تمكنت «الإدارة الذاتية» لشمال شرقي سوريا من إجلاء 369 سورياً من السودان، بينهم 34 رضيعاً و3 جثامين. وأكد مسؤول بارز في «الإدارة» استمرارها في القيام بواجباتها الإنسانية المسؤولة «تجاه العالقين من أهلنا في السودان».

وقال رئيس دائرة العلاقات الخارجية في «الإدارة» بدران جيا كرد في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه مع تزايد وتيرة الحرب في السودان، «تستمر الإدارة الذاتية وعبر بعثاتها الرسمية في الدول المجاورة للسودان، القيام بواجبها المسؤول تجاه العالقين من أهلنا بالسودان»، حيث سيرّت 3 رحلات جوية، وبلغ عدد الذين وصلوا إلى مناطق الإدارة شمال شرقي البلاد نحو 369 سورياً، وذلك «كإجراء نحو تأمين خروج أبنائنا بسلام نحو بلدهم.

وأشار هذا المسؤول إلى أنه تمت «مواجهة بعض العقبات والعراقيل، لكن عالجنا كل الأمور بنجاح، نشكر كل الجهات العربية والدولية الإنسانية التي ساهمت وتعاونت في نجاح رحلات الإجلاء الثلاث». هذا ونجحت «الإدارة الذاتية» بإجلاء أكثر من 150 شخصاً، بينهم أطفال ونساء، في الأسبوع الأول من شهر مايو (أيار) الماضي، بعد اشتداد المعارك القتالية في السودان، والتي وصلت إلى مدينة القامشلي الخاضعة لنفوذ «الإدارة الذاتية» وقواتها العسكرية والأمنية.

وأشار جيا كرد إلى أن «الإدارة»، وعبر التنسيق والمتابعة مع الجهات المعنية، نجحت في إجلاء 18 شخصاً، بينهم 3 رضع، وإيصالهم إلى القامشلي في الدفعة الثانية منتصف الشهر نفسه.

وأضاف: «أما الرحلة الثالثة الأخيرة قبل أيام، فضمت 201 شخص من أطفال ونساء، بينهم 31 رضيعاً، إضافة إلى 3 جثامين كانوا عالقين في السودان من أهلنا»، وهذه الدفعة الأخيرة وصلت جواً آتية من العاصمة دمشق.

وهذه المساعي تأتي في إطار جهود مبادرة «الإدارة الذاتية» التي أطلقتها منتصف شهر أبريل (نيسان)، والرامية للعمل على إعادة اللاجئين السوريين الذين فروا جراء المعارك المحتدمة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع».

من وصول آخر دفعة من السوريين إلى مناطق «الإدارة الذاتية» نهاية مايو الماضي (الشرق الأوسط)

وقال جيا كرد: «كاستجابة فورية لنداء الأهالي العالقين في السودان، تعرب الإدارة الذاتية عن قلقها العميق والشديد لما يحدث في السودان الشقيق»، موضحاً أن «الإدارة» استجابت لمطالب الأهالي وشكلت «لجنة مختصة» هدفها العمل على إعادة الرعايا السوريين المتحدرين من مناطق «الإدارة الذاتية» وغيرها من المناطق السورية من العالقين في السودان.

وأعرب عن أمله في ألا يعيش الشعب السوداني الويلات والمآسي التي عاشها الشعب السوري، قائلاً: «من نتائج الحروب خلق حالة من الفوضى والدمار والهجرة، وتعطيل واضح لمسار الأمان والتقدم، كلنا أمل بأن تكون لغة العقل والسلام دون السلاح المنهج السائد للحل نحو الاستقرار». وتحدثت تقارير صحافية عن فقدان قرابة 20 سورياً حياتهم في السودان جراء استمرار الاشتباكات العنيفة منذ منتصف أبريل (نيسان) الفائت.

وأعلنت الأمم المتحدة مقتل 730 شخصاً وإصابة نحو 5500 آخرين. وشرح جيا كرد أن خلية الأزمة المكلفة باستقبال المعلومات وتعقب سلامة سكان مناطق «الإدارة» في السودان «مهمتها تقديم المشورة اللازمة وخريطة العودة لأهلنا العالقين هناك».

ورحب بالجهود العربية والأممية الداعمة والميسرة لمهام «الإدارة الذاتية» هذه ضمن المعطيات والإمكانيات المتوافرة لديها، مضيفاً: «نشكر كل جهة تعاونت معنا في هذا العمل الأخلاقي والإنساني». وتوفي 3 أكراد سوريين من عائلة واحدة بحادث سير خلال محاولتهم الفرار من السودان في 23 من الشهر الماضي.

وقالت عائلة محمد علي حمشو المتحدرة من مدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشرقي، في بيان، إنها فقدت ثلاثة من أفرادها، هم: الأب محمد وولداه مهدي ومصطفى، الذين قضوا في حادث مروري أثناء محاولتهم العبور من السودان إلى مصر.

في سياق متصل، أعلنت مصادر دبلوماسية في دمشق لصحيفة «الوطن» السورية، الخميس، أن عدد السوريين الذين عادوا إلى البلاد منذ بدء حرب السودان بلغ حتى اليوم 6 آلاف مواطن، وتسيير رحلات يومية منتظمة من بور سودان السودانية إلى مطار دمشق الدولي، وتضم كل رحلة على متنها نحو 170 شخصاً. وأكدت المصادر نفسها وجود ما بين 2000 إلى 3000 سـوري لا يزالون ينتظرون في بور سودان لإجلائهم في قادم الأيام.

شاركها.
Exit mobile version