حثّ الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، اليوم الثلاثاء، المجتمع الدولي، على الضغط على إسرائيل للانسحاب «الفوري» من جنوب سوريا، مندداً بالهجمات الإسرائيلية التي قال إنها تستهدف أمن بلاده واستقرارها، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وكثفت إسرائيل منذ الأسبوع الماضي ضرباتها على سوريا، على وقع مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجعل «جنوب سوريا منزوع السلاح بالكامل»، مؤكداً أن الدولة العبرية لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب العاصمة دمشق.

وفي كلمة ألقاها خلال القمة العربية الطارئة بشأن غزة في القاهرة، قال الشرع: «نحث المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية في دعم حقوق سوريا في الضغط على إسرائيل للانسحاب الفوري من الجنوب السوري».

وعدَّ أن «هذا التوسع العداوني ليس فقط انتهاكاً للسيادة السورية، بل تهديد مباشر للأمن والسلام في المنطقة بأسرها»، معتبراً أن «العدوان الإسرائيلي المتواصل إلى جانب الهجمات العسكرية التي تستهدف أمن سوريا واستقرارها يتطلب منا جميعاً الوقوف صفاً واحداً ضد هذا التصعيد».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع (رويترز)

وإثر إطاحة حكم بشار الأسد، شنّت إسرائيل مئات الغارات على منشآت عسكرية وقواعد بحرية وجوية في أنحاء البلاد، قالت إن هدفها منع سقوط ترسانة الجيش السوري في أيدي قوات الإدارة الجديدة. وفي موازاة ذلك، توغلت قواتها إلى المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان والواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله إسرائيل.

ورغم تنديد الإدارة الجديدة مراراً بالتوغّل الإسرائيلي، فإن أي مواقف عالية النبرة لم تصدر عنها إزاء إسرائيل. وكرّر الشرع أن بلاده التي تواجهها تحديات عدة بعد نحو 13 عاماً من نزاع مدمر لا تريد الدخول في أي صراعات جديدة مع جيرانها.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، ليل الثلاثاء الماضي، شن غارات على «أهداف عسكرية» في جنوب سوريا، بما في ذلك «مراكز قيادة ومواقع عديدة تحتوي على أسلحة». كما أعلن قصفه ليل الاثنين «موقعاً عسكرياً» يضم مستودعاً للأسلحة في غرب سوريا.

وندد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، الثلاثاء، بـ«التصعيد العسكري الإسرائيلي» على سوريا.

وقال في بيان: «هذه الأعمال غير مقبولة، وتهدد بزعزعة استقرار الوضع الهش أصلاً، وتفاقم التوترات الإقليمية، وتقوض الجهود الرامية إلى وقف التصعيد وانتقال سياسي مستدام».

«وصمة عار»

ومشاركة الشرع في القمة العربية الطارئة بشأن غزة هي الأولى منذ إطاحة الأسد.

واعتبر في كلمته أن «الدعوة لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه بشكل قسري وصمة عار ضد الإنسانية»، مشدداً على أنه «لا يمكن قبول اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، وحان الوقت أن نقف جميعاً كعرب بوجه هذه المخططات».

وسبق للشرع أن وصف الشهر الماضي خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه بـ«جريمة كبرى لن تنجح».

وجاء حضوره القمة بعدما وافقت لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي على إعفائه من حظر السفر المفروض عليه، بسبب إدراجه على لائحة العقوبات، ما مكّنه من السفر إلى القاهرة للمشاركة في أعمال القمة.

ونشرت وكالة «سانا» صوراً تظهر لقاءات عقدها الشرع قبل بدء القمة، أبرزها مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يلتقي الرئيس السوري أحمد الشرع في القاهرة (رويترز)

كانت جامعة الدول العربية علقت عضوية سوريا عام 2011 اعتراضاً على قمع حكم الأسد الدامي للتظاهرات الشعبية التي شهدتها البلاد، قبل أن تتحول إلى نزاع دام متشعب الأطراف.

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}

شاركها.
Exit mobile version