ضمن فقراتها المتنوعة، سلطت حلقة (2025/8/5) من برنامج “تأملات” الضوء على بعض قصص وطرائف القدماء أبرزها، قصة المثل “جزاء سنمار”، وطريقة بعض الشعراء في استلهام الشعر.

 

ومن الأمثال التي يرددها العرب قولهم: “جزاء سنمار”، وسنمار هو رجل رومي بنى قصر الخورنق الذي يوجد بظهر الكوفة للنعمان بن امرئ القيس اللخمي، فلما فرغ منه ألقاه النعمان من أعلاه فخر ميتا.

وقام النعمان بقتل سنمار لكي لا يبني مثل قصره لغيره، وبقيت العرب تضرب هذا المثل “جزاء سنمار” لمن يُجزى الإساءة بعد إحسان.

وفي هذا السياق، يقول أحد الشعراء:

جزتنا بنو سعد بحسن فعالنا

جزاءَ سنمّار، وما كان ذا ذنب

وتناولت فقرة “طرائف لغوية”، طرفة رجل كنى نفسه أبا الخير وأبا الفخر، فقيل له ألا تكفي واحدة؟ فقال لا، لابد منهما معا، إن ضاعت الأولى نوديت بالثانية.

وتتعلق الطرفة الثانية بعثمان بن دراج الطفيلي، إذ يروي أن جنازة مرت به يوما وكان معه ولده، وكانت في الجنازة امرأة تبكي وتقول: الآن يذهبون بك إلى بيت لا فراش فيه ولا غطاء ولا وطاء ولا خبز ولا ماء. فقال الولد لأبيه يا أبتِ إلى بيتنا والله يذهبون.

كما قال أحد البخلاء لخادمه، هات الطعام، وأغلق الباب، فرد الخادم: هذا خطأ يا سيدي، فقال له: كيف؟ فأجابه: قل أغلق الباب وهات الطعام. فقال البخيل لخادمه: أنت حر لوجه الله وذلك لمعرفتك بعزم الأمور.

أما في فقرة “وقفات”، فجاء أن الشاعر الأبيرد الرياحي كان إذا خانته قريحته أخذ عصاه وانحدر في الوادي وجعل يقبل فيه ويدبر ويهمهم بالشعر فتأتيه المعاني، وكان الفرزدق يحدث له مثل ذلك، حتى إذا نادى المنادي لصلاة الفجر يأخذ الفرزدق زمام ناقته ويأتي جبل الريان فيجيش صدره ويتدفق شعره.

وعادة يقضي الشعراء لياليهم في التفتيش عن لفظة رشيقة تؤدي المعنى في الأشعار التي يكتبونها، ولكن لم الإصرار على قول الشعر إذا جمدت القرائح؟

وحسب ما أوردت حلقة برنامج “تأملات”، فإن وظيفة الأدب هو تخليص أصحابه من عناء الانفعالات، والشاعر عندما يبث الشكوى أو الحزن يشعر بالارتياح النفسي.

|

شاركها.
Exit mobile version