اليونسكو

الدوحة – قنا

بدأ في الدوحة اليوم، الاجتماع الحضوري الأول لملف ترشيح السنبوك من السفن التقليدية للتسجيل ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، والذي تنظمه وزارة الثقافة على مدى خمسة أيام بالتعاون مع اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ألكسو.

ويهدف الاجتماع الذي تشارك فيه 15 دولة عربية، بجانب خبراء ومهتمين، إلى التحضير والإعداد لجمع المعلومات والبيانات اللازمة حسب استمارة التسجيل، تمهيدا لإدراج السنبوك كأحد العناصر العربية المسجلة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لدى اليونسكو.

وبهذه المناسبة، قالت الشيخة نجلاء بنت فيصل آل ثاني مدير إدارة التراث والهوية بوزارة الثقافة، في كلمتها، إن “هذ الاجتماع يأتي إيمانا منا بأهمية العمل العربي المشترك في النهوض بالتراث الثقافي غير المادي للدول العربية، وتدعيم مؤسساتنا والارتقاء بأدائها بما يتناسب مع ما يفرضه الواقع من تحديات للحفاظ على التراث العربي المشترك، وصونه، ويأتي في مقدمة ذلك تعزيز الدور المشترك لتسجيل ملف السنبوك”.

وأضافت أن “أهمية الاجتماع تكمن في كونه يمكن المشاركين من استعراض ما لديهم من علاقة بالسنبوك، حتى تكون هناك فرصة لتعبئة الاستمارة بالصورة التي تبرز الملف العربي المشترك”.

وقالت الشيخة نجلاء بنت فيصل آل ثاني مدير إدارة التراث والهوية بوزارة الثقافة في تصريح لوكالة الأنباء القطرية قنا، إن ملف السنبوك يعتبر “الملف الثاني الذي تقوده دولة قطر لتسجيله ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لدى اليونسكو بعد ملف البشت”، لافتة إلى أن “اختيار عنصر السنبوك، يأتي لأهميته ومكانته لدى أهل قطر خصوصا، ودول الخليج العربية، فضلا عن الدول العربية عموما، وذلك بغرض الحفاظ عليه من الاندثار، وتثبيت أحقيتنا في تراثنا، مع إبداء الاعتزاز به”.

ونوهت بدعم جهات الدولة المعنية ومؤسسات المجتمع المدني لإعداد وزارة الثقافة لهذا الملف، ما يضفي عليه صفة التكاملية، إذ إن من شروط التسجيل ضمن القائمة التمثيلية في اليونسكو أن يكون الملف متكاملا، ومدعوما من جهات الدولة ذات العلاقة، فضلا عن مؤسسات المجتمع المدني.

من جهته، قال السيد علي عبدالرزاق المعرفي أمين عام اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، في كلمته خلال الاجتماع : إن “السنبوك يعتبر أحد القوارب التقليدية المهمة في التراث القطري، حيث يعكس تاريخ وثقافة دولة قطر خاصة ودول الخليج بشكل عام، ويتميز بتصميمه الفريد الذي يجعله مناسبا للإبحار في المياه الضحلة، كما شكل وسيلة رئيسية للنقل والصيد، حيث استخدم في صيد الأسماك والغوص لاستخراج اللؤلؤ، كما أنه رمز لعلاقة متجذرة بين أهلنا والبحر وشاهد على مواجهة التحديات الطبيعية”.

وأضاف أن “الحفاظ على هذا التراث يعد رسالة للأجيال القادمة حول أهمية العمل الجاد، والإبداع، والقدرة على تحويل التحديات إلى فرص، كما يمثل جزءا من هويتنا الوطنية، والتي تستحق أن يتم إبرازها وتعريف العالم بها كمصدر فخر وإلهام”.

وأشار إلى أن “نجاح دولة قطر في الإعداد والتحضير لملف البشت يعزز من قدرتنا على تقديم ملف السنبوك بنفس القدر من التميز والتأثير، وتسليط الضوء على جزء حيوي من تاريخنا الثقافي المشترك”، مؤكدا أن “الاجتماع يشكل نقطة انطلاقة مهمة، وفرصة لتعميق التعاون والتنسيق بين دولنا العربية للحفاظ على هويتنا الثقافية للأجيال القادمة”.

وفي تصريح مماثل لوكالة الأنباء القطرية  قنا أكد المعرفي أن المشاركة العربية في الاجتماع تعكس الإيمان بأهمية إبراز عنصر السنبوك دوليا، لافتا إلى أن الإعداد لهذا الملف يأتي تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تهدف إلى بناء مجتمع متماسك، يعكس قيم الثقافة والتراث.

وحدد دور اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم في دعم ملف السنبوك في التعاون مع المنظمات العربية والدولية ذات الصلة، لتوفير الخبراء المعنيين لدراسة الملفات المراد تقديمها دوليا، أو تقديم المشورة لها في مختلف الجوانب، سواء كانت ثقافية أو تعليمية أو علمية.

 بدوره، نوه الدكتور حميد بن سيف النوفلي مدير إدارة الثقافة في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ألكسو، بمبادرة دولة قطر حول اقتراح ملف السنبوك للتسجيل ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لدى اليونسكو، وحرصها على توفير ظروف العمل له.

ووجه الشكر إلى الدول العربية التي تجاوبت مع هذه المبادرة وأظهرت روحا عالية من الالتزام والتعاون البناء، وكذلك الخبراء والمنسقون.

وقال النوفلي في كلمته خلال الاجتماع الحضوري الأول لملف ترشيح السنبوك من السفن التقليدية للتسجيل ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، إن “ملفات الترشيح العربية المشتركة للتسجيل لدى اليونسكو في مجال التراث الثقافي غير المادي أمست تقليدا طيبا نعتز به ونعمل على المحافظة عليه”، لافتا إلى أنه بعد ملفات النخلة والخط العربي والنقش على المعادن والحناء والعود والسعفيات والعمارة الطينية والزفة والكحل العربي، يأتي ملف جديد، وهو السنبوك، “الذي يحيلنا إلى عالم البحر ويثير فينا جما من الذكريات والخيالات والأحلام”.

وأوضح “أن السنبوك ليس مجرد وسيلة عتيقة لم يكن بالإمكان الاستغناء عنها في التنقل كما في الصيد بالمجال البحري، وإنما يؤلف نسيجا من المهارات والفنون والممارسات والصور الذهنية التي تعكسها الكثير من المأثورات الشفوية، كما أن العمل على ترشيح ملف السنبوك، يعتبر إحياء لذاكرتنا الجماعية كي تظل حية تتقد شعلاتها في الحاضر، لتلعب دورها في تكريس الوعي بالهوية لدى الأجيال الشابة بما يعزز لديها الشعور بالانتماء الثقافي والافتخار، ما يجعله واحدة من أعظم وظائف التراث الثقافي وأكثرها نبلا”.

وتحدث خلال الاجتماع ممثلون عن عدد من الدول العربية، شملت الإمارات، والبحرين، والسعودية، والسودان، وسلطنة عمان، والكويت، وليبيا ، وموريتانيا، واليمن، بجانب ممثل لبنان، والذي تحدث عبر تقنية الاتصال المرئي، مؤكدين تضافر الجهود العربية للعمل على ترشيح ملف السنبوك للتسجيل على قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية لدى اليونسكو، ومثمنين جهود دولة قطر في الحفاظ على الموروث الوطني والعربي، وإحياء الإرث الثقافي، وتعزيز التواصل بين الشعوب العربية.

وتخلل الاجتماع، عرض مصور، استعرض دور الحرفيين في صناعة السفن الخشبية، وأهمية هذه الصناعة في التنقل قديما، ونوع الأخشاب المستخدمة فيها.

ومن المقرر أن يتناول المشاركون في الاجتماع خلال الأيام المقبلة تحديد عنصر السنبوك، وصياغة عنوان الملف، وعرض التدابير المتخذة من أجل استدامة العنصر وتعزيزه، والاطلاع على المادة الفيلمية التي تقترحها الدول المشاركة، مع تحديد تاريخ اجتماع لجنة الصياغة النهائية للملف.

يشار إلى أن السنبوك يعد من المراكب الشراعية الخشبية التقليدية في قطر ودول الخليج العربية، وهو من السفن التي طورها أهل المنطقة لتتناسب مع احتياجاتهم في مواسم الغوص على اللؤلؤ والسفر ونقل البضائع بين دولهم.

كما يعتبر السنبوك من السفن التقليدية التي تتميز بمظهرها الجذاب وقدرتها على الإبحار، ورغم التغيرات التكنولوجية الهائلة في وسائل النقل والصيد البحرية، فإنه مازال يحتفظ ببعض مكانته كجزء من الذاكرة وموروث ثقافي قابل للتوظيف الحديث، لا سيما وأنه يعد صديقا للبيئة.

جدير بالذكر أن دولة قطر سبق أن استضافت خلال شهر فبراير الماضي، اجتماع لجنة الصياغة النهائية لملف البشت العباءة الرجالية، الذي نظمته اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع وزارة الثقافة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ألكسو

شاركها.
Exit mobile version