اختار زعيم مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين طريق المواجهة ليس فقط مع وزارة الدفاع، بل مع كل مؤسسات السلطة في روسيا وعلى رأسها الكرملين. ربما كان الرجل حتى اللحظة الأخيرة يأمل في ألا ينحاز الرئيس فلاديمير بوتين إلى وزيره المقرب سيرغي شويغو في هذا الصراع، وأن يأمر بدلاً من ذلك بإيجاد حل وسط للأزمة كما جرت العادة في السابق، لكن بوتين المحاط بجنرالات الحرب وضغوط متزايدة على الصعيدين الداخلي والخارجي لم يكن ليسمح بوقوع عصيان مسلح في هذا التوقيت. هنا اتسع نطاق المواجهة، وانتقد بريغوجين «الخيار الخاطئ لبوتين»، والأهم من ذلك أنه وعد بأن يكون هناك رئيس جديد لروسيا قريباً.

انتقل «طباخ بوتين» من منفذ خفي لسياسات بوتين في أفريقيا وسوريا وأوكرانيا إلى عدو للمؤسسة العسكرية ومتمرد يدعو القيادات والجنود إلى الانضمام لقواته وتقويض سلطة وزارة الدفاع و«إصلاح الوضع» في روسيا وفقاً لوجهة نظره.

وُلد بريغوجين عام 1961 في مدينة لينينغراد (سان بطرسبرغ حالياً) مسقط رأس الرئيس بوتين. وبرزت لديه ميول عدوانية منذ وقت مبكر، ولم يكن قد أكمل 18 عاماً عندما سُجن للمرة الأولى في قضية سطو، وبعد سنتين خرج من السجن ليعود إليه سريعاً في 1981.

مع وصول المواجهة بين بريغوجين ووزارة الدفاع إلى ذروتها، اتخذ «طباخ بوتين»، كما عرفته وسائل الإعلام بسبب مطعمه في سان بطرسبرغ الذي كان يتردد عليه بوتين قبل عقدين من السنين، حيث توطدت صداقتهما، قراره الحاسم بإطلاق تمرد عسكري أحدث زلزالاً داخلياً في روسيا، وجعل العالم يحبس أنفاسه.

اقرأ أيضاً

يفغيني بريغوجين…«طباخ الكرملين» الذي قلب الطاولة وهز البلاد

شاركها.
Exit mobile version