يواجه المعارض الروسي أليكسي نافالني عقوبة قد تصل إلى السجن لعشرات السنوات، في محاكمة جديدة بتهمة «التطرف»، بدأت اليوم الاثنين.

ويقضي نافالتي عقوبة بالسجن 9 أعوام بتهمة الاحتيال، في قضية يعتبر مؤيّدوه أنها عقاب له على معارضته «الكرملين».

ونافالني (47 عاماً)، الذي نجا بصعوبة في عام 2020 من عملية تسميم عزاها إلى «الكرملين»، والذي يقبع في السجن منذ يناير (كانون الثاني) 2021، يواجه عقوبة قد تصل إلى السجن لمدة 30 عاماً في محاكمة جديدة يُتهم فيها بـ«التطرف»، وبـ«إعادة تأهيل الأيديولوجية النازية».

وسبَق لنافالني أن قال إنه مستهدف أيضاً بقضية «إرهاب» يواجه فيها احتمال السجن المؤبَّد، لكن لا تفاصيل وافرة حولها.

وتجري المحاكمة في سجن «إي كاي-6» في ميليخوفو، على بُعد 250 كيلومتراً من موسكو، ولا تزال ملامح الادعاء غير واضحة، ولم يكن أمام محامي الدفاع عن نافالني سوى 10 أيام لفحص 196 مجلداً من الملف، وفق ما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال نافالني، مؤخراً، باستهزاء: «رغم أنه من الواضح، نظراً إلى كثرة المجلدات، أنني مجرم منهجي ودؤوب، يستحيل أن يُفهم بالضبط ما أنا متّهم به».

ويتّهم المعارض الروسي «الكرملين» برغبته في إبقائه بالسجن مدى الحياة، لجعله يدفع ثمن انتقاداته التي لم تخفَّ رغم سجنه. وعن طريق فريقه، يواصل نافالني النشر بانتظام على شبكات التواصل الاجتماعي؛ للتنديد بشكل خاص بالنزاع في أوكرانيا.

«يحاكَم لنشاطه السياسي»

وقالت كيرا يارميش، وهي إحدى الناطقات باسم نافالني، في تصريح، لـ«وكالةالصحافة الفرنسية»، إن المعارض الروسي «يُحاكَم لنشاطه السياسي».

ويقول مناصرو نافالني إنه يخضع لمعاملة قاسية، بشكل خاص في السجن، حيث خسر وزناً، وحيث يُرسل إلى الحبس الانفرادي لأدنى ذريعة.

وفي رسالة، نُشرت مطلع يونيو (حزيران)، قال نافالني إنه أُرسل، للمرة السادسة عشرة، إلى زنزانة تأديبية؛ حيث يُترك المعتقلون بمفردهم في ظروف قاسية.

ويَتّهم نافالني إدارة السجن بمضايقته من خلال وضعه مع سجين مصاب بعدوى فيروسية وتفوح منه رائحة كريهة، أو من خلال إجبار السجناء على الاستماع إلى خطابات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وعلى غرار نافالني، سُجن، في السنوات الأخيرة، معظم المعارضين المعروفين الذين لم يفرّوا من روسيا، ولا سيّما منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

ومن هؤلاء المعارضُ فلاديمير كارا-مورزا، الذي حُكم عليه في أبريل (نيسان) بالسجن 25 عاماً بتهمة «الخيانة العظمى»، والمُعارض إيليا ياشين الذي حُكم عليه في ديسمبر (كانون الأول) بالسجن ثماني سنوات ونصف السنة؛ لانتقاده الهجوم في أوكرانيا.

ويوم عيد ميلاده السابع والأربعين، مطلع يونيو، أعلن نافالني أنه يحافظ على معنوياته، على الرغم من تشديد ظروف احتجازه. وكتب: «من الواضح أنني لا أريد أن أستيقظ في هذه الحفرة، بل أن أتناول الفطور مع عائلتي، وأن أقبّل خدود أطفالي، وأفتح هداياي وأقول: هذا حقاً ما كنتُ أحلم به».

وأضاف: «لكن هكذا هي الحياة: لا يمكن تحقيق تقدّم اجتماعي ومستقبل أفضل إلا إذا كان عدد معيّن من الناس على استعداد لدفع ثمن الحق في أن تكون لدينا قناعات».

شاركها.
Exit mobile version