رئيس وأعضاء الشورى يتابعون الندوة

❖ الدوحة – الشرق

نظم مجلس الشورى ندوة نقاشية بعنوان (الدبلوماسية البرلمانية: دور المجالس التشريعية في تحقيق السلام والتفاهم والتقارب بين الشعوب)، ضمن مشاركة المجلس في الاحتفال باليوم الدولي للعمل البرلماني، والذي يصادف الثلاثين من يونيو من كل عام، وذلك تحت رعاية وحضور سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس المجلس.

وأوضح الدكتور بهاء الدين مكاوي رئيس قسم الشؤون الدولية بكلية الآداب والعلوم مفهوم الدبلوماسية البرلمانية، موضحًا الفرق بينها وبين الدبلوماسية الرسمية، وكيف يمكن للبرلمانيين استخدام هذا المفهوم لتعزيز العلاقات الدولية. وأشار إلى أن الدبلوماسية البرلمانية تتميز بقدرتها على بناء علاقات مباشرة بين الممثلين المنتخبين من مختلف الدول، مما يعزز من التفاهم المتبادل والتعاون في القضايا الدولية المشتركة. وأكد على أهمية تفعيل الدبلوماسية البرلمانية لتعزيز السلام والتفاهم بين الشعوب من خلال المبادرات المشتركة والحوارات البرلمانية.

وتناول سعادة العضو عبدالله بن ناصر السبيعي موضوع العمل البرلماني وآلياته، موضحًا كيف تسهم تلك الآليات في تعزيز الدبلوماسية البرلمانية والتفاهم الدولي.

وأكد على أن البرلمان يلعب دورًا أساسيًا في مراقبة السياسات الحكومية وتشريع القوانين التي تعزز من السلام والأمن على المستوى الدولي، بالإضافة إلى دوره في بناء جسور التواصل بين الشعوب من خلال الزيارات واللقاءات البرلمانية. وأشار سعادته، إلى أن الدبلوماسية البرلمانية تهدف إلى بناء العلاقات الدولية ودعم أجندة الدول من خلال عملها، خصوصًا في الدول متعددة الأحزاب، بجانب دعمها لعمل الدبلوماسية الرسمية لتحقيق أهداف الدولة، عبر تأسيس تواصل مباشر مع الشعوب عبر ممثليهم المنتخبين، مما يعزز من فهم أفضل للمواقف الوطنية ويساهم في تعزيز التعاون الدولي.

    أهداف الدبلوماسية البرلمانية

وفيما يتعلق بأهداف الدبلوماسية البرلمانية، تحدث سعادة العضو عيسى بن أحمد النصر، عن كيفية إسهام تلك الأهداف في تعزيز السلام والأمن الدوليين، عبر التأسيس لحوار بناء بين الشعوب، وأشار إلى ما تمتاز به الدبلوماسية البرلمانية من مرونة مقارنة بالدبلوماسية الرسمية.

ونوه إلى أن الدبلوماسية البرلمانية تهدف إلى تقليص سيطرة الدول الأقوى على الأضعف في العلاقات الدولية، مبينًا أن المنظمات الدولية تشكّل البيئة المثالية لممارسة هذه الدبلوماسية، من خلال المشاركة الفعّالة في الحوارات واللقاءات.

وتحدث سعادته عن إسهام الدبلوماسية البرلمانية في تصحيح المواقف الرسمية وشرح وجهات النظر التي قد يساء فهمها، مما يعزز من مصداقية السياسة الخارجية للدول. وفي محور الاتحاد البرلماني الدولي ودوره في تعزيز الدبلوماسية البرلمانية، تطرق سعادة العضو محمد بن مهدي الأحبابي، لتأثير الاتحاد البرلماني الدولي على السلام العالمي، مشيرًا إلى أن الاتحاد يلعب دورًا حيويًا في تعزيز الحوار والتعاون بين البرلمانات المختلفة. لافتًا إلى دور لجنة الأمن والسلم الدوليين في تعزيز الجهود الدولية لحل النزاعات وتعزيز السلم العالمي.

وتحدث سعادته عن الدور الكبير للاتحاد في تعزيز الدبلوماسية البرلمانية والسلام العالمي، من خلال لجانه المختلفة، ودعم الحوار والتعاون بين البرلمانات.

وتطرق سعادة الأحبابي إلى دور الاتحاد البرلماني الدولي كتجمع للبرلمانات العالمية، «حيث لعب دورًا رئيسيًا في إنشاء مؤسسات دولية مثل محكمة العدل الدولية وعصبة الأمم المتحدة، وأخيراً منظمة الأمم المتحدة». وبين أن الاتحاد مقسم إلى مجموعات سياسية متعددة ويعتمد على آليات مثل المجلس الحاكم والمكتب التنفيذي وآلية إدراج البند الطارئ، وذلك للتعامل مع القضايا المفاجئة والتنسيق بين المجموعات المختلفة حيالها.

    التحديات والفرص

من جانبه، تحدث سعادة العضو يوسف بن علي الخاطر، عن التحديات والفرص التي تواجه الدبلوماسية البرلمانية في العصر الحديث، مبينًا أن الدبلوماسية البرلمانية تواجه العديد من التحديات كالتحديات الحديثة التي تشمل التغيرات الجيوسياسية والصراعات الدولية وتباين الأنظمة البرلمانية، بالإضافة إلى التطورات التكنولوجية المتسارعة، لافتًا إلى ضرورة تحويل تلك التحديات إلى فرص من خلال بناء جسور الحوار وتبادل الآراء بين البرلمانات.

وأضاف سعادة الخاطر «التكنولوجيا الحديثة، رغم تحدياتها، توفر فرصًا كبيرة لتعزيز التفاعل البرلماني وتحقيق التفاهم بين الشعوب. هذه التحديات يمكن مواجهتها بتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين البرلمانات، مما يخلق أرضية مشتركة لحل المشاكل الرئيسية».

وفي إجابته على سؤال حول دور المجالس التشريعية في تعزيز السلام بين الشعوب، قال الدكتور مكاوي «تسهم الدبلوماسية البرلمانية في تسوية النزاعات وتقليل التوترات عبر التشريعات التي تعزز حقوق الإنسان والعدالة. كما تساهم المجالس والبرلمانات في نشر ثقافة السلام وتعزيز الحوار بين الشعوب من خلال الزيارات واستضافة المثقفين والعلماء، بالإضافة إلى إقامة دورات محلية وإقليمية لنشر ثقافة السلام».

وأشار إلى دور الدبلوماسية البرلمانية في الوساطة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، «حيث أثبتت نجاحها في حل العديد من النزاعات».

وأشار ضمن حديثه، إلى دور المجالس التشريعية في مناقشة القضايا العالمية مثل قضايا البيئة والتغير المناخي وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات، وإسهامها في نشر القيم العالمية وتحقيق التفاهم الدولي.

وفي إجابته على سؤال حول الأدوار الرئيسية التي تلعبها البرلمانات في تعزيز التعاون الدولي، أشار سعادة السيد عبدالله بن ناصر السبيعي، إلى الدور المهم الذي يلعبه البرلمان في تعزيز التعاون بين الدول، عبر توطيد التعاون بينها وخصوصًا بين البرلمانات بعضها البعض، للوصول إلى مفاهيم مشتركة حول القضايا المطروحة والأزمات والتحديات التي تواجه الدول، إلى جانب إمكانية التواصل مع الشعوب وتمهيد الطريق أمام الدبلوماسية الرسمية لتأسيس علاقات ناجحة ومتينة مع الدول الأخرى.

وتطرق سعادة السبيعي إلى تجربته كنائب لرئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط، متطرقًا إلى أبرز التحديات وكيفية مواجهتها، ومنها التطورات الكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، عبر وضع تشريعات وطنية لمجابهة تلك التحديات، والاستفادة من تلك التطورات والبناء عليها.

    منصة حيوية للحوار

وأكد المتحدثون خلال الندوة، على أن الدبلوماسية البرلمانية تمثل منصة حيوية للحوار، حيث يمكن من خلالها توليد حلول للمشاكل التي تواجه العالم. وأوضحوا أن اللقاءات البرلمانية المتكررة تسهم في تقريب وجهات النظر بين الشعوب، مما يعزز الثقة والمعرفة المتبادلة.

وأشار المتحدثون، إلى أهمية الزيارات المتبادلة والوساطة في تعزيز التفاهم والتعاون الدولي، حيث توفر فرصة للتعارف وإيجاد أرضية مشتركة بين الجماعات المختلفة، حتى بين تلك التي تختلف في العادات واللغة والدين. كما نوهوا إلى دور الاتحاد البرلماني الدولي في تعزيز بسط الحريات وحقوق الإنسان، وتوحيد الجهود لمواجهة القضايا العالمية مثل الاحتباس الحراري وغيرها من القضايا. كما تناول النقاش خلال الندوة، دور البرلمانات في تخفيف التوترات الدولية، سواء على المستوى المحلي أو الدولي. وشددوا على ضرورة انضمام البرلمانات إلى الاتحادات البرلمانية العالمية والإقليمية لتكون منصات فعّالة تصل من خلالها إلى جميع الدول.

وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه البرلمانات، أشار المتحدثون إلى الأزمات السياسية والنزاعات المسلحة التي تعرقل عمل البرلمان، إلى جانب الوضع الاقتصادي والمادي في بعض الدول، الأمر الذي يمثل عقبة أمام خطط التنمية.

 وأكد المتحدثون، على أهمية التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، لتحقيق النجاح في الدبلوماسية البرلمانية وتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز حقوق الإنسان.

وفي ختام الندوة، تم فتح باب الأسئلة والمداخلات للجمهور حول الموضوعات التي تمت مناقشتها، حيث قدم المتحدثون خلال الندوة إجاباتهم ووجهات نظرهم حول الموضوعات التي أثيرت، مما أضفى أبعادًا جديدة على النقاش.

شاركها.
Exit mobile version