشاركت فيه الخيول العربية الأصيلة، والهجن، والعرضة القطرية.
وقد قام سعادة وزير الثقافة، وعدد من أصحاب السعادة السفراء لدى الدولة والمسؤولين والسادة الحضور، عقب الافتتاح، بجولة تعرفوا خلالها على عدد من الفعاليات الثقافية والتراثية والفنية التي تمتد على مساحة 150 ألف متر مربع في درب الساعي، والذي يمثل مساحة وطنية تجمع المواطنين والمقيمين حول تاريخ هذا الوطن وقيمه وهويته الأصيلة.
شهد الافتتاح حضورًا جماهيريًّا كبيرًا من المواطنين والمقيمين الذين حرصوا على التواجد في اللحظات الأولى لانطلاق الفعاليات، والاستمتاع بالأجواء الوطنية والتراثية المميزة.
وبهذه المناسبة، أكد سعادة الدكتور غانم بن مبارك العلي، وكيل وزارة الثقافة والمشرف العام على فعاليات اليوم الوطني، أن فعاليات درب الساعي لهذا العام تعبّر عن شعار اليوم الوطني “بكُم تعلو ومنكُم تنتظر”، مؤكدا أن درب الساعي يمثل في جوهره رسالة وطنية متجددة، تحمل معاني الفخر بالماضي الأصيل، والتطلع بثقة واجتهاد لبناء المستقبل، كما يواصل دوره كمنصة ثقافية وتراثية متطورة، تسلط الضوء على عمق تاريخ دولة قطر وإرثها العريق، من خلال تقديم فعاليات شاملة ومتنوعة تجمع بين الطابع الثقافي والطابع التراثي، بالإضافة إلى الأبعاد التعليمية والترفيهية في مضمون الفعاليات.
وأشار وكيل وزارة الثقافة إلى أن الفعاليات تركز هذا العام على تعزيز وترسيخ الهوية الوطنية والقيم القطرية الأصيلة، وإشراك جميع أطياف المجتمع، مع تقديم عدد من الفعاليات التي تعرض الموروث برؤية مواكبة للتطور وبطرق مبتكرة.
وشدد سعادته على حرص وزارة الثقافة على أن تكون الفعاليات المقامة في درب الساعي مرآة تعكس ثراء الثقافة القطرية العريقة، ومؤكدة على القيم والمبادئ الراسخة لدولة قطر.
هذا ويشارك في فعاليات اليوم الوطني بمقر درب الساعي مجموعة واسعة من الجهات والمؤسسات من أبرزها: وزارات الدفاع، والداخلية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلى جانب عدد من المؤسسات منها: دار الوثائق القطرية، والوكالة الوطنية للأمن السيبراني، والمركز القطري الثقافي للصم، ومركز قطر للتصوير، والمركز القطري الاجتماعي الثقافي للمكفوفين، ومبادرة قطر تقرأ، ومصرف قطر الإسلامي، حيث تقدم مؤسسات الدولة مجموعة من البرامج والأنشطة التي تعزز الانتماء للوطن.
وتتنوع فعاليات اليوم الوطني في درب الساعي، حيث تقدم لوحة تراثية عن قطر قديما، ما بين البر والبحر، فضلا عن البيت القطري والسوق القديم الذي يظهر ملامح التاريخ الاجتماعي القطري.
وتبرز فعاليتا المقطر والعزبة كإحدى أهم الركائز التراثية للحدث؛ إذ تمثل البيوت المتقاربة في المقطر محاكاة لحياة البادية، وتستضيف جلسات القصيد والألغاز الشعرية بهدف تنمية مهارات النشء وتعريفهم بلهجات القبائل وطرق الصحراء ومعالمها، كما تضم بيوتًا تراثية متخصصة مثل: بيت الصقور والقنص، وبيت السدو والغزل وحرف النساء، وبيت صناعة الألبان، فيما تتيح فعالية العزبة للأطفال تعلم ركوب الهجن وشد الذلول، وتقدم نموذجًا حيًّا للحياة التي عاشها الأجداد خلال الترحال وتمسكهم بعاداتهم وتقاليدهم.
ويحتضن درب الساعي جانبًا مميزًا من التراث البحري من خلال فعالية البدع التي تجسد البيئة البحرية التقليدية عبر مجلس البدع وبيت المطوع والمقهى الشعبي ومجلس النوخذة والنهام والطواش. وترافقها ألعاب تراثية بحرية ومسابقات ثقافية، بالإضافة إلى متحف متخصص يوثق التراث البحري القطري.
كما يقدم باقة كبيرة من الفعاليات للأطفال، حيث خصصت اللجنة المنظمة أنشطة في الهواء الطلق مثل الرياضات المختلفة، إلى جانب فعالية سنا قطر، وهي عبارة عن معرض رقمي يركز على التجارب الغامرة باستخدام تقنيات العرض المتقدمة والمحتوى الرقمي المبهر، وينقل المعرض رسائل ثقافية واجتماعية وتقنية.
ويحتضن المسرح الرئيسي فعاليات ثقافية يومية تشمل الندوات والأمسيات الشعرية التي تقدم محتوى وطنيًّا وثقافيًّا متنوعًا، إلى جانب متحف خاص بالموسيقى.
كما تتضمن فعاليات درب الساعي مجموعة من المعارض الفنية المتنوعة التي تظهر جوانب مختلفة من التاريخ القطري وهوية المجتمع، من أهمها معرض “سنة الطبعة” الذي يبرز جانبًا من تاريخ قطر، وهو سنة الطبعة التي خلدت واحدة من أشد الكوارث البحرية والاجتماعية والتجارية في تاريخ المنطقة، فيما يواصل الفنان يوسف أحمد في معرضه “نخلة يوسف أحمد” بحثه الفني المتجدد مستلهمًا النخلة القطرية التي رافقته منذ الطفولة وصارت رمزًا لهويته. وقد قاده شغفه بالورق إلى ابتكار ورق مصنوع من سعف النخيل في معمل أنشأه في بيته، لتتحول النخلة إلى مادة للفن والحياة.
وفي معرض “ملامح من الحياة” تُجسِّد أعمال الفنان محمد الجيدة رؤية فنية راسخة في الذاكرة القطرية، حيث يوثِّق ملامح الحياة الماضية بكل ما تحمله من إنسانية وعمق، إلى جانب عدد من المعارض الأخرى التي تتناول جوانب مختلفة من التراث القطري.
جدير بالذكر أن درب الساعي يفتح أبوابه للجمهور يوميًّا من الساعة الثالثة عصرًا وحتى الحادية عشرة ليلًا في مقره الدائم المصمم بأسلوب يجمع بين التراث المعماري القطري واللمسة العصرية.

