“أنا رجل يهودي. أقمت حفلا دينيا في القدس، ونظمت رحلات للشباب اليهود إلى الأراضي المحتلة. عشت 3 سنوات في فلسطين، منها 7 أشهر في غزة. أنا أؤيد المقاومة الفلسطينية 100%، ورافض للكيان الصهيوني وجرائمه”.

دان كوهين، صحفي ومخرج سينمائي يحلم بإنتاج فيلم عن أسوء فترة تعيشها الصهيونية حاليا، “بعد انشقاق أبناء الكيان المحتل عنه، بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة”. ويواجه كوهين، الذي يعيش حاليا في أميركا تهديدات يومية بالقتل واتهامات بمعاداة السامية تطال الكثيرين من اليهود والإسرائيليين المناهضين للقتل والتهجير الذي يتعرض له الفلسطينيون.

كوهين عبّر عن موقفه الرافض للتصعيد العسكري في غزة منذ اليوم الأول لعملية “طوفان الأقصى”، ما شجع عشرات من اليهود والمستوطنين لخوض معركة من نوع آخر تدور على منصات التواصل الاجتماعي بين المؤيدين والمعارضين لكيان الاحتلال، تبادل فيها الطرفان اتهامات بمعاداة السامية، وارتفعت معها دعوات تحريضية ضد المعارضين للعنف ضد أطفال غزة ومدنييها.

ملاحقة في شوارع تل أبيب

أما الصحفي الإسرائيلي يسرائيل فراي، فندد بقصف الاحتلال للمدنيين في غزة. وعبّر فراي عن تضامنه مع الفلسطينيين على منصة “إكس” (تويتر سابقا) قبل ساعات من تداول عنوان منزله على مجموعات “واتساب” لليمين المتطرف، فكتب فراي “ليس من الضروري أن تكون يساريا خالصا لتطلب وقف القصف. توقف، وفكر، وتذكر أن مقتل أحمد في غزة جريمة تماما كما هو مقتل آيدو في بلدة باري”.

لم تمر ساعات حتى نشر مذيع راديو “يانت” الإسرائيلي بار شيم أور، مقطع فيديو التقطه من أمام مبنى يقطن فيه فراي أثناء حصار نشطاء اليمين الإسرائيلي شقته فجر الأحد الماضي، واتهامه بالخيانة، وترويعه بالألعاب النارية، ثم محاولات اقتحام مسكنه. كذلك أذاع شيم أور مكالمات هاتفية لفراي يستنجد فيها طلبا للمساعدة، وخوفا على حياته.

وتعرض فراي للحصار وأسرته وجيرانه لساعات في شمال تل أبيب، حتى وصول سيارات الشرطة، وتأمينه حتى ركب سيارته، فطارده المتطرفون إلى مستشفى إيخيلوف التي تحصن بها، قبل هروبه، وفق مذيع راديو “يانت”.

Πόλεμος Ισραήλ – Χαμάς: Ξεμένουν τα νοσοκομεία από καύσιμα – Έτοιμος για εισβολή ο ισραηλινός στρατός

ويعد فراي أحد الصحفيين المحسوبين على اليسار الإسرائيلي، وأثار موقفه من الفصل العنصري غضب إسرائيليين. وإذا كانت تلك المرة الأولى التي تعرض فيها فراي لاستهداف من مدنيين، فإنه سبق أن تعرض للاعتقال من قبل، حيث قبضت عليه شرطة تل أبيب في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفق تقرير لموقع “تايمز أوف إسرائيل” بعدما أشاد بالمقاومة الفلسطينية، ونعت منفذ هجوم تل أبيب في أبريل/نيسان من العام الماضي بـ”البطل”، كما قارن بين استهداف المقاومة الفلسطينية لمنشآت عسكرية، بينما تستهدف إسرائيل مدنيين وأطفالا في غزة.

في المقابل، تعطل حساب الباحث تايلر ألبيرتاريو، المستوطن الإسرائيلي، على منصة “إكس”، بعد حملة من مستوطنين بدأت بالتنمر عليه، وانتهت بتبادل عنوان منزله، بعدما اتهمه مستوطنون بالخيانة، لرصدهم دعمه حركة “حماس”، ومده الفلسطينيين بالمياه.

اعتقالات وتحريض في نيويورك

أما في نيويورك الأميركية، فكان للمستوطنين الإسرائيليين السابقين حظ أوفر قليلا بعدما بحثوا عن مأوى جديد؛ فخرج المئات منهم في مظاهرات مساء السبت الماضي، من بينهم مسؤولون حكوميون وحاخامات وسياسيون وأحفاد ناجين من المحرقة النازية، لإعلان رفضهم خطط إسرائيل إبادة جماعية للفلسطينيين.

رابطة “إف نوت ناو” لليهود الأميركيين نظمت المظاهرات للدعوة لإنهاء الدعم الأميركي لـ”نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، والمطالبة بالمساواة والعدالة والمستقبل الآمن للجميع”. وتنظم الرابطة مظاهرات يومية في ولايات أميركية منذ بدء “طوفان الأقصى”، لرفض إبادة الفلسطينيين في غزة، ومنع القادة الأميركيين من استخدام آلام اليهود كسلاح، ودعم خطط إسرائيل للتهجير الجماعي والقتل باسم اليهود، والحديث باسمهم مع أنهم يرفضون التصعيد الإسرائيلي.

كما ألقت شرطة نيويورك القبض على جيسون روزنبرغ -الذي هاجر من إسرائيل إلى أميركا- مع أكثر من 50 شخصا في مظاهرة دعت لوقف دعم أميركا لعمليات الإبادة الجماعية في حق الفلسطينيين يوم الجمعة الماضي.

وكان روزنبرغ ندد باستخدام أميركا وإسرائيل لليهود لتبرير عملياتهما على أرض غزة، ونقل رفض الجالية اليهودية في بروكلين لمحاولات إخماد صوتهم، وعدم تحملهم ذنب التعايش مع العواقب الوخيمة لسياسات إسرائيل في غزة، كما شارك بيانا رفض فيه جنود إسرائيليون سابقون أعمال الحكومة الإسرائيلية الإجرامية.

كما رفض تحريض سفير أميركا السابق في إسرائيل، ديفيد فريدمان، ضد مجموعات اليهود والمستوطنين الرافضين للحرب على غزة، ووصفها بـ”المعادية لليهود”، وحصر اليهودية في “الكيان المحتل”.

أما الجندي الإسرائيلي السابق وعضو جماعة “كسر الصمت” أفنير جفارياهو، فعبّر في لقاء مع قناة “إم إس إن بي سي” الأميركية عن رفضه ما وصفه بـ”المفهوم المشوه للأمن”، ملخصا سياسة الحكومة الإسرائيلية في افتراض أن أمان المدنيين الإسرائيليين الذين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة لن يتحقق إلا عن طريق قتل الفلسطينيين وترويع المدنيين والأطفال.

وتلوّح إسرائيل بتمرير تشريعات لمطاردة وسجن اليهود والإسرائيليين المنشقين، إذ نقلت صحيفة “هآرتس” دعوة وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كاراي، بإعلان حالة الطوارئ، وسجن الإسرائيليين الذين “يضرون بالروح المعنوية الوطنية”، أو مصادرة ممتلكاتهم، أو طردهم من منازلهم، إلى جانب فرض قيود على المواقع المستخدمة “كقاعدة لادعاءات العدو”، في إشارة للمقاومة الفلسطينية في غزة.

شاركها.
Exit mobile version