قفزت السعودية قفزات رقمية مهمة خلال رحلة التحول لتأسيس خدمات رقمية ذات كفاءة عالية، والوصول إلى مستوى حكومة رقمية متكاملة، ترتقي بجودة الحياة وإطلاق آفاق استثمارية جديدة وواعدة تتوافق مع تطلعات «رؤية السعودية 2030».

واتسمت رحلة التحول الرقمي السعودية بعلامات فارقة، باتجاه أفق رقمي واعد، وبناء مستقبل الحكومة الرقمية، ووضع السعودية في مصافّ الدول المؤثرة والرائدة في تقديم خدمات رقمية وخيارات تقنية متقدمة، يكون محورها المواطن والمقيم والزائر، والأفراد والمؤسسات على حد سواء.

وأسهمت ملامح التقدم الذي حققته السعودية في رحلة التحول الرقمي، في تأهيلها للوصول إلى مراتب متقدمة في المؤشرات العالمية، وحجز موقع ثابت لها في مختلف الفعاليات والأحداث الدولية للتعريف باستراتيجيتها المتفردة إقليمياً، بالإضافة إلى التطلعات التي تنشد تحقيقها لإنجاز مرحلة نوعية لتعزيز الأداء الرقمي، وتطوير البنية التحتية الرقمية لمواكبة تلك التطلعات، ومن جهة أخرى معالجة التحديات التي تواجه طموح السعودية في هذا الباب، وذلك على ضوء إطلاق هيئة الحكومة الرقمية عام 2021، وتكليفها بمهمة تمهيد الطريق للأفراد والجهات، ودعم توفر خدمات رقمية كفؤة ومتطورة.

يبلغ حجم إنفاق السعودية على الحكومة الرقمية أكثر من 12 مليار ريال سنوياً (واس)

12 مليار ريال سنوياً للتحول الرقمي

يبلغ حجم إنفاق السعودية على الحكومة الرقمية أكثر من 12 مليار ريال سنوياً، الأمر الذي انعكس على تحقيق مؤشرات ونتائج إيجابية مبكرة لرحلة التحوّل الرقمي خلال السنوات الماضية. وفي حين يشهد العالم في الآونة الأخيرة تطوراً في قطاع التكنولوجيا على نحو ضخم وانتقالها إلى آفاق جديدة، وضعت «رؤية 2030» التحول الرقمي على رأس أولوياتها، ورسمت له استراتيجية متكاملة وحاسمة وعملية تهدف إلى تمكين وتسريع التحول الحكومي بكفاءة وفاعلية. وذلك من خلال الكثير من برامج ومشاريع الحكومة الإلكترونية، مع تمكين ودعم المؤسسات والهيئات الحكومية المختلفة. وهو يهدف بشكل أساسي إلى توفير جميع الخدمات الحكومية رقمياً، وإتاحة الوصول إليها بسهولة. وتوفر «رؤية 2030» برنامج تحول فعال وجيد التخطيط يُعرف باسم برنامج التحول الوطني، ويهدف إلى تطوير البنية التحتية اللازمة وخلق بيئة تُمكن القطاعات العامة والخاصة وغير الربحية من تحقيق مستهدفات «رؤية 2030». وتوفر الرؤية لقطاع خدمات تقنية المعلومات سنوات من النمو الفائق السرعة، والتوجه إلى الحوسبة السحابية والاستثمار في التقنيات الجديدة والناشئة، والبرمجيات الحكومية مفتوحة المصدر، للوصول إلى مستويات الأسواق الأكثر تقدماً في استخدامات الذكاء الاصطناعي والروبوتات والواقع المعزَّز وإنترنت الأشياء السحابي والتجارة الإلكترونية.

مثّلت منصة المؤتمر التقني الأضخم عالمياً «LEAP» أوضح مظاهر الطموح السعودي في التحول الرقمي (واس)

«LEAP»… رواد التحول الرقمي العالمي في الرياض

مثّلت منصة المؤتمر التقني الأضخم عالمياً (LEAP)، أوضح مظاهر الطموح السعودي في إحراز تقدم على مستوى الحلول الرقمية المتقدمة، إذ جمعت الرياض في النسخة الثانية للمؤتمر التي عقدت في فبراير من العام الحالي، نخبة من كبرى شركات التقنية حول العالم، ومجموعة من ألمع المبتكرين والمستثمرين والمتتبعين لأحدث التقنيات المستدامة. واختتم المؤتمر الذي زاره نحو 300 ألف زائر من 100 دولة أعماله بتحقيق مجموعة من الأرقام القياسية وغير المسبوقة، وقد تجاوزت قيمة الإعلانات والإطلاقات أكثر من 9 مليارات دولار، وهو ما يعكس حجم الرغبة السعودية في تدعيم النمو الاقتصادي والمنظومة الرقمية سريعة التطور. وقد شهد المؤتمر عموماً أجواء مشحونة بالتطلّع، عززت من دور المؤتمر كمنصة عالمية رائدة لتسريع التحول الرقمي في السعودي، وإشاعة تأثير ذلك في المنطقة، التي تنشد معبراً آمناً ومأهولاً بالطموح للخروج من تحدياتها التنموية والاقتصادية المتراكمة. وحظيت المناقشات التي انتعشت على منصات المؤتمر بحوار حيوي عن التوجهات العالمية بشأن التحول الرقمي، وعن التجربة السعودية المهمة التي تخوض غمار الانتقال الجاد والنوعي لحيازة عوامل النضج الرقمي وتطوير القدرات السعودية للأفراد والجهات والبنى التحتية لتطوير مستويات الأداء الرقمي.

وضعت «رؤية 2030» التحول الرقمي على رأس أولوياتها ورسمت له استراتيجية متكاملة (الشرق الأوسط)

مؤشرات مبكرة لرحلة مستمرة

نتائج مبكرة سجلتها السعودية في مشوار التحول الرقمي، تعكس حكم الجهد المبذول لتمكين الخيارات التقنية المتقدمة لرفع كفاءة أداء الأجهزة الحكومية وتوطين مجتمع تقني ملائم لاستحقاقات المستقبل ولشروط النهضة الرؤيوية للسعودية، وتعزيز التقدم في مجالات الحكومة الرقمية والمساهمة في تطوير جودة الحياة للأفراد، وتحسين التنافسية، وسهولة ممارسة الأعمال للشركات، وتعزيز كفاءة العمل الحكومي.

السعودية الأولى بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤشر نضج الخدمات الحكومية الإلكترونية عام 2022

حققت السعودية المركز «الأول» في مؤشر نضج الخدمات الحكوميّة الإلكترونية والنقّالة لعام 2022 الصادر من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، الذي يقيس مدى نضج الخدمات الحكومية المقدمة عبر البوابات الإلكترونية والتطبيقات الذكية وفق ثلاثة مؤشرات فرعية وهي: توفر الخدمة وتطورها، واستخدام الخدمة والرضا عنها، والوصول إلى الجمهور، وشمل القياس في تقرير المؤشر 18 دولة.

التقدم الذي حققته السعودية في رحلة التحول الرقمي أهّلها للوصول إلى مراتب متقدمة في المؤشرات العالمية (عِلم)

السعودية الأولى عالمياً في مؤشر الذكاء الاصطناعي

وفي مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي، وهو أحد مؤشرات التصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي الصادر عن «Tortoise Intelligence» الذي يقيس أكثر من 60 دولة في العالم، حصلت السعودية على المركز الأول عالمياً، فيما حلت ألمانيا ثانياً والصين ثالثاً في هذا المؤشر.

«سدايا» الأولى عربياً على مستوى الجهات الحكومية في هندسة البرمجيات

أعلنت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) ممثلة في مركز المعلومات الوطني، أنها حققت أعلى مستوى نضج في مجال تطوير البرمجيات وفقاً للتصنيف الذي أعلنه معهد «CMMI- Capability Maturity Model Integration» الدولي؛ إذ تُعد بذلك أول جهة حكومية تحقيقاً لهذا المستوى بين الدول الخليجية والعربية.

وتتولى «سدايا» قيادة التوجهات السعودية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، وتحقيق تطلعات ومستهدفات رؤية السعودية 2030، وإطلاق حزمة من المبادرات لتطوير الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، وتوحيد الجهود وتمكين التحول الرقمي في مختلف قطاعات البلاد وتحقيق الاستفادة المثلى منها. كما حققت السعودية مؤخراً المرتبة الثالثة عالمياً ضمن 198 دولة، حسب بيانات مؤشر نضج الحكومة الرقمية لعام 2022 والصادر عن مجموعة البنك الدولي، وسجلت أعلى نتيجة تاريخية لها في مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية الصادر عن منظمة الأمم المتحدة منذ إطلاقه قبل أكثر من 20 عاماً، واحتلت مدينة الرياض المرتبة الرابعة عالمياً في استخدام التقنية وتطبيقاتها ضمن النطاق «المرتفع جداً» ضمن 193 مدينة حول العالم.

شاركها.
Exit mobile version