أعلنت شركة «سوق الكربون الطوعي الإقليمية»، اليوم، نجاحها في مزايدة 2.2 مليون طن من أرصدة ائتمان الكربون، وذلك في أكبر مزاد لائتمان الكربون عقدته الشركة في العاصمة الكينية، نيروبي، أمس. وشهد الحدث طرح أرصدة كربون عالية الجودة متوافقة مع معايير «كورسيا» ومسجَّلة لدى منظمة «فيرا»، التي تسهم في تمكين الشركات العاملة في مختلف القطاعات بالمنطقة من تأدية دورها في المشاركة للوصول إلى أهداف الحياد الكربوني الصفري.

16 شركة

شارك في المزاد 16 شركة إقليمية ودولية، وقامت شركة «أرامكو» و«الشركة السعودية للكهرباء» وشركة «إينووا» (التابعة لـ«نيوم») بشراء أكبر عدد من أرصدة ائتمان الكربون، كما شارك في المزاد عدد من الشركات، منها: «شركة أرامكو السعودية، والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، و«إينووا» التابعة لـ«نيوم»، وتحدد سعر المقاصة (التسوية) عند 23.50 دولار للطن.

أرصدة الكربون

وتغطي أرصدة ائتمان الكربون التي جرت المزايدة عليها 18 مشروعاً تضمنت مشاريع متنوعة تتفادى إصدار الانبعاثات الكربونية وتعمل على إزالتها، ويتركز نحو ثلاثة أرباع هذه المشاريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول جنوب صحراء أفريقيا، بما في ذلك مشاريع في كينيا وبوروندي ورواندا والمغرب وأوغندا ومصر وجنوب أفريقيا. وقد ساعدت هذه الأرصدة في تمويل مشاريع توريد مواقد طهي نظيفة ومحسَّنة ومشاريع للطاقة المتجددة في هذه الدول. وقامت شركة «سوق الكربون الطوعي الإقليمية»، بتوقيع مذكرتي تفاهم: الأولى مع شركة «إيفر ريدي شرق أفريقيا»، كما وقعت مع صندوق «كربون فيستا»، وذلك بهدف تطوير مشاريع كربونية عالية الجودة ومؤثرة في كينيا ونيجيريا وخارجهما، وتعكس الاتفاقيتان الالتزام المشترك بين شركة «سوق الكربون الطوعي الإقليمية» والمؤسسات الأفريقية الرئيسية.

تعزيز العمل المناخي

وأوضحت ريهام الجيزي الرئيس التنفيذي لشركة «سوق الكربون الطوعي الإقليمية»، أن شركة «سوق الكربون الطوعي الإقليمية» ستستخدم جميع الأدوات المتاحة لمواجهة تحدي تغير المناخ وآثاره، مفيدة بأن المزاد يظهر أهمية الدور الذي تؤديه أسواق الكربون الطوعي في توجيه التمويل إلى المشاريع التي نحتاج إليها بشدة لتعزيز العمل المناخي». وقالت: «لقد عقدنا بنجاح أكبر مزاد لائتمان الكربون عالي الجودة، وقمنا ببيع أكثر من 2.2 طن من أرصدة الكربون. وكنا قد قمنا سابقاً ببيع 1.4 مليون طن من أرصدة ائتمان الكربون في المزاد الذي عقدناه في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي».

وأضافت: «هدفنا أن نصبح إحدى أكبر أسواق الكربون الطوعي في العالم بحلول عام 2030؛ سوقاً قادرة على تعويض مئات ملايين الأطنان من انبعاثات الكربون سنوياً، وفي ضخ التمويل إلى المشاريع التي تواجه التغير المناخي وترتقي بمستويات العيش في دول الجنوب العالمي. ما حققناه من إنجازات إلى اليوم إنما يعكس مدى التزامنا بالنجاح طويل الأجل، ومدى قدرتنا على تحقيق طموحاتنا».

منصة تداول الكربون

يأتي ذلك في وقت قالت فيه ريهام الجيزي الرئيسة التنفيذية لشركة «سوق الكربون الطوعي الإقليمية» إن الشركة تخطط لإطلاق منصة التداول الخاصة بسوق الكربون الطوعي في النصف الأول من العام المقبل (2024).

وقالت الجيزي في تصريحات تلفزيونية إن شركة «سوق الكربون الطوعي الإقليمية» نفذت مزادين لبيع وتداول أرصدة الائتمان الكربوني، في إطار استكشاف السوق.

وأضافت أنه تم تأسيس الشركة منذ 6 أشهر فقط، ونجحنا في إطلاق أول مزاد في الرياض في أكتوبر لبيع 1.4 مليون طن من أرصدة الكربون، والثاني في العاصمة الكينية لبيع 2.2 مليون طن من أرصدة الكربون الطوعي.

دعم الأعمال

يُذكر أن «صندوق الاستثمارات العامة» أسس، بالتعاون مع «مجموعة تداول السعودية»، شركة «سوق الكربون الطوعي الإقليمية»، لتوفير التوجيهات والموارد اللازمة لدعم قطاعات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومساعدتها على تأدية دورها في جهود التحول العالمي إلى الحياد الصفري، كما تتمثل مهمة الشركة في تأسيس سوق قوية قادرة على إصدار وتداول أرصدة الكربون واستخدامها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما سيكون لها دور محوري في تيسير التحول إلى اقتصاد عالمي منخفض الكربون.

وحدات الائتمان

إلى ذلك، قالت «شركة العليان المالية» إنها اشترت عدداً من وحدات الائتمان الكربوني خلال مشاركتها في المزاد الإقليمي الثاني لائتمان الكربون لـ«شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية» لتداول الائتمان الكربوني.

وبيَّن نبيل العمودي، الرئيس التنفيذي لـ«شركة العليان المالية» أنه «ليس من واجبنا إيجاد حلول فعالة فحسب، لكن يتوجب علينا الابتكار في منهجنا لمكافحة تغير المناخ، وهذه المبادرة من قبل سوق الكربون الطوعي الإقليمية تمثل خطوة كبيرة نحو مستقبل أكثر استدامة للمملكة وللعالم أجمع».

شاركها.
Exit mobile version