بعد قرار الإسباني رافائيل نادال حامل اللقب بالغياب عن بطولة فرنسا المفتوحة للتنس (رولان غاروس) بسبب الإصابة، والتي تنطلق فعالياتها اليوم الأحد على الملاعب الرملية بالعاصمة الفرنسية باريس، سادت حالة من عدم اليقين ربما لم تشهدها منافسات فردي الرجال في نحو عقدين، لكن جيلا جديدا من اللاعبين بقيادة المصنف الأول عالميا كارلوس ألكاراز يستمتع بالفرصة النادرة. ويغيب نادال، الذي هيمن على البطولة المقامة على الأراضي الرملية وفاز باللقب 14 مرة كان أولها في 2005، بسبب إصابة في الفخذ أبعدته عن المنافسات منذ بطولة أستراليا المفتوحة. وفي غياب نادال، الحاصل على 22 لقبا في البطولات الأربع الكبرى، بزغ نجم إسباني آخر ضمن أبرز المرشحين لحرمان نوفاك ديوكوفيتش المخضرم من الفوز باللقب للمرة الثالثة.

وفاز ألكاراز البالغ عمره 20 عاما ببطولتي برشلونة ومدريد لكنه تعثر في روما ويعتلي صدارة التصنيف العالمي للمرة الثالثة وهي المكانة التي وصلها للمرة الأولى بعد فوزه ببطولة أمريكا المفتوحة العام الماضي. وقال ديوكوفيتش عن أبرز عقبة في طريقه نحو لقبه رقم 23 في البطولات الأربع الكبرى لينفرد بالرقم القياسي لعدد مرات الفوز: «وصل جيل جديد بالفعل. ألكاراز هو المصنف الأول عالميا». وأضاف: «بالطبع، إنه يقدم أداء رائعا. وجود وجوه جديدة أمر جيد أيضا بالنسبة لرياضتنا. إنه أمر طبيعي. قلنا لسنوات إن لحظة تعاقب الأجيال قادمة». وتابع: «شخصيا، ما زلت أحاول الصمود معهم. أنا سعيد جدا بمسيرتي حتى الآن. ما زلت متعطشا للاستمرار في المنافسة. لنر إلى أي مرحلة سأصل».

شيانتيك حاملة اللقب (رويترز)

عام مليء بالتوقفات

لم تكن استعدادات ديوكوفيتش لثاني البطولات الأربع الكبرى هذا الموسم مثالية في عام آخر ابتعد فيه عن المنافسات لرفضه الحصول على تطعيم كوفيد-19، ما اضطره للغياب عن بطولتي إنديان ويلز وميامي. وتعرض لإصابة في المرفق دفعته للانسحاب من بطولة مدريد وعانى من مشكلة بدنية في روما قبل أن يخسر أمام النجم الصاعد هولغر رونه الذي خسر في النهائي أمام دانييل ميدفيديف. وأكد طرفا النهائي أنهما مرشحان للفوز ببطولة فرنسا المفتوحة. وقال رونه الفائز ببطولة ميونيخ: «لو اخترت مرشحا واحدا، فإنه سيكون نوفاك على الأرجح. لكن المنافسة مفتوحة بصورة أكبر لغياب رافا هذا العام. قدم ميدفيديف مؤشرات جيدة على الملاعب الرملية هذا الموسم… بالطبع، إنه أحد المرشحين».

ويأتي تطور مستوى ميدفيديف على الملاعب الرملية، بعدما صرح بأنه لا يحبها، في عام مبهر للاعب الذي سبق له اعتلاء صدارة التصنيف العالمي، والذي وصل لنهائي ست بطولات فاز بخمس مباريات نهائية هذا الموسم.

ومن المرجح أن يحظى ميدفيديف، الذي وصل لدور الثمانية في 2021 والذي يتحدث الفرنسية بطلاقة، بدعم كبير من المشجعين الفرنسيين، الذين سيحتفلون بالذكرى الأربعين للقب يانيك نواه دون آمال كبرى في تتويج بطل محلي هذا العام.

ويستعيد كاسبر رود وصيف بطل النسخة الماضية تألقه بعد تراجع مستواه في بداية الموسم إذ فاز ببطولة استوريل قبل أن يصل إلى قبل نهائي إيطاليا المفتوحة، بينما سيكون أندريه روبليف، بطل مونت كارلو، ضمن المنافسين على اللقب. ويواصل ستيفانوس تيتيباس، الذي خسر نهائي 2021 أمام ديوكوفيتش، مساعيه للفوز بأول ألقابه في البطولات الأربع الكبرى بعدما انتهت محاولته السابقة بخسارة ثقيلة على يد اللاعب الصربي في أستراليا. ويسعى دومينيك تيم، الذي وصل النهائي مرتين، للاستفادة من مشاركته في القرعة الرئيسية مباشرة بفضل انسحاب نادال واستعادة التألق على أرضيته المفضلة بعد أداء متواضع منذ خضوعه لجراحة في المعصم.‬

ولدى السيدات، ستشهد الدفعة التالية من المنافسة الثلاثية بين المصنفة الأولى عالميا إيغا شيانتيك وأرينا سبالينكا وإيلينا ريباكينا في البطولة مرحلة جديدة من الصراع لانتزاع المركز الأول عالميا. وتُوصف هذه المنافسة بالمرحلة التالية من الصراع بين «الثلاثة الكبار» في التنس في ظل الحاجة الماسة للرياضة لمثل هذه الصراعات، حيث فاز هذا الثلاثي بسبع بطولات فيما بينهن هذا العام. كما شاركت اللاعبات الثلاث في ستة نهائيات أخرى، وأكدت كل منهن مكانتها كمرشحة للفوز بثاني البطولات الكبرى هذا العام والتي تنطلق اليوم.

ومن الواضح أن حاملة اللقب شيانتيك، والتي فازت أيضا في باريس عام 2020 هي المرشحة الأبرز للفوز باللقب. وبعد فوزها في قطر وشتوتغارت هذا العام، عقب بلوغها النهائي في دبي ومدريد على الملاعب الرملية، يبدو أن اللاعبة البالغ عمرها 21 عاما والحائزة على ثلاثة ألقاب بين البطولات الأربع الكبرى وصلت إلى القمة في الوقت المناسب تماما. لكن موقعها في صدارة التصنيف العالمي بات في خطر حيث كسرت سبالينكا المصنفة الثانية عالميا هيمنة منافستها بعد فوزها بثلاثة ألقاب هذا الموسم.

وقدمت لاعبة روسيا البيضاء أداء قويا لتحول تأخرها بمجموعة إلى انتصار على ريباكينا في نهائي بطولة أستراليا المفتوحة بعد فوزها في أديليد أيضا.

وبعد أن كافحت سبالينكا من أجل اكتساب الثقة في بعض الأحيان في الماضي، أضافت الاتساق إلى أسلحتها هذا الموسم لتنافس على صدارة التصنيف العالمي. وفي الوقت الذي تملك فيه البطلة شيانتيك الكثير من النقاط للدفاع عنها في باريس، لم تتجاوز سبالينكا البالغ عمرها 25 عاما الدور الثالث أبدا في رولان غاروس.

وستتصدر التصنيف العالمي إذا فازت باللقب أو بلغت دورا واحدا أكثر من اللاعبة البولندية. وبعد معاناتها ضدها العام الماضي وخسارة أربع مرات متتالية أمام شيانتيك، فازت سبالينكا الآن مرتين من آخر ثلاثة لقاءات بينهما. والأهم من ذلك، أنها تدرك أيضا أنها تستطيع التغلب على شيانتيك على الملاعب الرملية، بعد أن فازت باللقب في مدريد ضدها في وقت سابق من الشهر الحالي.

ومع ذلك، سيتعين على اللاعبتين أيضا التعامل مع ريباكينا البالغ عمرها 23 عاما، والمصنفة الرابعة عالميا والتي تتطلع إلى ثاني ألقابها في البطولات الأربع الكبرى.

شاركها.
Exit mobile version