|

تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي قصيدة بعنوان “ابتسامات أطفال فلسطين المحيرة” كتبها الإمام خليفة -المعروف باسم مارسيليس وليامز- قبل إعدامه في ولاية ميزوري الأميركية.

وكان القصيدة قد انتشرت على نطاق واسع، حملت تحية منه إلى أطفال فلسطين الذين يرزحون تحت نيران الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وكان خليفة الذي شكك محاموه وبعض المدعين في إدانته بارتكاب جريمة قتل، أُعدم بحقنة مميتة مساء الثلاثاء الماضي في ولاية ميزوري، بعدما رفضت المحكمة العليا الأميركية إيقاف تنفيذ الحكم، رغم الأدلة الجديدة -التي قدمها فريق الدفاع- والتي زعمت تلويث سلاح الجريمة قبل المحاكمة.

“الابتسامات المحيرة لأطفال فلسطين”

وفيما يلي نص قصيدة “الابتسامات المحيرة لأطفال فلسطين” التي كتبها الإمام خليفة قبل تنفيذ حكم الإعدام بحقه:

على الرغم من أفعال القلة،

والانتقام المفرط،

طائرات دون طيار،

طائرات،

قنابل،

دبابات،

ركام،

مبانٍ هُدمت،

بيوت وأحياء زالت،

مستشفيات مستهدفة،

ملاجئ الأمم المتحدة مُنتَهكة،

قتل،

موت،

قتل متعمد للمدنيين،

رضعٌ يُدفنون أحياء،

بتر،

جوع وتجويع سياسي،

ندرة أو انعدام المياه،

التطهير الإستراتيجي،

رعب يومي،

وإرهاب يومي،

مناورات عسكرية،

تنقلات من هنا وهناك،

للعودة مرة أخرى إلى اللاشيء،

صدمة بكل تجلياتها،

مفاوضات دولية وتردد،

تحدٍ لتطبيق حل الدولتين،

مساعدات عالمية معطلة،

نسيان عالمي،

أشقاء وأقارب رحلوا للأبد،

قلق الوالدين –

أمام ذروة الغطرسة

وتطهير عرقي بكل معنى الكلمة..

ومع ذلك، لا يزال ضحككم يُسمع

وبطريقة ما تستطيعون أن تبتسموا

يا أطفال فلسطين الصامدين!

وتأتي قصيدة “الابتسامات المحيرة لأطفال فلسطين” في إطار دعم الإمام خليفة المستمر للقضية الفلسطينية، إذ كان دائم الدعوة إلى التضامن مع سكان غزة المدنيين العزل، ووقف الحرب الإسرائيلية على الأبرياء.

قصة الإمام خليفة

أُعدم الإمام في سجن الولاية في بوني تير، بعد أكثر من عقدين من الزمان قضاهما في انتظار تنفيذ حكم الإعدام. وكان أُدين بجريمة قتل تعود إلى عام 1998، لكن محاميه والمدعون الذين تولوا القضية لاحقاً زعموا وجود أخطاء بالمحاكمة، بما في ذلك اختيار هيئة المحلفين بطريقة غير عادلة، وسوء التعامل مع الأدلة.

وقد قدم فريق الدفاع عن خليفة سلسلة من الاستئنافات في محاولات لوقف تنفيذ الحكم، وقدموا أدلة جديدة على أن الحمض النووي الذي تم اختباره على سلاح الجريمة لا يتطابق مع الإمام، مما يشير إلى احتمال تورط شخص آخر بالجريمة.

ومع ذلك، جاء قرار المحكمة العليا برفض جميع الالتماسات، دون تقديم تفسير واضح، وهو أمر شائع في الحالات الطارئة التي تتعلق بتنفيذ حكم الإعدام.

اللحظات الأخيرة

نفذت سلطات ميزوري حكم الإعدام بحق الإمام الثلاثاء الماضي، بحضور بعض أفراد عائلته ومحاميه. وكانت آخر كلماته التي شهد عليها الجميع “الحمد لله في كل حال”.

وحسبما نقلت وسائل إعلام أميركية، فقد طلب خليفة تناول وجبة أخيرة تضمنت أجنحة دجاج وقطع بطاطس. وفي ساعات ما قبل تنفيذ الحكم، قضى وقتاً مع إمام السجن جلاهي قاسم الذي كان معه حتى اللحظات الأخيرة. والساعة 6 مساءً، تم إعطاؤه الحقنة القاتلة، وأعلنت وفاته بعدها بـ10 دقائق.

ورغم الاحتجاجات التي اجتاحت ساحة السجن، حيث تجمع حوالي 100 متظاهر للتنديد بعقوبة الإعدام وبإعدام الإمام، مضت السلطات في تنفيذ الحكم. والغريب في الأمر أن عائلة الضحية لم تحضر.

الجدل حول إعدامه

وأثار إعدام خليفة حالة من الغضب بالأوساط الحقوقية، وعبّر العديد من النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان عن اعتراضهم، خاصة في ظل الأدلة الجديدة التي أشارت إلى إمكانية براءته. وتناول الكثيرون قضيته على منصات التواصل مطالبين بمراجعة نظام العدالة الجنائية بالولايات المتحدة.

وقدم المدعي العام لمقاطعة سانت لويس (ويسلي بيل) مذكرة مشتركة مع فريق الدفاع تطالب بعقد جلسة استماع جديدة بشأن إدانة الإمام بناءً على الأدلة الجديدة التي ظهرت، لكن هذه المحاولات لم تنجح.

قضايا مشابهة

وتشير الإحصاءات إلى أن 4% من الأشخاص المحكوم عليهم بالإعدام قد يكونون أبرياء، ويقول معارضو أحكام الإعدام إن تاريخ العدالة الجنائية بالولايات المتحدة مليء بأمثلة على أخطاء قضائية أدت إلى إعدام أشخاص بريئين.

ومن أبرز هذه الحالات قضية كاميرون ويلنغهام الذي أُعدم في تسعينيات القرن الماضي بتهمة قتل بناته في حريق، وتبين لاحقاً أنه كان بريئاً.

وكذلك قضية كارلوس دي لونا، سنة 1983، عندما ذُبح شخص في محطة بنزين وتم إلقاء القبض على دي لونا واتهامه بارتكاب الجريمة لمجرد أنه يشبه القاتل، حيث كان يحمل الاسم عينه وأوصافه تتطابق مع الأوصاف التي رسمها الشهود.

وقد أصر المتهم على براءته، متهما كارلوس هيرنانديز بارتكاب الجريمة، مؤكداً أن الكثيرين لطالما ظنوا أنهما توأمان.

وبعد عامين من إعدام دي لونا، اعترف هيرنانديز بارتكابه الجريمة.

شاركها.
Exit mobile version