الإعلان عن نتائج الدورة الرابعة لجائزة قطر العالمية لحوار الحضارات

الدوحة – قنا

أعلنت جامعة قطر، اليوم، عن نتائج الدورة الرابعة من جائزة قطر العالمية لحوار الحضارات والتي تنظمها اللجنة القطرية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية وجامعة قطر، ممثلة بكرسي منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم /إسيسكو/ في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، تحت عنوان: حوار العلوم: نحو إطار حضاري لتكامل النظام التعليمي”.

وفاز بالجائزة الثانية، التي جاءت تحت عنوان “حوار المعارف والثقافات وبناء العلوم الاجتماعية: من الخبرة الحضارية إلى تجاوز الأزمة المعاصرة”، الدكتور مدحت ماهر من مصر، حيث تم الاتفاق بإجماع أعضاء اللجنة العلمية، وأعضاء لجنة التحكيم الخارجية، على حجب الجائزة الأولى لعدم وجود أبحاث محققة لمعايير التميز المستحقة لقيمة ومكانة الجائزة رمزيا وماديا.

وحصل على الجائزة الثالثة الدكتور يونس الخمليشي من المغرب عن بحثه بعنوان “الأسس النظرية والعملية لحوار العلوم وتكامل المعارف: بحث في أنساقها واستدلالاتها وتحقيباتها”، وجاء ذلك خلال مرحلة تقييمات صارمة من قبل لجان تحكيم علمية محلية ودولية، وفقا للمعايير المحددة التي ركزت على الأصالة وجودة المحتوى وعمق التحليل.

وفي هذه المناسبة، ثمن الدكتور إبراهيم بن عبدالله الأنصاري عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، الجهود التي قدمتها اللجنة القطرية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية في دعم جائزة قطر العالمية لحوار الحضارات، لافتا إلى أن العمل مع هذه الجهة يعد بمثابة امتداد لشراكة طويلة منذ أن ارتأت اللجنة أن يكون موضوع الحوار الحضاري موضوعا أكاديميا يدرس في الجامعات وتجرى حوله الأبحاث، حيث إن هذه الشراكة أثمرت الكثير من الإنجازات.

ونوه الدكتور الأنصاري بالدور الذي تلعبه الجائزة في تعزيز قيم الحوار الحضاري، مشيرا إلى أهمية التعاون المستمر بين كلية الشريعة واللجنة القطرية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية.

وقال إن هذه الجائزة ليست إلا إحدى ثمرات التعاون المثمر والمستمر مع اللجنة القطرية لتحالف الحضارات، إذ بدأت منذ سنوات بجهود محدودة، ولكن نظرا للإقبال الكبير عليها توسع نطاقها لتصبح كل سنتين وبقيمة مجزية، الأمر الذي جعلها أكثر تميزا وأعلى دقة في اختيار الأبحاث.

بدوره، أشاد سعادة السفير عبدالله بن أحمد السادة امين سر اللجنة القطرية لتحالف الحضارات بتوسع نطاق الجائزة ليشمل اهتماما دوليا ومشاركات من خارج قطر، إذ تم الترويج لها في فعاليات دولية مختلفة، معبرا عن أمله باستمرارية هذا التعاون وتعزيزه من خلال مبادرات وبرامج مستقبلية، مما يسهم بتعزيز صورة قطر كمركز عالمي للحوار والتفاهم بين الثقافات والحضارات.

من جانبه، أوضح الأستاذ الدكتور عز الدين معميش رئيس كرسي الإيسيسكو لحوار الحضارات، أن موضوع الدورة الرابعة من جائزة قطر العالمية لحوار الحضارات، يشكل أهمية بالغة كونه يتمحور حول التعليم بعنوان “حوار العلوم: نحو إطار حضاري لتكامل النظام التعليمي”، مما يعزز الفهم المتبادل بين مختلف التخصصات العلمية.

وأشار معميش إلى أن هذه الدورة من الجائزة تميزت ليس فقط بنوعية الموضوع وأهميته، بل أيضا بمدى المشاركة الواسعة من مختلف دول العالم، فقد تلقت اللجنة العلمية 146 بحثا من عشرين دولة، وتمت مراجعة ودراسة 21 بحثا في المرحلة النهائية، وقد بلغ مجموع كلماتها أكثر من مئة ألف كلمة، مرت بمراحل تحكيم دقيقة من لجنتين محلية ودولية.

وصممت هذه الدورة لتحقيق مجموعة من الأهداف المحورية، منها تطوير التعليم كوسيلة للتقارب الإنساني بعيدا عن التصنيفات الدينية أو العرقية، واستكشاف التكامل بين العلوم والمعارف والعمل على تطبيقه في المناهج التربوية.

كما تسعى المبادرة لمواجهة تحديات الفصل بين المعارف وتطوير منهج متكامل يقوم على التنوع والتعاون، إلى جانب تشجيع الابتكار والجودة في التعليم من خلال تكامل العلوم الإنسانية والطبيعية. وتهدف الدورة أيضا إلى إبراز دور العلوم الإسلامية في توثيق العلاقة بين المعارف المختلفة عبر التاريخ.

وعلى صعيد آخر، أعلنت لجنة كرسي الإيسيسكو لحوار الحضارات بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، عن إطلاق مؤتمر “الإرث الحضاري الأندلسي: من التأسيس إلى التحولات المعاصرة” والذي سيعقد في غرناطة بإسبانيا، من 6 إلى 8 نوفمبر 2024، في جامعة غرناطة بمشاركة باحثين وأكاديميين من مختلف أنحاء العالم.

ويهدف المؤتمر، الذي يتم تنظيمه بالتعاون مع ست جهات محلية ودولية، إلى تفعيل الدبلوماسية الحضارية وتعزيز فهم الإرث الأندلسي وتأثير الحضارة الإسلامية على العالم، مع التركيز على دور الأندلس في تطور العلوم والمعرفة.

ويشارك في المؤتمر 32 باحثا من 17 دولة من مختلف أنحاء العالم، حيث سيتم مناقشة مواضيع متعددة عبر ست جلسات علمية، بهدف دراسة التحولات في التفاعل مع الإرث الأندلسي، وفهم الاستشراق الإسباني، والعمل على تفكيك الصور النمطية في العقلية الغربية تجاه الحضارة الإسلامية، وإيجاد سبل لتفعيل الذاكرة الحضارية المشتركة بما يعزز العلاقات الثقافية بين الحضارتين الإسلامية والغربية وتعزيز العلاقات بين إسبانيا وقطر، في المجالات الثقافية والعلمية والارتقاء بموضوع الحوار الحضاري إلى مجالات جديدة.

شاركها.
Exit mobile version