نيويورك – قنا

أكد السيد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن الجهود التي قامت بها دولة قطر على عدة مستويات يجب أن تكون مثالا للدول الأعضاء الأخرى في المنظمة الدولية، وأن استضافة دولة قطر مؤتمرات الأمم المتحدة تأتي لكونها فاعلا رئيسيا في النظام العالمي متعدد الأطراف.

وقال دوجاريك، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن دولة قطر تلعب دورا عظيما في الوقت الراهن في الدفع نحو وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، لافتا إلى أن الأمم المتحدة وقطر تتعاونان على الصعيدين الدبلوماسي والإنساني.

وأوضح دوجاريك أن سعادة السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، يشعر بامتنان كبير لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على جهوده وتعاون سموه مع الأمم المتحدة.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: “إن قطر تدعم العمل الإنساني للأمم المتحدة بشكل كبير، سواء من الناحية المالية أو من خلال الشراكات المبتكرة مثل الشراكات مع الخطوط الجوية القطرية، التي ساعدتنا كثيرا على الصعيد اللوجستي، وكل أنواع مجالات التعاون بين الطرفين مهمة للغاية”.

وأعرب دوجاريك عن اعتقاده بأن الجهود التي بذلتها دولة قطر على عدة مستويات ينبغي أن تكون نموذجا للدول الأعضاء الأخرى.

وحول مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79، قال دوجاريك: إن “محور الجمعية العامة هذا العام سيكون (قمة المستقبل)، التي تتضمن مقترحات قدمها الأمين العام لتحديد هيكلة الأمم المتحدة، وتحديد طريقة عملنا في مجال الذكاء الاصطناعي”.

وتابع أن “عدد أعضاء الأمم المتحدة كان قليلا جدا عندما بدأت منذ ما يقرب من 80 عاما، فقد كانت هناك 50 دولة في الأساس، والآن لدينا 193 دولة، وقد تغير العالم في نواحٍ كثيرة، لكن هيكل الأمم المتحدة، سواء كان مجلس الأمن أو المؤسسات المالية الدولية، لم يتغير لذا تحتاج الدول الأعضاء إلى الاتفاق على المضي قدما، وجعلها أكثر تكيفا مع القرن الحادي والعشرين”.

وبشأن قضية التغير المناخي، وهل ستكون مطروحة على نقاشات الجمعية العامة؟ قال: “إن هذه المشاكل لن تحل بين عشية وضحاها، فالجمعية العامة توفر منصة للدول الأعضاء للالتقاء لمناقشة هذه القضايا”، مضيفا: “نحن نتطلع إلى معرفة ما سيقولونه، ونأمل أن نجد التزامات وتوصيات من الدول الأعضاء للتعامل معها، خاصة مشكلة تغير المناخ، التي لها تأثير حقيقي على الحياة والبشر والمحاصيل التي يزرعونها ويأكلونها”.

وحول قضية الهجرة غير الشرعية، أوضح دوجاريك أن “المشكلة ليست في الهجرة في حد ذاتها بل في كيفية تعاملنا معها، الأشخاص الذين يتولون سياسة الهجرة ليسوا الدول الأعضاء، بل العصابات الإجرامية، ومهربو البشر وذلك لأنه لا يوجد اتفاق كاف بين الدول الأعضاء، ونحن بحاجة إلى عقد اتفاق بين الدول التي يأتي منها الناس، ودول المنشأ، ودول العبور ودول المقصد. الكثير من الدول تحتاج إلى العمالة والأطباء والممرضات والمهندسين، نحن بحاجة إلى إدارة هذا التدفق من الناس”.

وبشأن الصراعات الدائرة حاليا في العالم وموقف الجمعية العامة منها، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: “إن حل هذه القضايا يكمن في احترام القواعد، والمشكلة هي الإفلات من العقاب وعدم احترام القوانين، نحن بحاجة إلى إعادة بناء ثقتنا في القوانين وإعادة الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، الذي وقّعت عليه جميع الدول الـ193، وإظهار الاحترام الحقيقي لحكم القانون”.

وحول استمرار الحرب في قطاع غزة منذ قرابة العام، قال: “إن الخطوة الأولى بالنسبة لنا هي وقف إطلاق النار الفوري، ولهذا السبب، كما قلت، نحن ممتنون للقيادة القطرية في هذا الأمر، فلطالما كانت قطر كبيرة دبلوماسيا، ما مكنها من التحدث إلى أشخاص مختلفين وجمع الناس معا، وقد رأينا ذلك في الاجتماعات التي عقدناها بالدوحة بشأن أفغانستان، والشيء نفسه مع غزة”.

وأضح أن طرفي النزاع عليهما إيجاد الشجاعة والإرادة السياسية للتوصل إلى اتفاق فعلي، “لأننا نعلم أن القطريين بمساعدة المصريين والأمريكيين كانوا يعملون بجدية شديدة، ونحن نعلم أن الاتفاق موجود، وقد تم الاتفاق عليه تقريبا”.

وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في ختام حواره مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، عن حزنه لاستمرار عملية انتهاك القانون الدولي واستهداف البنية التحتية المدنية، مشددا على أن ذلك “يعود إلى ما كنت أقوله عن الإفلات من العقاب”.

شاركها.
Exit mobile version