الدوحة – موقع الشرق

خلال مناقشة في الكونغرس الأميركي في يونيو/حزيران 2024، تحدث النواب أثناء استعراض مشروع قانون التفويض الدفاعي السنوي عن تهديد جديد قال بعضهم إنه يمثل مستوى مختلفا من القتال، وهو الكلاب الروبوتية التي تحمل بنادق آلية وتستخدمها الصين في التدريبات حاليا، وربما في الصراعات المستقبلية المحتملة.

حظيت الكلاب الصينية باهتمام الرأي العام العالمي بعد أن عرضت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية مقطعا مصورا لروبوتات مسلحة رباعية الأرجل خلال التدريبات العسكرية الأخيرة مع كمبوديا. في المقطع، يظهر روبوت يشبه الكلب، يبلغ وزنه 15 كلغ تقريبا، وهو يحمل بندقية آلية ويطلق النار. وفي ذات المقطع، قال متحدث باسم الجيش الصيني إن الروبوت، الذي يمكنه أداء العديد من المهام بشكل مستقل، يمكن أن يكون بمثابة “عضو جديد في عملياتنا القتالية الحضرية”.

ويتشارك الكلب الروبوتي مع مجموعة من الجنود مهمةَ اقتحام مكان ما في بيئة تدريبية، وذلك في سياق مناورات التنين الذهبي المشتركة مع كمبوديا في خليج تايلند، التي يشارك فيها أكثر من 2000 جندي، إلى جانب عشرات السفن الحربية.

لا نعرف الكثير عن المحددات التكنولوجية للروبوت الصيني المقاتل، لكنه يشبه روبوتا آخر من طراز يسمى “جو2″، أصدرته شركة “يونيتري” الصينية ومقرها مدينة هانغتشو غربي البلاد، وهي متخصصة في الروبوتات رباعية الأرجل الموجهة، وتبيعها عبر الإنترنت بأسعار تبدأ من 1000 دولار. في عام 2021، أصدرت الشركة نموذج “جو1″، وكان مزودا باثني عشر محركًا، ويتنقل على أسطح مختلفة، بما فيها الرمال والصخور والتراب.

أما النسخة الأحدث “جو2” فيمكنها التعرف على كل محيطها تقريبا أثناء المضي قدما، مع نقطة عمياء صغيرة جدًا، ومسافة اكتشاف للتضاريس لا تقل عن 0.05 متر عبر تقنية الليدار المتقدمة التي تحدد المدى عن طريق الليزر، مما يجعل “جو2” قادرا على التعرف على جميع أشكال التضاريس وبدقة شديدة. ومن خلال تدريب محاكاة بالذكاء الاصطناعي، تعلّم الروبوت حركات متقدمة، مثل المشي رأسًا على عقب، والانقلاب، وتسلق العوائق، مع مرونة واستقرار ممتازين في نفس الوقت.

وفق ما سبق يُطرح تساؤل بحسب الجزيرة نت: هل الروبوت الصيني المقاتل الجديد هو “جو2″؟ الهيكل الخارجي للروبوت يُظهر ذلك، لكن الشركة أعلنت في بيان صحفي أنها لا تبيع أجهزتها للجيش الصيني، وهو ما يضعنا مجددا في خانة التكهنات، لكنْ يمكن التأكيد أنه حتى وإن كان هذا الروبوت لا ينتمي إلى “يونيتري”، فإنه أولًا ماهر بالقدر نفسه، وثانيًا يمتلك ميزة إضافية وهي بندقية آلية على ظهره من نوع “كيو بي زد-95″، وهذه وحدها كارثة.

هذه البندقية من فئة البنادق ذات الفتحة الأمامية، حيث يقع مخزن السلاح خلف مجموعة المقبض والزناد، وهي بندقية هجومية تم تصنيعها بواسطة شركة نورينكو لقوات الجيش ووكالات إنفاذ القانون الصينية، وتستخدم رصاصة يبلغ مداها حوالي 800 متر، ويمكنها اختراق صفائح فولاذية لعمق 3 مم.

هذه ليست المرةَ الأولى التي تعرض فيها الصين كلبًا آليًا مسلحًا، ففي أكتوبر 2022، نشرت شركة الدفاع الصينية “كيستريل ديفانس” مقطع فيديو يظهر طائرة مسيرة وهي تسقط مركبة شبيهة أرضية رباعية الأرجل، وقد ثُبّتت عليها بندقية آلية خفيفة من طراز “كيو بي بي97”. وُصفت المركبة بأنها يمكنها الدخول مباشرة خلف خطوط العدو لشن هجوم مفاجئ، أو يمكن وضعها على سطح العدو لاحتلال المرتفعات صاحبة نقاط القوة العسكرية لقمع القوة النارية. كما يمكن للقوات البرية أن تشن هجومًا على العدو في المبنى من الأسفل، فتصنع الكلاب والجنود كماشة على العدو.

في الواقع، لدى الولايات المتحدة أيضا تجارب في هذا النطاق، ففي 2023 أجرى البنتاغون تجارب على روبوتات أرضية رباعية الأرجل باستخدام بنادق من نوع “إم-4” القصيرة عيار 5.56 × 45 ملم، وبنادق أخرى من طراز “إكس أم7″، بل وحتى السلاح المضاد للدبابات “إم 72” الذي كان في الخدمة مع القوات الأميركية منذ حرب فيتنام.

وقبل أسابيع قليلة من لقطات الكلاب الروبوتية الصينية المسلحة، كشفت قيادة العمليات الخاصة في مشاة البحرية الأميركية أنها جربت إضافة أنظمة أسلحة محمولة مدعومة بالذكاء الاصطناعي على الكلاب الآلية الخاصة بها. ونتحدث هنا عن “سينتري”، نظام الأسلحة عن بعد، الذي يعمل على كشف الهدف والتعرف عليه بشكل مستقل، ثم يمرر المعلومات إلى مشغل بشري يتخذ القرار بالاستهداف من عدمه. ببساطة، نتحدث عن بندقية آلية ضخمة، لكن بدون مُشغل يمسك بها.

 

شاركها.
Exit mobile version